سامي البدري
روائي وكاتب
(Sami Al-badri)
الحوار المتمدن-العدد: 6305 - 2019 / 7 / 29 - 13:03
المحور:
الادب والفن
الحرب كقبلة أو القبلة كوجع أصيل
دائماً أعود من حروبي خاسراً، ولكني دائماً أذهب إليها
كأني ذاهب لمقابلة امرأتي للمرة الأولى و...
وكأنها ستمنحني قبلتنا الأولى،
التي لن يسجلها ملاكي المراقب في سجل حساباتي السيئة... التي تغضب الرب.
لماذا يغضب الرب مني ومنك بسبب قبلة...
ولا يغضب بسبب حرب؟
الجميع يفضل الذهاب إلى حرب القبلة الأولى والثانية
والثالثة... بعد الألف..، ويؤجل التفكير بغضب الرب
إلى الساعة الثانية عشر، إلا خمس دقائق، من قبل الموت...؟
الكل يعرف الجواب ويتصنع عدم معرفته...
كي لا يفقدوا طمأنينة الخوف!
***********
لا أعرف كيف تحسب خسارات الحروب
ولا أعرف كيف أحدد موعداً لقبلة،
لا تسجلها ملائكة الإحصاء
ولكني مع ذلك، أذهب في كل مرة
لأخسر حرباً يذكر بسببها إسمك
في سجلي الرسمي.
***********
في اليوم الذي لا أخسر فيه حرباً
أعود إلى الكتب، للبحث عن تكتيكات جديدة
تعلمني خسارة حروب تسجلنا كعاشقين مزمنين أمام الله
الغريب أنكِ ترفضين أن أعلمك تلك التكتيكات وتقولين:
علينا خسارة حروبنا ببدائية
لتصل لذة ألمها إلى قعر القلب
ولكي لا ينسى تسجيلها ملاكينا المراقبين!
**********
رغم أنكِ تعرفين أني لم أتعلم الفوز بخساراتي
من إدمان بغداد للحروب،
إلا أنك تسأليني في كل مرة شوق:
كيف تنجو في كل مرة عبور إليَّ... هل يحميك الرب؟
وفي كل مرة كنت أقول: دعينا نكسب قبلة جديدة
لنضيفها إلى سجل خسارات بغداد أمام نفسها:
ومر حين من الدهر على بغداد
أنها أشعلت حرباً...
لتثبت براءتها - أمام الله - من قبلة.
#سامي_البدري (هاشتاغ)
Sami_Al-badri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟