فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6309 - 2019 / 8 / 3 - 14:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن التأخر في إنجاز الإيجابيات يؤدي إلى إفراز السلبيات ... هذه القاعدة التي تشير إلى الواقع الحقيقي الذي يستند على المعلومات المستخلصة من التجربة وعلاقتها بالسبب والنتيجة أن الأزمة اليمنية توسع شقها من خلال تأخر حسمها الذي فسح المجال لتدخل أطراف أخرى في الخلاف بين أطراف الحسم الذي أدى إلى إنهاء نظام عمر البشير ومجيء قوى عسكرية ومدنية متناقضة الرؤيا والأفكار وهذا أمر طبيعي لأن الذي حسم الأمر هي قوى عسكرية تحمل ثقافة وأفكار بعيدة عن الديمقراطية (نفذ ولا تناقش) إضافة إلى انحدارها الطبقي البورجوازي وبالرغم من ذلك فإنهم تجاوبوا مع العصر والعهد الجديد وطبيعة القوى المدنية وتناقضاتها أيضاً لأن أطرافها تحمل أفكار ورؤيا مختلفة عن الأخرى وبالرغم من ذلك إن طبيعة المرحلة تفرض على الجميع أن ينظروا إلى واقع الحركة وظروفها بمنظار واحد وهو المحافظة على هذا المكسب الكبير وعلى كل من المجلس العسكري وكذلك القوى الوطنية في الحرية والتغيير أن ينظر إلى مصلحة وأماني وأهداف الطرف الآخر ومن خلال هذه النظرة ومن أجل مصلحة التغيرات في السلطة التنازل عن المصلحة الخاصة والأنانية وعلى الجميع الاتفاق على إنجاز (المرحلة الوطنية الديمقراطية) والاعتراف بمصالح وأمنيات كل طرف المجلس العسكري والحرية والتغيير ... إن الذي حدث عكس هذا التوجه وبشكل خاص من الحرية والتغيير الذي جعل الحلول تتأخر إلى أن أصبح الشق كبير وفسحت لأطراف أخرى بالرغم من أن هذا التدخل من أجل إصلاح ذات البين بين الأطراف المختلفة إلا أن المفروض أن تأتي الحلول والاتفاق وطنياً وداخلياً إلا أن ما يؤسف له كانت الحرية والتغيير تقابل بالرفض التفاوض والجلوس مع المجلس العسكري وجهاً لوجه ومضى الوقت وتوسع الشق وفسح بتدخلات وعلى كل حال فإن الجرح يؤلم ويؤذي صاحبه وهم أدرى وأعرف بشعاب مكة ومهما يكن فإن الطرف الثالث البعيد والقريب لا يعرف الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأفكار والرؤيا الخصوصية للشعب السوداني ولذلك كان يجب أن تحسم سلطة الحكم وتفرعاتها بين القوى الوطنية نفسها (المجلس العسكري والحرية والتغيير) وقد أفرز هذا التأخر في الحسم بين الأطراف الوطنية إلى إفراز سلبيات حدوث حركتين انقلابية والأحداث المؤلمة التي حدثت في فض الاعتصام والأخرى في البيضاء ... إن القوى المناوئة والمعادية استغلت فجوات وخلافات بين القوى الوطنية وبينها وبين المجلس العسكري وكل واحد يوجه الاتهامات للآخر ولا زال دم الحركة الانقلابية ضد البشير طرياً لم ينشف ... وإذا بقيت الحالة تراوح في مكانها بدون حلول فإن الشق سيتوسع أكثر فأكثر والتدخلات تتوسع أيضاً أكثر فأكثر وتحدث انشقاقات بين القوى الوطنية وبينها وبين المجلس العسكري مما يسهل للعدو أن يستغل هذا الموقف بعد أن يصيب التذمر والجزع الشعب والعسكر فيضربون ضربتهم ويحسمون أمرهم بالإجهاض على الحركة العسكرية والمدنية ويقضون على مكاسب وأمل الجميع ويصيب الجميع الندم ويتحملون المسؤولية التاريخية عن هذا الفشل الستراتيجي.
ملاحظة : كتب هذا الموضوع قبل الاتفاق النهائي بين المجلس العسكري والحرية والتغيير.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟