أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - ابن عربي صغير في رواية - موت صغير -!!














المزيد.....

ابن عربي صغير في رواية - موت صغير -!!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 6309 - 2019 / 8 / 3 - 03:07
المحور: الادب والفن
    


ابن عربي صغير في رواية " موت صغير "!!
فرغت ليلة أمس من قراءة رواية " موت صغير " ل محمد حسن علوان . الفائزة بجائزة البوكر 2017. لا شك أن الرواية ممتعة ومؤثرة ابكتني في بعض وقائعها ، وخاصة في فصلها الأخير الذي يتطرق إلى موت ابن عربي فقيرا معدما يعمل رغم شيخوخته وتقوس ظهره في بستان مقابل درهمين في اليوم . وسأورد مقتطفات من هذا الفصل كما وردت على لسان ابن عربي " لم يتوقف هذا الشقاء على ذهاب صحتي . وموت رفقتي ، بل امتد إلى جيبي فمسني الفقر ... احتملت صفية هذا الأمر بعض الوقت، ثم اشتكت أن ليس لديها ما نشتري به عشاءنا.أطعمنا سعد الدين آخر رغيف من الخبز ،وما تبقى في الزبيل من تمرات قليلة ، ونمنا تلك الليلة جائعين .... في الصباح خرجت من البيت ومشيت حتى بلغت الغوطة .. وقفت مع الرجال الذين ينتظرون من يستأجرهم للفلاحة .. اختير أغلب من وقفوا معي إلا أنا .. نفروا من شيبي وانحناء ظهري مثلما نفروا من أكتع وآخرقصير القامة . جلس ثلاثتنا في انتظار رزق تأتي به الطريق، حتى انتصفت الشمس في السماء فمر رجل واختارنا جميعا. أرسل الرجلين إلى حقله وأخذني معه إلى بستان صغير قرب بيته . . فصرت أقلم الأشجار وأجمع الأوراق وأقطف الثمار وأسقي الزرع حتى المساء. تطعمني زوجته ويعطيني هو الدرهمين اللذين أشتري بهما عشاء صفية وسعد الدين ."
" قضيت ثمانية أشهر على هذا الحال أو ربما تسعة ..لم أعد أذكر . ازداد العمل مشقة .. صرت أقضي نهارا كاملا فيما كنت اقضي فيه نصف نهار.."
وذات صباح وابن عربي ذاهب إلى عمله في البستان فوجئ بزمرة من العسكر فوق جيادهم ومعهم سياط راحوا يضربون بها الناس دون تفرقة .." لسعني سوط في خدي وكتفي ..فسقطت على الأرض. وطأتني أقدام الهاربين وارتطم رأسي بجدار أحد البيوت ..مادت بي الأرض .علمت أني لا أقدر على الوقوف غطيت رأسي بيدي وصحت مناديا الله : لطفك يا لطيف .. وأظن أنني غبت عن الوعي زمنا لا أعرفه ..أفقت وأنا معفر بالتراب .. وعمامتي منفرطة ..خيط من الدم يسيل من فمي ...رآني أحدهم في هذه الحال ومد إلي يده ..عضدني الشاب حتى وقفت ..شعرت بألم هائل في ضلعي.. يوحي بضلع مكسور أو ضلعين .وقفت أفكر في ما أنا بصدده .. لن أستطيع العمل في البستان .. وإن عدت إلى البيت سننام دون عشاء..فقررت ان أتابع طريقي إلى البستان .. وصلت البستان أخيرا .. ضممت ذراعي اليسرى على ضلعي الكسير ورحت أقوم بعملي .. توقفت لاهثا .. شعرت بالدماء تندفع في رأسي وكأني أقف عليه ! جلست لألتقط أنفاسي ثم حاولت الوقوف مرة أخرى .. مادت الأرض بي . سقطت على وجهي .. تقافز الدجاج من حولي هلعا ..تعلق نظري بورقة صفراء لم أجرفها .. مت ! "
مأخذي على العمل أنه لم يتوغل عميقا في فكر ابن عربي . واكتفى في الغالب بعبارات موجزة تتصدر كل فصل من فصول الرواية المائة . مثل : كل بقاء يكون بعده فناء لا يعول عليه ! ومعظم العبارات في هذا الاتجاه .وهي عبارات غامضة ليس من السهل فهم المقصود منها . فلم يتم التطرق إلى فهم الألوهة عند ابن عربي .. ولم يتم التطرق إلى فهم الخلق عنده .. ولم يتم التطرق إلى مذهب وحدة الوجود ، وهو أساس فكر ابن عربي ومؤلفه .. وماذا عن الحياة بعد الموت وكيف يرى ابن عربي كل هذه المسائل ..
الحواران اللذان لامسا بعض فكر ابن عربي لم يكن أحدهما مقنعا . القاضي :
- أحقا قولك إن الله متحد مع مخلوقاته ؟
يجيب ابن عربي :
- لا يقول بالاتحاد إلا أهل الإلحاد !
ومن المعروف أن الإلحاد إيمان حسب فهم ابن عربي ! ولا أظن أن إجابته مناسبة ! ثم إن الوجود عند ابن عربي هو لله فقط فهل يتحد الله مع نفسه ؟
- وقولك أن الله يحل حلولا في خلقه ؟
- من قال بالحلول ففهمه معلول !
وهذه الإجابة ليست كافية لعارف ومتبحر ومؤسس لمذهب جديد في الفكرالاسلامي. هو مذهب وحدة الوجود . أي ليس هناك وجودان، وجود إلهي ووجود كوني ليحل الإله في الكون والكائنات أو في انسان بعينه دون غيره ، أو في جماعة محددة من البشر.
وفي حوار آخر . مع قاضي دمشق يبدو القاضي متفهما لفكر ابن عربي :
- كلام بعض المتصوفة يا سيدنا أيضا عسير الهضم على معدة العامة . كيف يمكن أن يفهم العامّة أن فرعون مؤمن !؟ كيف يفهمون أن الله والوجود واحد ؟ كيف يفهمون أن الألوهية تسري في جميع المعبودات حتى الأوثان ؟
ويجيب ابن عربي :
- هذا كلامي أنا وليس غيري. إن كان في صدرك ملامة علي ، فخاطبني بها مباشرة ، ولا تعمم حديثك .
يجيب القاضي بأنه يثق بسعة علم ابن عربي وصفاء نيته .. ولكنه لا يجد ما يرد به على من يشكوه إليه ." وإذا ما أردنا ان ندفع عن المتصوفة أذى الفقهاء، أن يعتدل المتصوفة في أقوالهم ويكفوا عن استفزاز العامة"
السلام لروح ابن عربي ..الذي لم تفهمه أمته .. ولو أنها فهمته وسارت على مذهبه لكان حالها على غير هذه الحال .



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناغم ثوابت قوى الطبيعة لوجود الحياة
- سعي الإنسان سعي للوجود نفسه !!
- الكون الالكتروني في الإلكترون الخالق !!
- دمشق في انتظار فجر يرسم بالقبل والسنابل !
- هل يصلّي العلماء ؟
- هل نصبح يوما الكلاب المدللة للبشر الآليين ؟
- الإنسان والطاقة الكونية إلى أين ؟
- إلكترونات عالمة ذكيّة !!
- حالة سُكْر
- زمن الخراب لا ينتج غير الخراب !
- عملية الخلق ما تزال في بداياتها!
- إلى متى نشغل عقولنا بالفروج والنساء والاستمناء ؟
- حول الجبر والاختيار في الفعل الانساني .
- ليس في الدار إلا الوحل والدود!
- فرح كوني بابن السماء!
- احتفاء كوني بابن السماء!
- طفولة ملائكية (مقطع من رواية زمن الخراب)
- -رسائل حب إلى ميلينا- بعد - العبد سعيد- إلى الانكليزية
- لاخير في فجر يرسم بقنبلة تقابلها قنبلة !
- وحدة الوجود في البابلية والمسيحية والصوفية !!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - ابن عربي صغير في رواية - موت صغير -!!