كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6304 - 2019 / 7 / 28 - 00:21
المحور:
الادب والفن
موجةً
موجَةً
ينْزِفُ البَحْرُ أحْلاَمَهُ
فِي مَسَــامِّ الرَّمْلِ،
ينْحَتُ صَخْرًا لمْ يَنْسَ سَفِينًا
حَطَّ يَوْمًــا مُمْتَشِقًا قَوْسَ جَرَادٍ
وَدَمًــا كالمِلْحِ،
ولمْ يَنْسَ عَوِيــلَ القَمْحِ على السَّفْحِ
وحُطَــامَهُ؛
في صُخُورِ البَحْرِ مِرْآةٌ سَمِينَة،
فِي المِرْآةِ جِرَارٌ وقِلاَعٌ ومَجانِيقُ مَتِينة،
فِي المِرْآةِ امْرَأةٌ شَقّتْ جَيْبًا على قَتْلاَها:
طِفْلٌ، بَعْدُ، لمْ يَمْتَطِ أَقْدَامَهُ،
زوْجٌ ما زالَ يَهِيمُ بالوَشْمِ الصّاخِبِ فِي زِنْدِهَــا،
أُمٌّ ما زَالَتِ الغِزْلاَنُ تَذُوبُ عَلَى وَقْعِ شَجَاهَا،
سُنْبُلَــةٌ،
سِرْبُ حَمَــامٍ؛
في المِرْآةِ سُيُوفٌ وغُــزَاةٌ
وبِسَاطٌ مِنْ جِلْدِ الرُّمَّــانِ .
يا صُخُــورَ البَحْرِ،
كمْ جَرِيحًا خَبَّــأَ فِيكُنَّ صَــدَاهُ؟
كمْ غَرِيقًــا حَدَّثَ عمَّــا رَآهُ
قَبْلَ أنْ يُصْلَبَ كالنَّايِ عَلَى أسْوَارِ الفَجْرِ؟
كمْ حَرِيقًا أنْبَتَهُ القَصْرُ إنْبَــاتًا؟
هلْ أتاكُنَّ حَدِيثُ البُرْتُقَـــالِ القَتِيــلِ؟
هَلْ سمِعْتُنَّ دِمَاهُ
وهْيَ تُنَــادِي: أيَــا سَادِنَ إنْجِيلَ القَلْبِ
عَدُوُّكَ في خَاصِرَةِ الجُدْرَانِ
وخلايَــا النَّخْلِ والزّيْتُــونِ
....................
عَدُوُّكَ فِي كَأسِ السُّلْطَــانِ؛
يا جِبَــالِ النّــَــارِ عَدُوُّكِ فِي مَعَــابِدَ
مِنْ فَيْءِ التُّــجَّـــارِ.......
نَــحْنُ أَسْرَى في يدِ التُّجَّـــارِ
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟