السعيد عبدالغني
شاعر
(Elsaied Abdelghani)
الحوار المتمدن-العدد: 6302 - 2019 / 7 / 26 - 10:16
المحور:
الادب والفن
هل سازال صامتا هكذا نحوكِ ؟ الصمت يذبلني ويضاعف المرارة فى وجداني، كل يوم اهرع وأعود ، اهرع وأعود ، اهرع وأعود ، لدى روع فى ذاكرتي من العالم ، وهذا يؤثر عليّّ جدا ولا أعرف كيف أتخلص منه ، انى شديد الوحدة ، شديد الوحدة ، شديد الوحدة ، ها انا اغير الأمكنة، اغير الدروب ، ولازالت مخالبي تستعمرني ، اساريري كلها غبارية، لا اسيطر على وعيي أبدا ، الكآبة وامواجها فقط تفنيني يا متنبيتي الهدامة لجدرانى بيني وبينك بمعنى خلقكِ ، عندما اتذكركِ اتلعثم واضطرب جدا وكل شىء يتحول إلى معانيكِ، الشاعر بلا كرامة ، مثله مثل العاهرة ، إنهم بلا أي أحد فى الكون ، أعرف انكِ تفهمي أن سيرة الشاعر يجب أن تكتمل فيّ ، ولكن بلا نأي عنكِ ، انى مسفوك بشدة من كل شىء وخصوصا الواقعي الخانق الذى يغرز حدوده وابعاده فى وعيي ، حتى حبري يحجبني عن غيمتكِ، العالم واسع وأخاف أن تتذوقي اياه كله ، ماذا افعل ؟ عربدت وتصعلكت ولم يتغير هذا الوجد ، كتبت ورسمت ولم أفرغ منه ، جننت وتقيات من كثرة الخمر وافنيت جسدي ولم أفرغ منه ، في النهاية اتقوس على وجدكِ عندما يحاول أحدا أن يهتكه وأصرخ بصحرائي وقفري وجدبي وبوري فى وجه كابتي.
ان الوحدة هى كل ما يتضاد مع وجدى الجذري لكِ، وحدتي ووحدتكِ ولكنى الان وجداني لا يوخزني ابدا على فناء كل شيء فيّ فيكِ، بل يستزيد من كليتي الشعرية طواعية إليكِ ، الرغبة فى تجربة كل شىء هى ما خلقتني هكذا سوداويا لانى جربت اللهب والثلج وأثر ذلك على عقلي كثيرا فاصبحت بوسوسة خوف شديد مني، نحن لسنا متشابهين المخالب ولا الوحدات ولا الخلق ولكننا متشابهين الوعي ، متشابهين التجريد والحقيقة ، إلى متى اكتم وحيكِ فى سوادي، إلى متى لا أؤمن بمعراجكِ على ارضى واسراءنا المشترك فى السماوي اللامعقولي؟ دقي عنق عدمي وليسيل امامنا يا عطشة التصاوير، المهاجرة دوما من الحدود المصنوعة من العالم ، اصعدي فى طبقات حجبي إلى أعلى حجاب وارقصي عليه وانفذي فى ضوئي كما نفذت في ضوئك وسقطت فى هاويتك واعاليك.
أفعل كل شىء وحيدا ، اللغة جعلتنى هكذا ، لأنى منفصل عن المعاني العلائقية تماما ، معانى الاخر ، حتى النشوات أشعر بها وحدى ، من المخدرات والسكر والرقص والتخييل ، لا أعرف ما هذا البؤس الشديد فى كل شىء أفعله ، إن كل شىء يهيل عليّ بؤس شديد لهذا انتهيت عن فعل كل شىء سوى الشعر ، هذا الوتر الموسيقىّ الهارب من وراء السر .
هل سأبقى وحيدا هكذا طيلة وجودى هنا ؟ هل سأبقى وحيدا واهنا ؟مرثيا من كل جمال أعيه ، مخمورا بفجر لا يأتى ، ويح الشعر وويح الوحدة وويح الانغماس فى السواد وويح الاندساس بالكلية فى التصوير ،إنها أرجوحة قاسية لا تتوقف تذويني فى هذه الوحدة ، لا أعرف ما الذى فى خلاياي ولا ما فى أعصابي ، هل أنجبتنى أمى من اللعنة الكونية ، أريد فسحة واحدة أرتاح فيها خارجى ولكن كل الامكنة خائنة ، كيف أحطم هذا الخواء العاتي ، إنى أزول فعلا وأذوب فى الزوال .
#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)
Elsaied_Abdelghani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟