|
قَبْرِيَّات تمرينات رشيقة استعدادا للرحيل
عمر بن أعمارة
الحوار المتمدن-العدد: 6301 - 2019 / 7 / 25 - 17:36
المحور:
الادب والفن
«تتغدى تجربتي الخاصة بنهاية الحياة بأمنيتي الأكثر عمقا في جعل فعل الموت فعلا للحياة.» .الفيلسوف الفرنسي- بول ريكور «إنّه - في هذا السّياق بالذّات - نعني؛ بعد تعطّل سرديّة المستقبل الّتي رسمتها نظريّات التّقدّم التّنويريّة، عادت خطابات الآخرة إلى الاشتغال بحدّة مريعة، وصار على الفلسفة أنّ تخاطب هذا الضّيف الميتافيزيقيّ المرعب (الآخرة) على أنّه مطلب يوميّ لهذا الجيل ما بعد الدّينيّ، الّذي بات يهدّد جدار المستقبل لشعوب عدّة، ولكن ما هي الآخرة؟.».المفكر التونسي: فتحي المسكيني في سردية نسبت إلى أحد أصحاب النبي (أنس بن مالك)وردت في كتاب "صحيح البخاري" تحت رقم 3421 كما وردت في "صيح مسلم " تحت رقم 2781،مع اختلاف طفيف. زعم فيها:"أن رجلا من بني النجار كان نصرانيا فأسلم فقرأ سورة "البقرة" و كذا سورة "آل عمران" وكان يكتب لرسول الله عليه السلام ،وبعدها إرتد وفر هاربا إلى أهله وذويه ،وطعن في ما كان ينزل من الوحي على النبي، فرفعه قومه .لكن لم ينتظر طويلا حتى نزل عليه غضب الله وانتقم منه إذ قصم عنقه. «لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ». فقاموا أهله وأصحابه وحفروا له قبرا فدفنوه ،وفي الغد وجدوا جثته مرمية على سطح الأرض ،لقد لفظه قبره،وقالوا هذا من عمل محمد وأتباعه، لقد نبشوا على صاحبنا وأخرجوه من قبره انتقاما منه . وعاودوا الدفن بعد أن عمقوا القبر، وفي الغد وجدوا نفس المصير ،الجثة فوق سطح الأرض ،لقد لفظه قبره من جديد ،ونفس التهمة وجهت للنبي محمد وأصحابه، ثم أعادوا الدفن إذ عمقوا القبر ما كان باستطاعتهم أن يفعلوا ،وفي الغد وجدوا الجثة خارج القبر،لقد لفظته ونبذته بطن الأرض، وحينها تركوه أصحابه منبوذا" .هذا المرتد المفترض المسكين، لم يَدَعوه حتى يستقر ويسكن في قبره، وبعد ذلك يأتيه المَلَكان ويسألاه عن أعماله في حياته وفي التالي يُذَوّقانه عذاب القبر كجزاء أولي عن ارتداده، كما هو مصير الآخرين من غير حواريي النبي محمد . لقد جعلوا بخيالاتهم الواسعة جوف الأرض دون سطحها ينبذه وينتقم منه لثلاث مرات متتالية كجزاء لردته وتهكمه على نبي الإسلام ودين الحق. هذه القصة المنسوجة من خيالات البعض والمنسوبة لأحد أصحاب النبي،أو ربما فعلا هو صاحب الحكاية، هو أعلى وأقسى عنف خلقه "العقل الإيماني" كدرس وعبرة لكل من سولت له نفسه الارتداد عن دين الإسلام وتكذيب نبيه .لكن من منظور آخر و زاوية أخرى هذه الحكاية، تحمل في مضمونها تعطيل لما يسمى"بحكم قتل المرتد" المنفذ من طرف العامة أو الخاصةمن الناس هنا في العاجلة ،وترك أمره لله وحده ،وقد يعجل سبحانه الحساب والعقاب :«وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ » كما فعل مع هذا النصراني حتى قبل أن يسلط عليه عذاب القبر،أو انتظار يوم الحساب، كي يبقى عبرة لكل من سولت له نفسه التشكيك أو الارتداد و الخروج عن دين الله الحق . وحدهم فقهاء المنع والتحريم في الإسلام من يحتكر ويحسن أو يسيء الحديث عن الموت وهول وعذاب القبور.وماحكاية الملَكان والأسئلة الموجهة إلى الجثث الآدمية إلا مثال ساطع على ذلك :(«إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه أنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا أتاه ملكان فيقعدان فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ، فأما العبد المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له أنظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعداً من الجنة و يبشرونه بالخير والرضا من الله عز وجل و أما الكافر أو المنافق فعند سؤاله يقول لا أدري كنت أقول ما يقوله الناس فيه . فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضربانه بمطرقة من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة رهيبة يسمعها من يليه إلا الثقلين »حديث نبوي."و معنى ذلك أن الملكان منكر ونكير يرسلهما المولى عز وجل إلى قبر الإنسان المتوفي فيقومان بسؤاله عن ربه ونبيه ودينه وعمره وماله وكتابه الذي يؤمن به فإذا ما أجاب الإنسان بالحق عن كل تلك الأسئلة التي قام الملكان منكر ونكير بسؤاله إياها فأنه في تلك الحالة يكون استقبال الملائكة له بالريحان ، و يصبح قبره روضة جميلة من رياض الجنة وينال من فضل الله عز وجل و أن أجاب المتوفى بالباطل أو لم يستطع الرد يكشف له الملكان منزلته في نار جهنم والعياذ بالله ويتم استقباله من الملائكة بنزل الحميم والغضب وذلك ما قد اتفقت عليه سائر المذاهب الإسلامية"). لماذا هذا العنف اللامتناهي والممتد فينا والفائض علينا حتى صدّرناه إلى داخل القبور وما بعد القبور؟ أي عقل هذا الذي يُرَخٍّصُ و يَزُج ُّبكتيبة من مساعدي الإله والمتعاونين معه( الملَكان: نكير ومنكر) وهما مدججان بأسلحة ثقيلة في قبور مقفرة ونتنة من أجل استنطاق أولي ومسائلة عباده ؟ أي عقل هذا الذي يصدر أحكامه ويعاقب جثث أحباء الله وهي ممدودة، مستريحة وراقدة في حفرة وتنتظر يوما غير معلوم ،دون حتى أن تتم محاكمتها بشكل علني مع توفير جميع الشروط والظروف الملائمة لمحاكمة عادلة نزيهة، علنية وكونية (يوم الدين أو يوم الحساب) ؟.أين المنظمات والجمعيات الحقوقية من هذا الكم الدسم من العنف اللفظي والمعنوي والترهيب الميتافيزيقي الرائج بين فئات واسعة وعريضة منا والذي لا يحترم حتى حق الجثث في الاستراحة والرقاد و الاختلاء بأنفسها بعيدا عن صخب وضجيج الأحياء ؟. حينما طلب أعضاء إحدى الجمعيات التي تعتني بشأن مقابر المسلمين مساعدة من أحد الأثرياء البخلاء،من أجل بناء أسوارا لإحدى المقابر. أجابهم متسائلا بوقاحة معهودة فيه ودون أن يمنحهم شيئا:"لماذاالإهتمام بالقبور وصرف أموال المسلمين في ما لا يجدي ولا ينفع؟ هل أصبحتم حفدة الفراعنة ؟هل صرتم تقلدون النصارىالكفرة ؟ ولماذا بناء الأسوار للمقبرة مادام لا أحد من الموتى سيقوم من قبره ليفر خارجها ويزعج أو يؤذي الأحياء ؟".لا أعلم لماذا فائض الرأسمال "المسلم" لا يتجاوز أفقه حين يتعلق الأمر بالإحسان ،الاستثمار في بناء المساجد وفي أقصى الكرم والعطاء، تضاف المقابر،دون غيرها من المرافق العمومية الأساسية :(مدرسة،مستشفى،حديقة،ملعب،مكتبة،مسبح،غابة، طريق، إنارة، إلخ...)؟ ربما القراءة الحرفية والفهم السطحي البسيط والجامد لحديث نبي الإسلام عليه السلام: «من بنى لله مسجدا من ماله بنى الله له بيتا في الجنة» وراء ذلك،أو العادة الموروثة عن الأجداد (هكذا وجدنا آبائنا يفعلون ) ،أو هجانة هذا الرأسمال وأصوله الريعية وغياب وعي الانتماء إلى الوطن وإلى الحياة العصرية المنفتحة على الأفق الإنساني الكوني الراهن. في مدرسة يتيمة بإحدى القرى الجبلية النائية والمقصية، وداخل إحدى الحجرات المهترئة والمتآكلة.أمر المعلم إحدى تلميذاته النجيبات أن تقوم إلى الصبورة ،ولما لبت الدعوة مسرورة،طلب منها أن ترسم "قصرا عصريا" ، مسكت التلميذة الطباشير بين أناملها وبدأت على التو،وعندما انتهت من الرسم ،سألها المعلم: "ما هذا الشيء الذي رسمته يا صغيرتي" ؟ أجابته التلميذة دون تردد أو لحظة تفكير: "هذا قبر جدنا الولي الصالح سيدي عبد الرحمان رحمة الله عليه،هوالذي يغمرنا ببركاته ويجعلنا نستنفع بكراماته يا معلمي".قال المعلم وملامح الغضب بادية على محياه:"أنا طلبت منك أن ترسمي قصرا وليس قبرا يا قبيحة". قالت الفتاة بكل برودة وبراءة:"أنا لا أعرف شكل ومعنى القصر العصري أو حتى التقليدي يا معلمي".فاستشاط المعلم المحترم غضبا وطلب منها أن تمسح على الفور رسوماتها المشؤومة، وبعدها عاقبها فأشبعها ضربا وصاح في وجهها:"أنت رمز ونذرللشؤم ، أنت وجه النحس ،أغربي عن وجهي يا تعيسة،يا وجه الغراب".هذا المعلم المقصي والمستقر على الهامش، ربما كان يعوزه شيء من ثقافة ومعرفة التاريخ حتى يدرك ويحصل على الرابط ووجه الشبه بين القصر والقبر.لا أدري إن تساءل ولو لمرة واحدة هذا المعلم القاسي والمتفائل جدا حد العنف،عن نوع القاعة التي يشتغل فيها هو وتلامذته البؤساء،وما يميزها عن القبر؟ وعن القرية التي يسكنها ،ألايستشعرها كمقبرة جماعية للأحياء دون طريق أو حتى عنوان ؟. أو ربما هربا من القبر والمقبرة راح المعلم المسكين يفتش عن الحياة و الأمل ولو في خيال وإبداعات تلامذته البسطاء؟. من الحكايات الشعبية العجيبة التي مازالت تحتفظ بمكان لها في ذاكرة بعض الكهول كما الشيوخ ،داخل واحة فڭيڭ في المملكة المغربية، حكاية عن إمرأة عجوز دخلت في تحد لبعض رجال الواحة ، قل نطيره، وذلك من أجل أن تدحض ما كان يروج من اعتقاد داخل الأوساط الشعبية هناك ،حول حضور وظهور الجن وكذا الأرواح وأشباح الموتى داخل المقابر ليلا، بل حتى عن تسكعها في بعض الأزقة المظلمة واعتراضها سبيل ثلة من المارة وترويعهم وإيذائهم في مرات عديدة.راهنت هذه السيدة الشجاعة على أن تذهب ليلا لوحدها إلى إحدى المقابر ، وهناك على حافة قبر ما، ستقوم بطهي الخبز على نار موقدة على حطب. وهكذا بعد اتفاق مبدئي ،أخذت أثاثها واحتياجاتها و توجهت لوحدها ليلا إلى المقبرة المعنية وهناك إتخذت لها مكانا جنب قبر ما، وبعدها رتبت أمورها بعناية ثم أوقدت النار. وهيأت العجين وبعد ذلك بدأت في الطهي،ولما طهت الخبزة الأولى وضعتها داخل إناء على شمالها، وحين طهت الخبزة الثانية و عملت على أن تلحقها بالأولى في نفس الإناء ،فلم تجد من أثر للخبزة الأولى، وهكذا تكرر المشهد ،فكلما همت لتضع الخبزة المطهية في الإناء المخصص لذلك، لا تجد أثرا للخبزة التي وضعتها فيه سلفا ، فما كان منها إلا أن تنتبه للأمروتتحرى أين يختفي خبزها،دون أدنى ارتباك أو خوف . وبعد تركيزها النظر على الإناء المخصص للخبزومراقبتها لأي حركة تقع في محيطها،وفي جولة أخرى،ومباشرة بعد أن وضعت الخبزة في إنائها ،لاحظت يدا ما، تمتد إلى الإناء خفية وفي استغفال لها،لتسحب منه الخبزة الموضوعة داخله.فما كان من العجوز إلا أن أمسكت بتلك اليد السارقة، وأخذت تقرصها وتضربها وهي تصيح وتردد : "حتى أنتم يا أهل الآخرة تغشون ؟.حتى أنتم يا أهل الآخرة تسرقون ؟لم تعد الثقة حتى في أصحاب القبور؟".وهكذا افتضحت اللعبة المحبوكة سلفا، بعد أن تبين أن اليد ليست إلا لأحد الرجال من الذين دخلوا معها في الرهان،إذ كان مختبئا في حفرة فارغة من وراء المرأة، قصد تخويفها، وتثبيت الموروث السائد لذى العامة، بأن القبور تسكنها الأرواح والأشباح ولا تخرج إلا ليلا . وهكذا أثبتت المرأة العجوز أن لا علاقة للأمر لا من قريب ولا من بعيد بالجن أو بالأرواح أو بالأشباح. وبذلك ربحت المرأة الشجاعة الرهان ،وكشفت على اعتقاد وهمي سائد داخل الواحة بل حتى خارجها.هل يوم ما سيكف المخيال الشعبي الخصب،عن نشاطاته المفرزة للحكايات والأساطير المسيئة لفضائنا المستقبلي ولشكل ما من أشكال تواجدنا على كوكبنا الأرضي والمرعبة والمخيفة لأطفالنا ،وفي حالات عديدة يقفز هذا الخوف ويمتد حتى إلى بعض الشباب والكهول ؟. وهل يُفْهَم ويُسْتَوْعَبُ على أن الأمر لا يتعلق سوى بأناس، أو من كانوا كذلك، راحوا ليستريحوا ويناموا مرة للأبد ،دون أن يعلنوا عن نية الرجوع والعودة،سرا أو علنا ،ليلا أو نهارا، سواء كأرواح أو كأشباح، ودون أن يزعجوا أو يخيفوا أو يرهبوا أحدا من بني جلدتهم الأحياء .حتى أنهم اختاروا أو للدقة والوضوح اختير لهم أن يقيموا على هامش المدينة أو القرية و في جوف الأرض و تحت طبقات من التراب وفي سكون لا متناهي.وأن الأحياء من البشر هم من يزعجونهم ويرغمونهم على الرحيل خارج قبورهم ومقابرهم،كما يفرضون عليهم التحدث إليهم وإن اقتضى الأمر استنطاقهم بعد النبش في قبورهم ،دون أدنى احترام وتقدير لهم.وما حكايات الجن والأرواح والأشباح إلا أوهاما وخرافات من نسج وبناء عقول هؤلاء الأحياء،وكذا منها ما هو متوارث أبا عن جد منذ القدم،ونوع من أنواع الإساءة إلينا وإلى أفق أنفسنا؟. في مبادرة مثيرة وغريبة ومنفردة،تنزف غضبا، وتستحق كل الاهتمام.أقبل فنان تشكيلي تونسي يدعى منصف بن جامع في فعل احتجاجي وصرخة فنان أعيته الحياة وأهلها - كما صرح هو بذلك -على عرض لعدد من لوحاته الفنية في"مقبرة العين" وعليها ، بمدينة بنزرت التونسية.وكان رد فعل العامة بين مؤيد ومعارض ومستنكر ومندد بهذا الفعل الشنيع الذي لم يحترم صاحبه ولا لوحاته ،لا الموتى ولا مشاعر المسلمين الأحياء. أرجو أن تكون رسالته الاحتجاجية الحضارية والمدنية، قد وصلت إلى من يهمهم الأمر من الأحياء قبل الأموات. كما أتمنى أن يكون الأموات قد استمتعوا بهذا العرض الفني المثير،مادام غيرهم من الأحياء لم يعد الفن التشكيلي يعنيهم في شيء،أو ربما يذكرهم بموت أحاسيسهم وحواسهم ليس إلا. وفي خبر آخر طريف :فاز شقيقان بجائزة أسرع وأفضل وأجمل قبر في مسابقة لحفر القبور،ضمن معرض دولي لخدمات الجنازات والدفن وحرق الجثث في دولة "سلوفاكيا "، حظرته عشرة فرق من سلوفاكيا وبولندا والمجر ولجنة تحكيم مؤلفة من خمسة حكام.وددت لو أن المسؤولين المشرفين على تصاميم وتهيآت وجمالية حواضرنا ومدننا وقرانا حضروا هذا العرض المثير والمفيد أو على الأقل اطلعوا وقرؤوا هذا الخبر وعملوا على نقل ونسخ هذه التجربة (المسابقة) وطبقوها على "قبور الدنيا"عندنا- كما يحلو للسان الشعبي أن يلقبها - مادام الاجتهاد والإبداع كما السرعة و الاتقان و الجمال لا يعرفون طريقهم إلى عقول وسلوك وأعمال مسؤولينا المحترمين جدا. نقلت إحدى إحدى الجرائد الإلكترونية المغربية خبر احتجاج أحد مسؤولي إحدى مدن شمال المملكة، في تدوينة له على جداره بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.- شخصيا لا أدري لماذا كل صيحة أو صراخ يلقب بتغريدة ، فقد يكون نهيق أو نعيق أو عويل ؟- " هذا المسؤول دق ناقوس الخطر و أعلن أن إحدى المقابر الإسلامية التي تحتضن رفاة مجموعة من الزعماء الوطنين وشهداء الحركة الوطنية كما المجاهدين الغرناطيين(نسبة إلى مدينة غرناطة الأندلسية)،في مدينته، لم تعد مكانا آمنا حيث أصبحت ملاذا وملجأ للمهمشين والمنحرفين ومدمني المخدرات وسوقا لترويج الممنوعات ". وأضاف المسؤول المحتج ربما حد الغضب :" هذه الجماعات تشكل خطرا على أسر الموتى حالة زيارة ذويهم ".-دق ناقوس الخطر؟- لا أدري أي مكان يحتوي على هذا الناقوس حتى يذهب الجميع لدقه بدل من التظاهر والاحتجاجات في الأماكن العمومية التي قد تؤدي في لحظات معينة إلى انزلاقات وأعمال شغب وفوضى وتدخلات أمنية ينتج عنها قمع واعتقالات وربما جروح وموتى ؟. هذا المسؤول المحتج لم ينتبه إلى أن هذا المكان هو الملجأ الوحيد والأخير الآمن لهذه الفئة من المهمشين والمتشردين والمعتوهين والمنحرفين. فالمقابر هي ما تبقى لهؤلاء المقصيين،إذ هناك يحيون مع الأموات في سلام وطمأنينة ، هناك يعيشون موتهم الاجتماعي، بعيدا عن أحياء لم يوفروا لهم إلا ما يجعلهم يلتجؤون إلى ضيافة وكرم هذه المقابر.هناك يتجانسون مع الموتى ويتقاسمون معهم نفس الفضاء ونفس الحالة الوجودية ،فهؤلاء ميتون اجتماعيا وبذلك هم سكان مؤقتون لهذه القبور، أو ربما يتمرنون هناك استعدادا للسكن الدائم وفي انتظار لحظة الديمومة ،كما الآخرين ميتون بيولوجيا وبذلك حصلوا على الإقامة الإجبارية الدائمة. في حكاية شفهية تتداول بين بعض سكان إحدى المدن شرق المملكة المغربية ،عن قائد عاش في القرن العشرين وعرف بتكبره وتجبره وغطرسته كما عرف بامتلاكه لأموال طائلة جمعها عن طريق السلب والنهب .ولما توفي دفن هناك في إحدى مقابر المدينة التي كان يحكمها بقبضة من حديد. ومن مكر الصدف أو أحسنها ،أن قبره جاء مجاورا لقبر أحد المعتوهين ،المتشردين والمهمشين من سكان هذه المدينة .ولما دفن القائد - أو من كان قائدا - انتظر أهله حتى اكتملت الأربعين يوما من بعد يوم وفاته عملا بعادات الأجداد .وبعدها توجهوا إلى المقبرة حيث دفن أبوهم وبنوا له على قبره وزخرفوه بالرخام وانصرفوا إلى حالهم .لكن بعد أيام معدودة شاع خبر بين سكان المدينة على أن أهل القائد - أو من كان كذلك - أخطئوا في الأمر إذ بدل من أن يبنوا على قبر أبيهم القائد هم بنوا على قبر المعتوه المتشرد الذي هو مجاور لقبر أبيهم .ونظرا لرمزية المكان وتحرجهم إن هم عملوا على هدم و تفكيك ما صنعوه على قبر المعتوه،أو من اعتقدوا أنه أبوهم ، تركوا القبر كما هو والزخرفة كما هي،واقتلعوا فقط اللوحة التي تحمل اسم أبيهم .وهكذا اضطروا للبناء من جديد، لكن هذه المرة على قبر أبيهم، وعملوا على زخرفته بجميع أنواع الرخام ،حتى يبدو متميزا وفي حلة فاخرة وأحسن مما صنعوه لقبر المعتوه الذي كان قبر أبيهم.لكن كل الملاحظين ممن زاروا المقبرة، انتبهوا إلى كون قبر المعتوه هو أكثر إتقانا وجمالية من قبر من كان قائدا.ربما فكرة الانتقام الإلهي من الطغاة من المجالات الخصبة التي تنشط فيه العقلية والمخيال الجمعي الشعبي،وتجد فيه متنفس وانتصارات وهمية، لدرجة انتاج المئات من السيناريوهات والحكايات،عن عدالة السماء وتدخلها السريع و ربما الاستعجالي ففي لحظات عديدة يحصل الإنتقام في الدنيا قبل الآخرة للمظلومين ضد الظالمين .(إن الله يمهل ولا يهمل) فقد يصيب غضب الله وانتقامه الشخص الظالم ،في جسده أو رزقه وماله أو أولاده وذريته أو حتى في قبره ،كما حدث مع هذا الذي كان قائدا مستبدا،كما يجازي وينصف الضعفاء و المظلومين كما فعل مع هذا المعتوه المتشرد. في المملكة العربية السعودية ،سنة 2015 ظهرت صورة لقبر مغطى بالعشب الأخضر، وقد تم تداول هذه الصورة عبر مواقع التواصل الإجتماعية على نطاق واسع ،وأثارت الكثير من الجدال حولها وحول صاحب القبر.هل هو من أصحاب الكرامات ؟ وهل هذا العشب الأخضر دليل على حسن خاتمته وبشارة على أن نهايته هي جنة النعيم ،وذكرت بعض المصادر أن هذا القبر أصبح مزارا لأشخاص اعتقدوا أن ذلك هو من علامات الكرامة للمدفون فيه .ومن التفاعلات الأساسية المسجلة ،ما ذكره أحد أساتذة العقيدة والمذاهب الفكرية المعاصرة في جامعة سطام في الخرج ،من أن وضع أشجار أو زرع نبات على القبور نهت عنه الشريعة نظرا لما فيه من اقتداء بأهل الكفر.حين يتحول القبر إلى إشكال وحين يحرف النقاش بعيدا عن اشكالات المجتمع وراهن الناس وما يعترضهم من مشاكل وعن المستقبل والذين سيؤتون من بعدنا فاعلم أن الأمة أو الشعب أو حتى النخب يعيشون خارج الحاضر ،خارج التاريخ والجغرافيا ولا يفصلهم عن موتاهم إلا الحالة البيولوجية وحفن من التراب لا غير. في خبر متداول عن صراع دار بين قبيلتين مغربيتين على هوامش الجنوب الشرقي للمملكة المغربة حول ضريح مهجور مبني وعليه قبة كما هو شكل البنايات المخصصة للأولياء ،فكلتى القبيلتين تدعي أن الضريح هو لجدها فهو المدفون فيه ،وعنما إستشرى الصراع بين هتين القبيلتين وانتشر الخبر وعلمه الداني والقاصي .أخبرت القبيلتين بأن المدفون في ذلك القبر ليس جد لأحد من هاتين القبيلتين ولا لغيرهما من القبائل بل ليس قبرا لإنسان ما ،وإنما المدفون بداخله حصان كان محبوب عند صاحبه ولما مات إرتئ أن يدفنه ويبني على قبره تكريما له واعترافا بالجميل ووفاءا بالعهد . وفي نبأ لا يقل طرافة وطراوة عن سابقيه:أصيب عدد كبير من المسلمين المقيمين بكيبيك الكندية بخيبة أمل شديدة جراء تصويت (طبعا بشكل ديمقراطي نزيه وشفاف) عدد من سكان بلدة "سانت أبولينير" القريبة من مدينة كيبيك،برفض بناء مقبرة خاصة بالمسلمين فوق قطعة أرضية مجاورة لقريتهم. لا أتصور إلى أي حد،حواجز وهواجس وأوهام الخصوصية التي تسكن العديد منا شرعية ومشروعة، والتنوع والاختلاف مرفوض ومخيف ومضر، لدرجة تصنيف وفصل الجثث الآدمية وفرز وعزل الجثث الإسلامية عن غيرها من الجثث الكافرة.أتساءل دائما حين أزور مقبرة ما أو أتذكر عالم القبور: لماذا إلى يومنا هذا لم يدعوا أصحاب الفصل والعزل والخصوصيات المفرطة إلى إيجاد مقابر خاصة للذكور وأخرى خاصة للإناث أو على الأقل خلق أجنحة خاصة مفصولة ومعزولة بسياجات كما هي عقولهم ؟.لا أدري إن كان مثل هذا الخبر( رفض الترخيص وخيبة أمل ) يمثل عرضا مغريا للداعين إلى حوار الديانات والتعايش بين الشعوب،وإن كان بإمكانهم وكخطوة أولى ،جمع وتوحيد الجثث المؤمنة و غير المؤمنة في "اتحاد عالمي للجثث و المقابر" ؟وهكذا يتوصلون إلى مبدأ "لا فرق بين جثة وجثة وإن تعددت واختلفت معتقداتها" ويضيفونه كبند ضمن بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان،وأن يعملوا على تكريس التعايش والتسامح فيما بين هذه "الجثث المتعددة الديانات والاعتقادات"قبل أي شكل آخر من أشكال السلم والأمن العالميين،و بذلك قد ينجحوا فيما أخفقت فيه منظمة "الأمم المتحدة الأمريكية". في إطار سعيها إلى إقتناء واقتفاء أثر كل ما هو إسلاموي أو له علاقة من قريب أو بعيد بذلك ،نشرت إحدى الجرائد الإلكترونية المغربية التي تفيض إسلاما وتقطر ورعا ،خبرا تحت عنوان "علماء أمريكيون يوصون بطريقة دفن تتوافق مع الشريعة الإسلامية"- تتوافق مع الشريعة الإسلامية- كان تدييل وإضافة من الجريدة المتقية لله.هذا الخبر نقلته الجريدة الإسلاموية كما أشارت هي إلى ذلك عن مجلة "بيزنيسإنساير، Business Insider"الأمريكية،التي نقلت هي أيضا بدورها عن علماء أمريكيين قولهم أن "الطريقة التقليدية في دفن الموتى ،أي طريقة وضع الجثة في حفرة على التراب وهي مكفونة بأغطية قابلة للتحلل بسرعة هي الأفضل ". مع تسجيلهم للأضرار البيئية التي من الممكن أن يسببها حرق الجاثمين أو إستعمال التوابيت مع معالجة الجثث بمواد كيماوية قبل دفنها.يبدو أن الناقل الإسلاموي للخبر نسي أهم شيء عند المقارنة مع الآخر غير الإسلامي ألا وهو استحضار "النية والدعاء الإسلامي" عند أصحاب الطريقة الإسلامية وغيابها عند الآخرين ،وهذا ما يحدث الفرق ولا شيء آخر.ربما كُتَّابُ السير والمغازي النبوية وتدوين بداية تشكل الإسلام ،كانوا معذورين أو حتى محقين إلى حد ما،حينما أوردوا نبأ ذهاب خديجة وزوجها النبي محمد عليه السلام إلى ورقة بن نوفل واستفسارها له عن الحالة التي كان يعيش عليها النبي محمد لحظة نزول الوحي عليه ،وجواب ورقة بن نوفل الذي قال فيه:" هذا الناموس الذي نزَّل اللهُ على موسى، يا لَيتني فيها جذعًا - أي: شابًّا قويًّا - ليتني أكون حيًّا إذ يُخرجك قومك....".لكن بعد ما يقرب من خمسة عشرة قرنا من الإسلام ومئات الملايين من المسلمين .لا أدري ما الذي يجعل هذا "العقل الإسلامي" يتوسل ببعض أشباه "المفكرين الغربيين "من أمثال،"روجي غاروديRoger Garaudy" و"موريس بوكاي Maurice Bucaille"وغيرهم كثر،وكذا بالكثرة ،من أجل إقناع الآخرين أو الدفاع عن النفس،وفي أحيان كثيرة تحوير أخبارا بل حتى تحريف وتزوير حقائق علمية أو تاريخية أو لغوية من أجل إظهار أن الإسلام (النحن) هو السبّاق إلى الحديث عن ظاهرة ما أو قيمة ما أو قانون ما أو علم ما،أو على الأقل أن هذه الظواهر والعلوم لا تتعارض مع الإسلام (النحن) في شيء ؟.كما أتساءل باستمرار إن كان هذا الدين ،الإسلام ،يحتاج إلى إعانة ويد مساعدة وكذا حقن أجنبية علمية وحداثية ،من أجل تثبيته وتقويته ؟ أم أن إيمان الناس في خطر ومهدد في أي لحظة بالزوال والإندثار، كما لو أننا في خيمة بدون أوتاد ستقتلع مع أي ريح هبت،أو نحن على شفا حفرة قد ننزلق إلى الهاوية في أي لحظة ،أو فوق رمال متحركة ؟.لا أدري إن كنا مازلنا نبحث عن موطئ قدم أو مكان لإسلامنا في هذا العالم حتى نعمل ونشتغل بهذا الشكل الحثيث من أجل تذييله لأي خبر أو اكتشاف علمي وإن كان بسيط أو حتى غارق في التفاهة ؟ إلى متى سنظل ننظر إلى ذواتنا على أنها ناقصة ونستند إلى الآخر الغربي الحداثي ونتكئ عليه ونستدعيه لإتمامها واستكمالها ؟ هل لابد من إعلان ولائنا للحداثة الغربية وتجديده في كل منعطف وإن كان عبر إثبات مدى تماثل قبورنا وشكل الدفن عندنا مع كل ما هو مطلوب عندهم ، إذ حتى في قبورنا وفي طريقة دفننا لموتانا سنحتاج إلى التزكية من جارنا الغربي الحداثي ؟. ماذا لو تجرأ أحد رجال الأعمال من المستثمرين المغامرين وقدم ملفا كاملا وجاهزا حول مشروع إقامة ناد أو فضاء تحت إسم "معهد كيف نستعد و نتعلم أن نموت" ؟.هل من مجلس أو إدارة أو وزارة تتحمل مسؤولية الترخيص لهذا المشروع الممتد حتى الميتافيزيقا ؟ هل سيلقى تشجيعا ؟ هل سيجد التقليد والمنافسة ؟ وأي جهة ستعمل على تقليده أومنافسته ؟ و أي لوبي سيضايقه ويحاربه ؟ وماذا عن طريقة استقطاب الزبائن والإشهار؟ وهل هناك من سيتجرأ و يصبح زبونا مخلصا لهذا النادي ؟ بل كيف سيتم الإخلاص مع حضور الموت ؟ هل سنتحدث عن طالب علم أم طالب موت أم الإسم سيكون مركبا طالب علم من أجل الموت ؟ وأي علم هذا الذي يُمَوِّت ؟.وأي وظيفة سيتعلمها و يتقنها المشتغلين فيه ؟ و ما هو تكوينهم العلمي؟ وماذا عن الدروس النظرية بل حتى التطبيقية فيه ؟.و أي نوع من الأسئلة وكذا التمارين التي سيخضع لها الزبون/ الطالب؟ وكيف ستكون نوع إجاباته ؟ وماذا عن الذين سيموتون قبل أن ينهوا حصصهم التدريبية ؟ هل هم مجتهدون فوق العادة ؟ وماذا عن امتحان التخرج وعن الشواهد التي ستمنح للمتخرجين من المعهد ؟ وماذا سيكتب عليها مثلا ؟ "شخص قابل للموت بامتياز" أو"شخص جاهز للموت" أو" شخص لا ينقصه إلا الموت " ،مع تنبيه هام:"هذه الشواهد تمنح خارج المنطق الإنتحاري أو الإستشهادي الداعشي"وماذا عن الملاحظة الأساسية بالنسبة للراسبين في الامتحانات "شخص غير مهيأ بعد للموت" أو"شخص لا يمتلك مؤهلات الموت حاليا " أو شخص مازال يخاف الموت"مثلا ؟ و ما هي علاقة المقابر بهذا المعهد؟ هل ستصبح من الفضاءات والمختبرات الأساسية له التي ستقام فيها بعض الدروس والتجارب التطبيقية ؟ بعيدا عن الحكايات والسرديات الجميلة وكذا المفزعة ،التي تعج وتفيض طرافة وطراوة ،وقريبا من سرديتي ومعزوفتي الخاصة وقلق السؤال الذي يسكنني، عن الحياة ،عن الموت ،عن القبر ،عن النهاية والفناء ؟. فأي الصحاري أطلقت سراحي حتى صرت أسير في متاهات اللاوجود ؟. أي نوع من السفن أنا حتى رحت أبحر في رحلة التيه والضياع ؟.أي المعاني تنقصني كلما استعجلت القبض عليها تنفلت من بين أصابعي ؟ .أي المساحات لفظتني وجعلتني أمشي بين حافة القبور ؟.
#عمر_بن_أعمارة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احذروا، إنه بيض أدولف هتلر
-
حين تصبح الكراهية آلية للقياس والجهل مستنقع للطهارة
-
كل ما تعلمته من الكتب العربية هو أن العرب(كانوا)
-
هل المستقبل للإسلام الروحاني ؟؟؟
-
الأنا والموت والقبر كنهاية سعيدة (الجزءالرابع)
-
الأنا والموت والقبر كنهاية سعيدة (الجزءالثالث)
-
الأنا والموت والقبر كنهاية سعيدة (الجزء الثاني)
-
الأنا والموت والقبر كنهاية سعيدة (الجزء الأول)
-
في بؤس الفقه الإسلامي-المعاصر-.
-
عنف في الفضاءات العمومية
-
نداء الواحة ورحلة العبور أو السفر حيث تجد نفسك
-
لباس البرلمانية أمينة بين ضيق الدعوي وانتهازية السياسي ورحاب
...
-
فقهاء أم ثقوب سوداء أو العدمية بصيغة دينية.
-
وصفة سلفية أصيلة لحل معضلة حوادث السير عند أمتنا
-
المفكر التنويري محمد أركون تحت مِعْوَل د. بنسالم حميش الصَّد
...
-
المركزية المعكوسة أو احتقار الذات المبدعة
-
إلى متى ستموت الأوطان فينا ؟؟؟
-
انسحبت من الفلسفة مُبَكِّرًا لذلك لم أشرب مما شرب منه سقراط.
-
فوق فڭيڭ، أو الهجرة من صقيع المدينة إلى دفء الوا
...
-
الخطاب الديني مغالطات وأوهام
المزيد.....
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|