|
العثور على الذات ... اغتيال الدونية (13)
عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)
الحوار المتمدن-العدد: 6308 - 2019 / 8 / 2 - 15:09
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الحضارة الانسانية واحدة ولا وجود لحضارة منفصلة عن باقي حضارات البشر واية حضارة تدعي نقائها من أي علاقة بحضارات الامم غيرها هي حضارة " ان جاز تسميتها كذلك " عنصرية لا تستحق الحياة وهذا ما ينبغي لنا ان ندركه جيدا ونحن نبحث عن مكاننا في مسيرة الحضارة الانسانية كحضارة واحدة موحدة لا يجوز تجزئتها ولا فصلها عن بعضها البعض ولا التعامل معها بتراتبية زمانية او مكانية او بالأسبقية او بتفاوت الدور والاهمية على قاعدة ان لا حضارة نقية الانتماء العرقي بما في ذلك العرق نفسه فالأعراق النقية لم يعد لها وجود فالبشرية اليوم مهجنة ومختلطة وممزوجة بعضها ببعض وان كان للولايات المتحدة اهمية ما غير امبرياليتها فلانها البلد الوحيد على الارض الذي ضرب مثلا بالقدرة على خلق شعب جديد او امة جديدة من العدم مع عدم نسيان الجريمة الاساس التي قامت عليها هذه الحقيقة وهي اغتيال امة باسرها هي اصحاب البلاد الاصليين " الهنود الحمر " وهي الجريمة التي تسعى الحركة الصهيونية العالمية الى استنساخها من جديد على ارض فلسطين مستخدمة بذلك كل الاشكال الممكنة والغير ممكنة وبمساعدة مجنونة من الدولة النموذج للجريمة وهي الولايات المتحدة. ما تم انجازه عبر الارض من انجازات واكتشافات علمية واختراعات وصناعة وصولا الى ما يسمى اليوم باقتصاد المعرفة لا يمكن لاحد بعينه الادعاء بانه صاحب الحق بكل ذلك فخلايا العلماء العاملة في كل العالم لا تنتمي لعرق واحد والمعلومات المكتشفة لا تنتمي لشعب بعينه وحتى الاكتشافات فهي تنتمي لكل الكون واهله وبالتالي فالمعلومة التي صارت اليوم اساس الاقتصاد الكوني والاكثر مبيعا ورواجا فيه ليست ملكا ولا احتكارا على احد فلا يوجد مثلا من يحق له الادعاء بانه صاحب براءة اختراع السيارة والا لظلت جهة بعينها او ورثة رجل بعينه من يملكون هذا الحق وكذا الامر يندرج ايضا على اقتصاد المعرفة والسلعة. لا يوجد متسع لمن يحاول العودة الى الصفر والبدء من هناك ولن يكون له مكان ابدا في صفوف صناع المستقبل فلا احد سينتظره على ناصية الطريق ليصل فاذا اردت الانتقال الى الاقتصاد الصناعي اليوم فسيكون من سبقوك قد تجاوزوا اقتصاد المعرفة وحين تصل اليه لا خيال يمكنه التكهن اليوم الى اين ستكون البشرية قد وصلت وبالتالي فان عليك البدء فورا من حيث انتهى الاخرون ليمكنك سباقهم او الاكتفاء باللحاق بهم وذلك اضعف الايمان. انهم اليوم يسرقون منا المعرفة ثم يسوقونها لنا كمنتج صري لهم بعد ان سرقوا الخبز من افواهنا وسوقوه لنا تارة بثمن وتارة كرشوة وتارة كمشفقين على جوعنا وحين انتهوا منه القوه بعيدا عنا ليستبدلوه على بسطاتهم ببيع معلومتنا لعقولنا دون ان ندري من سرقها ولا من ملكها ولا من هو هذا البائع الوهم ولا لمن ندفع الثمن انه البائع الهلامي الذي يسوق لنا علم ارضاخنا وخنوعنا ونشتريه صاغرين بأشكال وأشكال مختلفة وهو ما ينبغي لنا الاستفادة منه لنقلب الطاولة على رؤوسهم ونستخدم نفس قنواتهم لنسوق الروح للأجساد التي أرادوا لها ان تنسى مكانة الجسد الروح وخيره لصالح الجسد الآلة وشره. المطلوب منا اليوم ان نخلق حالة من التعارض بين معرفة الشر ومقتنياتها وبين معرفة الخير ومقتنياتها عبر التدخل بصناعة مدخلات ومخرجات الصناعتين لنملك منتج الخير او منتج الجسد الروح ضد منتج الشر او منتج الجسد الالة الذي بات اليوم هو المنتج او السلعة الاكثر رواجا بيد اصحاب اقتصاد المعرفة الإمبرياليين والذي يروجون عبر وسائطهم للكراهية والموت والصراع بما يكفي لنقدم للبشرية ثورة رافضة لتلك التجارة التي تنتهي عمليا بالمخرج النهائي وهو تجارة السلاح والموت بما يعني ان الوسائط المتاحة اليوم لترويج الكراهية والموت وادواتهما يمكن لنا ان نجعل منها وسائط متاحة ايضا لترويج وتسويق منتج الروح بنفس الوسائط والاليات بما يعني ان علينا ان نستخدم ادواتهم ووسائطهم لإخراس نيرانهم التي يسعون لإشعالها في كل بقاع الارض. قد يجوز الاعتقاد اليوم ان حرب الغد ستكون حربا الكترونية وان ترك الفضاء الافتراضي بأيديهم يعني تسهيل مهمتهم القادمة في حين ان بإمكان البشر ان يحتلوا هذا الفضاء ويغلقوه في وجه نارهم وحروبهم ومساعيهم الخبيثة التي تسعى لموت الاخرين في سبيل الاثراء على قاعدة ان الانسان سلعة كاي سلعة ينتجونها ويبيعونها وهو ما ينبغي له ان يكون عنوان ردنا على قاعدة ان الانسان روح وان الروح ليست للبيع او الشراء وان قتل الابدان لا يمكنه ان يشكل قتلا للأرواح وبالتالي فلا يمكنه الانتصار على الروح ان امكنه الانصار على الجسد. ينتجون المعرفة كسلعة لتسويق الشر بما يكفي لجعلنا نعاود انتاج الفعل الروحي كمنتج نافي لمنتج الشر الذي يسعون اليه ويسوقونه وقد لا يكون هناك شعب على الارض اليوم اكثر قدرة من تحقيق هذا الفعل من الشعب الفلسطيني ليس لتميزه بل لمكانه وما يملك من تراث عظيم لصناعة الروح مدخلات ومخرجات دون ان يستثني ذلك مكانة باقي اليوم في اسيا وافريقيا مركز الحضارة الروحية للبشرية جميعها
#عدنان_الصباح (هاشتاغ)
ADNAN_ALSABBAH#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بسام الشكعة ... حيث تكون الوطنية
-
العثور على الذات ... اغتيال الدونية (12)
-
العثور على الذات ... اغتيال الدونية (11)
-
العثور على الذات ... اغتيال الدونية (10)
-
العثور على الذات ... اغتيال الدونية (9)
-
البحث عن الذات ... اغتيال الدونية (8)
-
العثور على الذات ... اغتيال الدونية (7)
-
العثور على الذات ... اغتيال الدونية (6)
-
العثور على الذات ... اغتيال الدونية (5)
-
العثور على الذات ... اغتيال الدونية (4)
-
العثور على الذات ... اغتيال الدونية (3)
-
العثور على الذات ... اغتيال الدونية (2)
-
العثور على الذات ... اغتيال الدونية
-
الأرض والمال ودائع لدى الاحتلال
-
الميديا والخبز أكثر أسلحة الامبريالية فتكا
-
تفريع الأهداف ... تقزيم القضية
-
نكبة العصر ... صفعة العصر
-
درس نيوزيلندا وأمية العرب
-
من عبدالله عزام إلى إسماعيل هنية
-
الضفة وغزة ... التفريغ بعد الانقسام
المزيد.....
-
بوغدانوف يبحث مع وفد من حماس المستجدات في غزة ويؤكد أهمية ال
...
-
الجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك
...
-
بيل غيتس وصورة -الملياردير المثالي-
-
ترامب يعلق رسومه الجمركية على المكسيك -شهرا-
-
الرياض.. برنامج أمل التطوعي لدعم سوريا
-
قطاع غزة.. منطقة منكوبة إنسانيا
-
الشرع لـ-تلفزيون سوريا-: النظام كانت لديه معلومات عن التحضير
...
-
مصراتة.. سفينة مساعدات ثانية إلى غزة
-
جنوب إفريقيا تعلن عن إجراءات محتملة ردا على قرار ترامب وقف ت
...
-
مصر تصدر خرائط جديدة لقناة السويس.. ما أهميتها وتفاصيلها؟
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|