أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - التعددية السياسية واحتمالات التخريب














المزيد.....


التعددية السياسية واحتمالات التخريب


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6297 - 2019 / 7 / 21 - 19:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التعددية السياسية واحتمالات التخريب
-
يستعد السودان للانتقال لنظام الحكم المدنى ما يعنى ان نظام التعددية السياسية سيتم العمل به عملا حقيقيا لا زائفا. فما هي التعددية وهل هي الانسب؟ وهل سيتم انتقال ديمقراطى سلس من غير تخريب؟ وهى جهزت كوادر الدولة العميقة وكتائب الظل خططها؟ ويجدر بالذكر ان الاب الروحى لكتائب الظل, وهى جزء من التنظيم السرى لحزب المؤتمر الوطنى الاسلامى, هو على عثمان طه النائب السابق للرئيس المخلوع البشير. وفى لقاء تلفزيونى افصح على عثمان عن بعض مهام هذه الكتائب بما في ذلك استعدادها لاستخدام العنف

هنالك أصوات, بعضها خبيث وبعضها صادق وحادب على المصلحة العامة, بدأت تتحدث عن شعورها بالاقصاء. هذه إشارات لا تدعو الى الاطمئنان لان التعددية تعنى التضمين. وبعد سنوات قليلة ستكون هنالك انتخابات عامة وبغض النظر عن نتائجها فان الاقصاء ليس في صالح التعددية السياسية. والسبب الأول هو ان المبدأ الرئيسى في الديمقراطية هو التعددية او هو الحيلولة دون تركيز السلطات في يد حزب واحد او مجموعة واحدة. بمعنى ان الحكومة والجهازين التشريعى والقضائى ومنظمات المجتمع المدنى والفاعلين الرئيسيين, كل منهم سيساهم في عملية رسم السياسات وتنفيذها. السبب الثانى هو فهم الناس للتعدد والتنوع. فالتعدد والتنوع ليس سياسيا فقط انما هو تعدد ثقافى واثنى وغير ذلك. لهذا فانه يصبح محتما على الحكومة ان تدير التعدد والتنوع ادارة جيدة. وكمثال جيد لادارة التنوع نذكر ماليزيا واندونيسيا. ففي اندونيسيا نجد ان نسبة المسلمين تتعدى التسعين بالمئة, ومع ذلك وضعت الدولة دستورا يعترف بكل الأديان والثقافات. ويتحدث عدد من المفكرين من اندونيسيا عن ان دستور الدولة لا يشتمل على اى مادة تشير الى ان اندونيسيا دولة إسلامية ولا يتضمن الدستور كذلك اى مادة تشير الى ان الإسلام هو مصدر للتشريع. وهنالك عدة دول ذات اغلبية مسلمة انتهجت النظام المدنى مثل تركيا وتونس

ان الدعوة التي تقول ان الاختلاف فتنة هي دعوة باطلة. الغربيون يفتخرون بالتسامح حيال الآراء والمواقف المتعددة في بلدانهم لانها السبب في الإنجازات الكثيرة في مجالات الفكر والفنون والاداب والعلوم وغيرها. تلك الإنجازات ساهمت في تطور البشرية ورفع مستوى الانسان المعاصر فكريا وماديا. ان الاختلاف فيه قوة واثراء وهو يهيئ المجال للابداع والتطوير والتجويد. الدول الغربية متقدمة وبها عقول مخترعة ومبدعة لانها تحترم الافراد ومساهماتهم ولا تقصى احد ولا تمنعه من حرية التفكير والابداع والنشر. والعكس يمكن ان يحدث حين يكون هنالك تحييز مطلق من السلطة الحاكمة لبعض رجال الاعمال مثلا, فان البلد في هذه الحال تصاب بركود اقتصادى. والسبب ان هؤلاء التجار ينصرفون من الاقتصاد المنتج الى الاقتصاد الطفيلى وممارسة الفساد لانهم يدركون انهم في كل الأحوال لن تطالهم يد القانون.

كان هتلر مفتونا بفكرة التنوع, ليس لايمانه بمبدا التنوع والتعدد باعتباره مصدر اثراء للقيم الثقافية والفكرية ولكن لان مبدأ التنوع كان يدعم فكرته العنصرية. كان يضرب امثلة بانواع القطط والطيور واختلاف قدراتها وامكانياتها لكى يسوغ لفكرة التفرقة العنصرية, اى ان الطبيعة أعطت كل نوع او جنس ميزات معينة يتفوق بها على الاجناس الأخرى. اذن الوعى بالتنوع يمكن ان يكون إيجابيا او سلبيا. والتعدد يمكن ان يعتبره البعض جيدا لانه يشكل حاجزا يمنع تركيز السلطات في يد حزب واحد او نخبة معينة, بينما يعتبره العنصريون فتنة ومهددا للوحدة الوطنية ومبررا لاقصاء من يعتبر في نظرهم في مرتبة ادنى او أعداء للامة. المقياس الصحيح هنا يحدد مدى رفعة الوعى العام والوعى بمبادئ الديمقراطية

ان التفكير في حصر دور منظمات المجتمع المدنى في مجال واحد وهو معارضة سياسات الحكومة وبرامجها هو تفكير ساذج. وعلى العكس من ذلك فان منظمات المجتمع المدنى تلعب أدوارا كبيرة في التوعية والثقيف والتوسط بين الحكومة والجمهور وتقديم بعض الخدمات التي توكل اليها من السلطات الحكومية والمنظمات الاخرى. كذلك فان دعم الحكومة لمنظمات المجتمع المدنى يساهم في مساندة ودعم وتحسين ظروف العمل والمعيشة وغيرها للشرائح الأقل حظوة في المجتمع مثل صغار الشباب والنساء والأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن والأقليات المضطهدة

لقد كان اسلام السودانيين اسلاما معتدلا متسامحا لا يقصى احد ولا يتعدى على حقوق الاخرين ولا يحارب المخالفين في الراى. ولما قويت شوكة الحركة الإسلامية وادخلت مطلب الدستور الاسلامى ضمن اجندة العمل السياسى, بدا تدشين مسيرة التخريب السياسى والاجتماعى. وكان يمكن للأحزاب الطائفية ان تتصدى للحركة الإسلامية لكنها, على العكس, ساندتها بالصمت او بالتواطؤ. وفى اواخر عهد الرئيس الأسبق جعفر النميرى تعاونت الحركة مع السلفيين فتم دفع الرئيس لتطبيق الشريعة الإسلامية في السودان. لقد كان تطبيق الشريعة مدخلا لتخريب الحياة السياسية في السودان, اولا لانها استخدمت لاغتيال المعارضين السياسيين, وثانيا لانها ضخت دوافع دينية في شرايين الحرب في جنوب السودان, وثالثا لانها استخدمت لتخريب الديمقراطية والتمهيد لانقلاب البشير. ان خطر الحركة الإسلامية ما زال محدقا في الافاق لكن الواضح انها ستتبع النهج الشعبوى هذه المرة. لقد جربت هذا النهج ونجحت في ابراز بعض كوادرها الشابة عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى لكنهم فشلوا في اول اختبار حقيقى على ارض الواقع. وعلى الرغم من الفشل فان الحركة ستستفيد من اخطاءها ومن أجواء الحرية وستسعى الى دس قادة شعبويين اخرين في مجال العمل السياسى والعمل العام. وسيكونون اكثر حنكة واكثر دهاء من من سابقيهم. ان المحافظة على مبادى القبول والتسامح والاعتراف بالاخر هي مبادئ راسخة للديمقراطية لكن الحذر واجب ولا غرو فقد لدغت الحركة الإسلامية الأحزاب اكثر من مرة



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والحكم الرشيد
- اميرة
- ما هي المشاركة السياسية المطلوبة؟
- حتما عليك الرحيل
- من هم قادة تجمع المهنيين؟
- ما هى دوافع المترددين؟
- الانتفاضة تسير فى الاتجاه الصحيح
- ما لم تنجزه الانتفاضة حتى الان
- عوامل نجاح الانتفاضة السودانية
- بشريات
- التزمت الدينى فى السودان
- بعض صعوبات العمل الجماعى
- ليس للانسان الا ما سعى
- هل يمكن ان يسلب الانسان كرامته؟
- تساؤلات حول الهوية
- القناع
- الثريات الثلاثة
- سر الاسفندان ........ قصيدة جديدة
- حول الصراع المسلح فى السودان وافاق التسوية
- سالتنى ..... شعر


المزيد.....




- جلس على كرسي الرئيس.. تيكتوكر سوري يثير الجدل بصورة له في ال ...
- السيسي يعقد اجتماعا بشأن عبور قناة السويس والوصول إلى سيناء ...
- ربما كان لشمسنا توأم ذات يوم، ماذا حدث له؟
- أسعار شوكولاتة عيد الميلاد ترتفع بسبب أزمة الكاكاو
- 38 قتيلا جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة
- مسرح الشباب الروسي يقدم عرضا في نيابوليس
- بوتين: ملتزمون بإنهاء الصراع في أوكرانيا
- شاهد عيان يروي فظائع ارتكبتها قوات كييف في مدينة سيليدوفو بج ...
- المدعية العامة الإسرائيلية تأمر الشرطة بالتحقيق مع زوجة نتني ...
- لافروف: الغرب يضغط على الشرع ضد موسكو


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - التعددية السياسية واحتمالات التخريب