أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عادل الياسري - نبوءة الملك الشريف الحسين بن علي بمذبحة قصر الرحاب في 14 تموز 1958 بعد سبعة وثلاثين عام!!















المزيد.....

نبوءة الملك الشريف الحسين بن علي بمذبحة قصر الرحاب في 14 تموز 1958 بعد سبعة وثلاثين عام!!


عادل الياسري
مؤرخ

(Adel Alyasiry)


الحوار المتمدن-العدد: 6303 - 2019 / 7 / 27 - 09:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



كان الملك الشريف حسين شديد القلق على نجله فيصل وهو يتوجس خيفة من العراقيين قبل ان يبعثوا رسائلهم له ومنذ الوهلة الاولى. فقد كتب إلى المعتمد البريطاني في جدة؛ كنت ارغب ان أخبر العراقيين بيوم وصول فيصل للعراق
ولكن ان من المهم في بعض الاوقات الحفاظ على السرية. ومن الملفت ان الملك حسين كان أكثر من زعماء العراقيين المهاجرين شوقا لوطنهم يريد ان يعرف متى يكون يوم ميعاد ذهاب فيصل إلى العراق لكن المعتمد البريطاني في جدة الميجر المستر المارشال طلب منه التريث لحين وصول التعليمات.
وازداد قلق الشريف الملك الحسين بن علي ملك الحجاز قبيل ايام من ذهاب فيصل إلى
العراق. وكان سؤاله إلى علي آل بازركان عن اهل البرقيات البغدادية يريد ان يعرف عن طبيعة تفكير اهل بغداد من البغدادي علي آل بازركان؛ قبل ان يعرف عن اصحاب البرقيات؛ وأرسل الجواسيس إلى البصرة؛ ومن الصعب القول ان الملك الحسين لم يدرك من هم خصوم فيصل في العراق اولا؛ والبصرة ثانياً؛ ومن هو الزعيم القوي في الميدان لنصرة فيصل وقد أدرك الشريف الملك الحسين ان الزعيم الاقوى في الميدان هو السيد نور السيد عزيز الياسري في العراق؛ لكنه احتار ماذا يقدم للسيد نور؟ لقد حاول بكل جهده تكريم وجهاء مدينة البصرة فقد منح وسام النهضة من النوع الثاني قبل وصول فيصل الى البصرة إلى احمد الصانع أحد اعوان طالب النقيب العدو اللدود لفيصل؛ والذي اعد خطة لاغتيال فيصل ؛ وثم التهاني المتبادلة من علي اعيان باشا رئيس هيئة الاستقبال في ميناء البصرة وبين الشريف الملك حسين.
لقد أدرك الشريف الملك حسين ان الزعيم السيد نور الياسري أكبر من كل تكريم.
فوجه الملك حسين كلاما إلى السيد نور السيد عزيز الياسري قبل الصعود إلى الباخرة في ميناء جدة و في اللحظات الاخيرة وقال: ((يا سيد نور أنى اعتبرك كأخي الأكبر
أني قد أودعت ولدي فيصل عند جدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام؛ ثم أودعته عندكم)). فأجابه السيد نور: ((بأننا سنرحب بفيصل؛ وسيكون موضع احترامنا ومحبينا ونضحي في سبيله))
ومن جملة ما قاله المغفور له الملك حسين: ((ان هذا وديعتي ولدي فيصل أرجو مؤازرته؛ واني أخشى عليه من العراقيين؛ لأنهم سبقوا وخانوا جده الحسين)). فرد عليه السيد نور السيد عزيز الياسري ((اننا نرحب بالأمير فيصل ونعتز به؛ ولكن نرجو أن توصي الامير فيصلا فينا خيرا لأن كرسي العراق مغر وملعون)). فالتفت الملك حسين إلى ولده فيصل وقال أجب عمك السيد نور. فتقدم الملك الامير فيصل؛ واستشهد بالآية الكريمة في جوابه إلى السيد نور( والسابقون السابقون ؛أولئك المقربون ) وختم قوله (
الحسين يكون خصمي إذا لم أنصفكم)). وعند التأمل في كلمة السيد نور بن الثمانين عام وكرسي العراق؛ بقوله مغر وملعون.
هي تحذير إلى فيصل من حاشيته؛ ومعنى مغر؛ هي الحاشية المنافقة التي تجعل الاسود في عين الملك ابيض والخطأ صواب؛ وتبعد المخلصين للوطن والشعب؛ وتقرب الفاسدين إلى العرش؛ فيصبح ملعون من قبل الرعية. ومن الصعب إذا ابتلى الملك بالفاسدين المحطين به ان يميز بين الخيط الاسود وبين الخيط الابيض؛ فيصاب بداء العظمة وغرورها. و لقد كانت كلمة وجيزة ولكنها عظمية قبل أن يستوي فيصل على عرش العراق امام ابيه. وكان قول فيصل للسيد نور هو بمثابة عهد للعراقيين بإخلاصه لهم. وثمة امر آخر تكشف هذه الكلمة الوجيزة عمق فهم السيد نور
السيد عزيز الياسري لتاريخ العراق بكل ثناياه. لقد جاء في مذكرات ابراهيم الراوي وهو من الضباط العاملين مع الملك
حسين في مكة والمدينة. اوصاهم الملك حسين بولده خيرًا؛ وأن لا يعملوا به ما
عملوا بجده الحسين بن علي شهيد كربلاء؛ ولكن قبل أن تمضي على حدس الحسين هذا وتشاؤمه سبع وثلاثين سنة حتى حدث لفيصل الثاني حفيد فيصل وخاله عبد الاله؛ ما حدث لشهيد كربلاء.
ذكر علي آل بازركان في مذكراته بعد ان زار الملك الحسين؛ قال له الملك حسين أخشى يا شيخ علي ان يعملوا اهل العراق بفيصل كما عملوا بجده الحسين من قبل؛ واجابه قائلا لجلالة الملك؛ سيدي لقد تغير الزمان وان اهل العراق اليوم ليسوا كأسلافهم في زمن الحسين بن علي بن ابـي طالب عليهم
السلام؛ فهم الان يقومون بإكرام الضيف وبخدمة ملكهم. وتقول المس بيل؛ ان فيصل حينما قدم إلى العراق كنتُ أتذكر على الدوام
قصة جده الحسين. فالشبه تام بين ظروف الاثنين في دعوته إلى العراق؛ ورحلته من مكة؛ ووصوله وحيدًا إلا من أتباعه الرسميين المرافقين له. وإذا كانت الحوادث قد برهنت على ان المصير كان شيء مختلفا؛ فلأني كنت أقول على
الدوام ((ابعد الله النحس)). وتجدر الاشارة ان المفكر العربي الامير حسن بن طلال بن عبد الله بن الملك الشريف
حسين؛ كتب في جريدة الحياة اللندنية مقالا مؤبناً اخاه الملك؛ ملك الاردن بعد مرور عام على رحيله وكان مقاله الموسوم (في ذكرى رحيل الحسين بن طلال). وقد استعرض نكبات الدهر على الهاشمين واعتبر نكبة الرحاب مذبحة بلا اصحاب؛
وقال: ((فها هي صورة فيصل البهي يتنقل بسيفه من دمشق إلى فرساي ليكتشف ان العالم مليء برائحة البارود وان دمشق مضت من بين يديه بعدما غّنت له في موكب الفتح الثاني والدخول البهيج "أمسى عليك الخير يا أبو غازي؛ يا باشة العربان" وكان غازي هو الاخر شهيدا على الدرب. وتشاء مقادير هذا الهاشمي العظيم أبو عبد الله الحسين طيب الله ثراه ان يعيش كربلاء

الثانية من جديد لصنوه وأبناء عمومته الهواشم في قصر الرحاب؛ وإذا الرحاب قد خلا بمذبحة من الصحاب..))
. أرى ان مذبحة قصر الرحاب جريمة لا تغتفر في التأريخ وبتلك المذبحة ان انقطع نسل فيصل ولكن الله يمهل ولا يهمل. فان الذين شاركوا وامروا بقتل العائلة الهاشمية في العراق بعضهم قطع الله نسلهم وماتوا قتلا وبلا قبور
أو انتحروا. ولا يخفى ان فراد العائلة الهاشمية الكريمة جاءوا الى العراق فقراء ورحلوا فقراء.. والجدير بالذكر لقد أكد المؤرخون ان فيصل كان يفتخر حين يحاسبه البعض على المال العام ويكرمه ويجازيه خير الجزاء.
وخاطب الملك الحسين عموم العراقيين عبر صحيفته (القبلة) بعد صعود الامير فيصل والوفد العراقي إلى ظهر السفينة نورث بورك.
من الحسين بن علي - إلى الاماجد النجباء كافة اخواننا اهل العراق
حاضرهم؛ وباديهم عافاهم الاسواء.
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وان محرري هذا سيصلكم ان شاء الله تعالى عن يد ابني فيصل؛ أنبئكم به باني لم أوفده اليكم إلا لمحض إنفاذ رغباتكم؛ وطبقاً لإرادتكم؛ إذ لا يهمنا ورب الكعبة إلا حصول أقوامنا على استقلالهم ببلادهم؛ ووحدتهم باي صورة وشكل كان؛ وعلى يد إي شخص من أبنائها. وحسبـي علمه تبارك وتعالى بكل ذلك؛ وعلى كل حال فهو جل شأنه المسؤول أن يمن على الجميع بموجب رحماته ومرضاته؛ ويدفع عنا وإياكم الأسواء؛ ويختار لنا ما كان فيه الخير؛ وصلى الله على خيرته من خلقه واله الطهر وصحبه الغر؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من: كتاب جهاد السيد نور الياسري في ثورة العراق التحررية 1920 وصناعة الوطنية.. وبتصرف.
اعداد وتأليف :عادل الياسري.
Copyright© 2019 by Adel Alyasiry.
جميع الحقوق محفوظة للناشر. (يمنع نسخ أي فقرة او نشر المقال في صحيفة او أي موقع إلا بإذن من الناشر.)
معلومات تنشر لأول مرة.



#عادل_الياسري (هاشتاغ)       Adel_Alyasiry#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيعة وثورة العشرين ( 1920 ) وامريكا .
- ريتشارد دوكينز بالعربي و ثورة العراق 1920
- مقدمة كتاب ( جهاد السيد نور السيد عزيز الياسري في ثورة العرا ...
- الدعاء هو الوثيقة السريّة في القرآن .
- الدعوجية والمرجعية
- قتلت المدينة الفاضلة ونحن قعود ...!
- العاشر من حزيران الخيانة الكبرى في العراق ..!
- هل انتهاء الازمة في سوريا تعني الانتقال الى الاردن ؟
- السستاني ضيّاع القدسية وقيادة البعث القومية
- هل يصبح ال ياسر بوق مثقوب لحزب الدعوة الطائفي في الانتخابات ...
- ملف8 آذارمارس يوم المرأة العالمي 2009 -أهمية وتأثير التمثيل ...
- الانتخابات و السستاني و فاضل الشرطي
- الوطنية العراقية في رسائل المس بيل
- شيخ المؤرخين العراقيين الحسني لم يشم رائحة هيل ابو كلل في مخ ...
- العيد الوطني يا عراق المجد
- محمد حسنين هيكل وعصير ليمون صدام حسين
- دور الزعيم الياسري نور في الاستفتاء البريطاني في العراق 1918
- ضاعت لحان يامانه بين عمار الحكيم وباسم العوادي
- بين تصريحات لورنس العرب وتصريحات رئيس الاركان البريطاني دانا ...
- الظاهرة الزرقاوية والشارع العربي .. وماذا بعد مقتل الزرقاوي؟


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عادل الياسري - نبوءة الملك الشريف الحسين بن علي بمذبحة قصر الرحاب في 14 تموز 1958 بعد سبعة وثلاثين عام!!