حنا موسى
(Hanna Mossa)
الحوار المتمدن-العدد: 6308 - 2019 / 8 / 2 - 09:30
المحور:
الادب والفن
1
سأقرر بكل وضوح
انكِ قراري الصائب في
هذة الدنيا
وانكِ ربحي الوحيد
في
الخسائر المتعددة
لذلك
سأخبر عنكِ
الله
والملائكة
واطفال الشوارع
واخوتي المشردين
سأذكر تفاصيل وجهك
كلما ضللت السبيل
وسأعود
الى عينيكِ الحزينة
التي لم تفرح منذ ان كحلتها
اخر مرة
يد حواء
منذ ملايين السنين
2
انا رجل
ارضى بالقليل
تكفيني ضحكة
اطفالي الصغار
لأكون سعيد
اعوام اعوام
يمضغنا الزمن
كعلكة لا تنتهي
صالحة فقط للمضغ
برغم نكهتها اللاذعة
ولان الوقت لا يحسن
التذوق
فيمضغنا على مهل
كعاهرة
تنتظر عاهراً
على رصيف في
احدى الليالي المظلمة
ولان الوقت
لا يحسن البصق ايضاً
فيبقي علينا
كراهبة
ملت الدير
لكنها تبقى
ايفاءً للنذورِ
وللأختيارات المؤلمة
3
الطير الذي كان يمر
كل مساء
فوق البيت
وكان يغرد مرات
ومرات كان
يحط ليغفو على اكتافنا
بعد ان نثر
ريشاً من اجنحته
لنزرعه اجنحة
ونطير
لم يعد يمر مرة اخرى
بعد ان فشلنا
في الطيران
هل لم نفهم لغة الطيور ؟
ام حاجات الجسد
اثقلت الروح عن الخفقان ؟
4
تتوقعين نصاً مليئاً
بالحب
في ليلة كهذة
مقمرة
لكني احضر نصوصاً
معلقة على
حبل مشنقة ساخرة
مت فوقها كل غياب
وعلى متن كل طائرة
لن اخيفك اكثر
خذي باقة ورد
حمراء / دم
ترتجفين
تلقين بالورد
تصرخين :
"لا اريد ورد بعد اليوم "
وتبكين
يتطاير الشرر من عيني
دم
اصرخ :
"سيدتي
انا مذبوحاً كلي "
ثم
اطوح برأسي فتطير
كعصفور هرب من قفصٍ للتو
اغرد
فوق كل بيوت المحبين
وحين اتعب
احط على اكتاف
العاشقين
لأغفو ثم أطير
وانثر من ريشي
علهم يطيرون
ثم أغيب !
وربما للأبد
أغيب
5
اكرر انكِ بصيرة
المجنون
في هذا العالم العاقل جداً
المحاط بسوراً كبير
( أتفهمين ؟)
وانك وحدك
تشبهين الى حد كبير
جدتنا ايزيس
ووحدك تشبهين الصحراء
والبئر
والاهرام
والنيل
وانكِ لا تشبهين
ربات هذا الزمان
طويلات القامة والألسن
لكنك تشبهين امي
وقت ان كانت تشبه
جدتي لأبي
وصوتك
وحده حين تغني
يشبه صوتي
قبل ان اهاجر
ولا شئ يشبه هذة
الغربة
إلا شعرك ابن الليل .
#حنا_موسى (هاشتاغ)
Hanna_Mossa#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟