جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6309 - 2019 / 8 / 3 - 14:04
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
التسميات الاوربية الغبية
عندما تصل فكرة او حاجة الى اوربا من الشرق تضفي الدولة الاوربية التي استلمتها هوية القومية التي سلمتها لها فمثلا تسمى الحمامات الشعبية الشرقية في البلدان الاوربية بالحمام التركي رغم ان كلمة الحمام استعارتها التركية من العربية و رغم ان الحمام اولا لا يمكن ان يكون اختراع عربي ايضا لشحة الماء في الصحراء و ثانيا لان كلمة حمام تدل على انها صياغة ارامية للاشارة الى مهنة حضارية بدلا من غرفة على وزن فعّال كالقصاب و النجار و الخياط و الشماس. هذه المهن الحضارية لا تمت بصلة الى القبائل البدوية في الصحراء.
نجد على هذا المنوال مفردات اوربية كثيرة تطلق عليها في اللغات الاوربية بالعربية مثل القهوة العربية الاصلية (الحبشية الاصل) 100% Arabica و الحصان العربي الاصيل (الايرانية الاصل) و الارقام العربية Arabic Numbers (الهندية الاصل و هنا صدقت العرب بانها فعلا عربية لانها تبنتها في كتاباتها) و الليالي العربية (الهندو ايرانية) للاشارة الى قصص الف ليلة و ليلة.
و اذا طلبت القهوة الشرقية في المانيا يجب ان تطلب القهوة التركية رغم انها ليست تركية بعكس البقلاوة التركية التي تسمى بالحلويات العربية و رغم اني وجدت افضل انواع البقلاوة في اليونان و هكذا يسمى السجاد الفاخر في اوربا بالسجاد الفارسي رغم انه لربما سجاد صنع في كوردستان ايران. هكذا تطمس الهويات و الثقافات لتظهر على السطح هوية مزيفة - لذا لا تصدق دائما ما تراه على السطح.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟