وليد الأسطل
الحوار المتمدن-العدد: 6307 - 2019 / 8 / 1 - 18:51
المحور:
الادب والفن
أحسب أنّه من نافِلَةِ القول أن أقرّر مسألة نسبيّة الأحكام، لأنّ الأحكام تختلف باختلاف أفهام الناس و تجاربهم و أذواقهم، فقد حدث أن وقعت على رجلٍ مثقّف، غنيّ، وسيمٍ قسيم، يكاد أن يهلك من فرط عشقه لإمرأة رقيقة الحال، متواضعة الشكل و المضمون!!! كما حدثَ أن وقعت على حال عكس هذه الحال!!!
و على الرّغم من هذا ينبغي تقرير حقيقة أنّه ليس المهمّ ما يُقال، المهمّ من الّذي يقول، و أنّ الكلام يكتسِبُ أهمّيَّتَهُ مِن قائِلِه. هناك قول أحسبه ل"أنيس منصور" إن لم تخنّي الذاكرة:(إكتَسِب شُهرَة و نَم).
قال الدكتور "وليد حمارنة" في برنامج تابعته قبل أعوام (تُدعى شخصيات غَربِيَّة كنتُ أدرّسها في الولايات المتحدة، مستواها متواضع لتحاضر في الإمارات، و لا أحد يَدعوني).
لا شَكّ أنّ كثيرين منّا يعانون من عقدة الخواجة، فإذا صدر كلام عاديّ عن آندرو، و ميشال، ستيف، عُدَّ من روائع الحِكَم، و إن صدرت الدُّرَر عن مِتعِب، و هزّاع، و شعبان و رمضان، و عبد السّميع اللّميع، عُدَّت تفاهةً و سُخفاً.
لي جملة أكرّرها دائماً:(لا يَكفِي أن تكونَ نَبِيّاً، أنتَ بِحَاجَةٍ إلى مَن يُؤمِنُ بِك).
لذا إذا جالست أيّ أحَدٍ من أفناءِ النّاس، رجلاً، امرأةً، شيخاً، طفلا، بل حتّى مجنوناً؛ فاستَفِزَّهُ بالأسئلة؛ فلعلّه ينطق بالحكمة أو بالشعر، يقول الشاعر العراقي "عبد الرحمان الماجدي"(كلّ النّاس شعراء لكنّهم عاطلون)(إنتهى كلامه).
إنّ مئات بل ربّما آلاف الحكم و الجمل و الومضات الشعريّة الرائعة تموت كلّ يوم لأنّ قائليها غير معروفين، في حين يقدّر الخلود لِجُمَل أقَلّ من عاديّة لأنّ أصحابها من المشاهير. أكرّر: (ليس المُهِمّ ما يُقال، المُهمّ مَن الّذي يقول).
#وليد_الأسطل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟