جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6298 - 2019 / 7 / 22 - 09:01
المحور:
الادب والفن
باعد بيننا الفراق الطويل امتد سنين و سنين ، تساقطت من امامي كما تتساقط احلام المحرومين بعد اليقظة ، حلم كنت ممسكا بة كما يمسك الطفل لعبته الاولى ، كان قريب المنال ، ان يحتوينا حيز يكفينا ، انفرد بكِ ، انظر في عينيكِ ، اغرق في احلامهما ، اذوب في سحرهما ، لم اكن اعلم ان الاقدار تشاكسنا و تنشر دسائسها في طريقنا ، و يتسرب الحلم كما تتسرب حبات الماء من قبضة يديَّ و انا اسقي وردة البنفسج التي اشتريتها خصيصا لكِ ، و بعد فراق طويل تلطف القدر وغسل عاره و جمعنا بصدفة اخيرة من تدبيره ، و كأنه يطلب منا السماح . كيف اسامح من افترس احلامي و قتل براعم الامل المتفطرة تكاد تشق طريقها كي تزهر حياةً ؟ لكنكِ اقنعتني بان اكون على غير طبيعتي و اسامح من عاندني و اخذ حبيبة القلب من احضاني . اشترطتُ ان لا يباعد بيننا ثانية لاني لا املك المزيد من العمر ، كل شئ عندي في اواخره ، بدات عروقي تجف او تكاد ، اتمنى بل اريد ان ابقي على القليل الذي عندي لكِ لازرعكِ بين ظلوعي ، اطوقكِ باشواقي و لهفتي التي تكاد تحرقني . ثلاثة عقود اغتربتِ فيها و كان لكِ حياة لا اعرف تفاصيلها و لا اريد ، ما يهمني ان تاتي على الموعد ، اريد ان استعيد معك ذكريات ظلت حبيسة الضلوع عمرا باكمله ، اقفلتُ عليها و واريتها جوانحي . قلتِ بانك الان ارملة بعد ان رحل من خطفكِ مني …حاولتْ و كم حاولتْ ان اعثر عليكِ ، لم اكن اريد شيئا سوى ان اراكِ ، كنتِ كل تلك السنين بطلة احلامي ، تجرين ، تمرحين حتى ترقصين و عندما افيق اتمنى ان اعود الى حلمي ، لارتمي في احضان عطركِ ، لاتنفس الحلم معكِ ، اسالكِ و احلّفكِ بحبنا الم تشتاقي لي ، الى همهمة الارتباك و الخجل التي تملكتني في اول لقاء ، وانتِ الم تقولي مرة بانك كنت على وشك السقوط مغشيا عليكِ . ارتدى حلته التي تركها للمناسبات و بخ الكثير من العطر مما اثار حفيظة زوجته و استفسرت بلا مبالاة كعادتها ، لم يجب ، غادر مسرعا حتى لا تلاحظ فرحته و تفسد شيئا منها . و صل الى بيت اختها حيث المكان الموعود ، طرق الباب و هو يشد الجاكيت لاصلاح هيئته ، لم يسمع ردا ، كرر الطرق مرات و مرات لا جواب ، سمع جارتهم تصرخ دون ان يراها : "ذهبوا الى المطار و تركوا لك هذه الورقة " تجمد في مكانه لا يقوي على الحراك ، لطمته المفاجأة ، كررت صراخها ، فاق من ذهوله ، تقدم و اخذ قصاصة ورق صغيرة مرغما … عزيزي …اسفة لقد اتصلوا بي من البيت ولدي وقع له حادث ، اسفة وداعا . عادت الى غربتها و هو الى بيته …
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟