|
سيدنا ونصيبنا الرئيس
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 1546 - 2006 / 5 / 10 - 07:51
المحور:
كتابات ساخرة
يعتقد اهلنا ان القسمة والنصيب لا اعتراض عليهما ’( والمكتوب على الجبين لازم تشوفه العين )’ في هذه الحالة لا دور للرغبة او الأرادة في تغيير مسار قدر القسمة’ وعلى الأنسان والمجتمع ان يتقبل نتائجها ويدفع ثمنها راضياً مرضياً ’ هذا اذا كانت خائبة . ويبدو ان الشعب العراقي سيء الحظ ضائع البخت في قسمته التي تتكرر عليه كوارث ومحن وانتكاسات على امتداد اكثر من ( 43 ) عاماً . البعث الذي جاء بقطار امريكي صبيحة 08 / شباط / 63 واستمر مصائب الى يومنا هذا كانت قسمة ( خائبة ) لا اعتراض عليها’ وقد دفع العراقيون ثمنها مجازر وابادة وتهجير ومقابر جماعية غطت مساحة الوطن بكاملها . التغيير الذي حدث في 09 / نيسان / 2003 كان تواصلاً ووجهاً اخراً لتلك القسمة المنحوسة’ حكومة مجلس الحكم الموقت التي ورثت تلك القسمة من ادواتها البعثة ومزقت الشعب واعادت فصاله طائفياً وعرقياً واستنزفته دماءً وارواحاً كانت ايضاً قدراً لا اعتراض عليه ’ وهكذا كانتا حكومتي علاوي والجعفري’ ولم يبخل عليهما العراقيون بالدم والأرواح’ وعندما صدق العراقيون ان هناك انفراجاً في ازمته ( قسمته ونصيبه ) واملاً في ان يغير تاريخهم منطقه ومساره عبر عملية سياسية موعودة تحمل بين احشائها تجربة ديموقراطية جديدة مستوردة من منابع انتاج الديموقراطيات المحسنة جداً’ خرج بأندفاعة وارادة رائعتين اثارت اعجاب القاصي والداني ومباركة الخيرين في العالم فأنجزوا دورتين انخابيتين واستفتاءً على الدستور الدائم’ دون ان يتوقعوا ان قسمتهم الخائبة لا زالت تطاردهم وتستنزف ما هو مكتوب على جبينهم’ فبعد ان رفعوا الغلاف الأعلامي الجميل عن ديموقراطيتهم التي اشتروها بتحديهم ومجازفتهم ودمائهم وارواحهم’ وجدوها سكراباً من موروث العنصر الأبيض للمجتمع الأمريكي’ مسلحة بأنياب ومخالب وعلى وجهها اثار جرائم مختلفة لمشاريع ومخططات تعيد ذاتها وتكررنهجها وممارساتها وهمجيتها وقسوتها عبر ذات الأدوات محلية الصنع . المنطقة الخضراء هي ورشة لأنتاج الحظوظ والقسمات’ القوائم الأنتخابية كانت قسمة’ التحالفات والأبتزازات والمساومات وعبثية الصراعات والتنازلات هي الآخرى قسمات وحظوظ جاهزة’ الوزارات السيادية والمراكز الأمنية والمناصب الرئاسية برؤسائها ونواب رؤسائها جميعها انعكاسات ونتائج لحظوظ خائبة موروثة’ الوجبات المطبوخة بالدم العراقي يستلمها العراقيون كقسمة ونصيب لا اعتراض عليها من قدر العملية السياسية . كل شي قسمة ونصيب ـ خائبة او صائبة ـ وآخر قسمة جهزت للعراقيين هي رئيسهم الجديد مام جلال حفظه الله ورعاه’ لا اعتراض عليه ابداً’ لقد جاء عبر قائمة قومية فازت في اقليم كردستان بنسبة 99% ’ وتلك قسمة الناس هناك ولا شأن لنا فيها ’ وصوت له تحت سقف البرلمان ( محاصصاتياً ) قائمة فازت في مناطق الطائفة الشيعية بنسبة 99% ايضاً وهذا مكتوباً على جبين ابناء الجنوب والوسط ولا اعتراض علية’ وآخرى فازت بنسبة 99’100% في المناطق السنية الى جانب ذلك ولأسباب تكتيكية رشحه يساريي ولبراليي وعلمانيي المنطقة الخضراء’ وعلى سبيل المناورة المعهودة حصل على مباركة بعض الملثمين من الواجهات البعثية داخل العملية السياسية’ فالرئيس قسمتنا ونصيبنا بأمتياز وبتخويل برلماني يزيد على 9’99% ولا اعتراض على حرية ممارساته وشطحاته والتوآءاته ما دام الأمر بأسم الشعب والوطن’ فيمكنه ان يصرح بما يريد ويخطب بذوقه الخاص ويتخذ القرارات المصيرية ( صائبة او خائبة ) ويمثل العراق وبطريقته خارجياً وداخلياً وحسب مزاجه الرئآسي وبقراره الفردي يستطيع ان يفاوض ويتصالح مع المقاومة بملثميها ومفخخيها وذباحيها’ يغازل الشريفة منها ( ولله يعلم ) مع العاهرة ويتنازل لها في لحظات شهوة الغرور عن الدم العراقي ويعدها بتقديم المزيد منه اذا ما اعتقد ان ذلك فدية لأنقاذ الوطن وخلاص الشعب’ ومن حقه ايضاً ونيابة عن الآخرين ان يرفع ما يشاء من الأوراق الحمراء ويعفي ايضاً من ارتكب الجرائم بحق العراقيين وبقرار رئاسي وحنكة ثعلبية يقنع ضحايا الأنفال وحلبجة والدجيل والكرد الفيلية وعرب الأهوار وغيرهم بالتنازل عن حقوقهم وثأرهم المشروع ونسيان الماضي وان ( من مات فات ) وبحكته يفتح صفحة بيضاء ’ خاصة اذا ما اقتنع سعادته ان ذلك من مصلحة الشعب والوطن’ ومن حقه ان يحتفظ في خزانة زلماي خليلزاده بجميع اسرار علاقاته ومفاوضاته وتنازلاته وما يدور بينه وبين فصائل المقاومة’ ملفاتها برامجها.. اهدافها ومناوراتها ’ ماتقترحه على سبيل المناورة وما تريد انجازه في الواقع’ وكذلك اسرارمشاوراته وما يتفق حوله وما مطلوب منه تنفيذه مع المندوب السامي خليلزاده حول التشكيلة الحكومية وتوزيع الحصص والأسلاب والمناصب والمهمات المرحلية للتشكيلة الجديده واذا كانت قد استوعبت واجباتها وجديرة بالثقة . لكون الرئيس قسمتنا ونصيبنا وبالتزكية المطلقة فمن حقه ايضاً ان يخصي رؤوس اعضاء المجلس الوطني ويضع التشكيلة الحكومية في قفص السفير خليلزلماي وهناك يمكنها ان تغرد ما تشاء بديموقراطيتها ووطنيتها’ فالرئيس له كامل الحق ان يكون فوق الدستور والأستحقاق الأنتخابي ويطبخ ويبتلع كامل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في وجبة مشتركة مع سفير الدولة الأم وبما ان الرئيس قسمتنا ونصيبنا’ وليس لأرادتنا دوراً في صناعته او قبوله ورفضه فهو يتمتع بأمتيازات استثنائية’ واذا ما اقتنع ان الشعب الذي لبس ما فصله له صدام حسين على امتداد ( 35 ) عاماً يبدو عليه امتعاضاً او رفضاً خجولاً او قلة حماس للصبر على ثلاثة سنوات ونصف السنة على قسمته الجديدة ’ ولا يقدر ما للرئيس الجديد من مواهب موروثة ودهاء مُكلف وشطحات ثعلبية اختزنها عبر مراحل موقعه المعارض في ازمنة ( اللوفات ) الدامية’ ففي هذه الحالة عليه ان يستعين ببعض الخبراء والمتخصصين لأعادة ترويض الشعب واخضاعه لمشيئة التحرير’ فهناك اكثر من ( 51) خبيراً تحت الطلب في قفص ( المتهم بريء حتى تثبت ادانته ) وآخرون في سيرك خليلزاده ناهيك عما هو موجود في فوهة العملية السياسية’ وعليه ان يستعير بعضهم كخبراء ومستشارين ونواب لمهمات ما خلف الكواليس . قسمة العراقيين ونصيبهم ومنذ انقلاب 08 / شباط 63 الدموي صناعة امريكية من حيث الأبتكار والأنتاج والأمتياز والأهداف والعفش والأدوات وكذلك التصدير وعلى الشعب العراقي ان يدفع ثمنها ما دامت ارادته مسحوقة ودوره مغيب وقضيته وزعت حتى فضلاتها . هل سيستمر الشعب العراقي يتعامل مع حاضره المآساوي ومستقبله المهدد على اساس الخائب من القسمة والنصيب وحظه من سكراب المستورد منها ’ وعلى ظهره يعبر كل ما خلق الله من نكرات’ وبدمه يسقي شخصية من لا شخصيه لهم وعلى جسده يترك العابرون روث طائفيتهم وعنصريتهم وضيق افقهم الحزبي والفئوي .. ويبقى ساحة دولية لمنظمات مخابراتية وزمر تخريب واسلحة وصواريخ ومفخخات واحزمة ناسفة للآعبين دخلاء . ام ينهض بكامل قامته الوطنية والأنسانية وينفض بكامل ارادته وقراره المستقل اغبرة الهزائم والأنتكاسات وبعزيمة وحمية عراقية يكنس من تاريخه كل مزابل القسمة والنصيب والحظ الخائب ويرميها بوجه من كتبها وصنعها وصدرها وفرض ادواتها المحلية’بعد ان ينظف حاضره من اوحال وقذارات القتلة والخونة والنصابين والمدعين والمعوقين وطنياً وانسانياً من قطط وثعالب وغربان مزابل الحظ الخائب .
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غربان المنطقة الخضراء : مجرد مقارنة
-
بين ثقافتين
-
خيطوا النخب ... ومزقوا الشعب
-
لن نغرق في البحر والعراق حقيقتنا .
-
دهاء الرئيس عندما يكون سذاجة .
-
اهلينا الكرام : قولوها ولو لمرة واحدة
-
حرب مجهولة الهوية
-
الحزب الشيوعي العراقي : ميلاد واستشهاد
-
زرعوا الثقة ويحصدون الريبة
-
الرأي والرأي الآخر في غرفة البرلمان العراقي
-
من اسواء من ... ؟
-
الأزمة العراقية: اسباب ونتائج .
-
حلبجة : شهيدة المدن العراقية
-
بين بؤس الواقع وانتظار البديل
-
انتي الحياة : متى سندرك حاجتنا اليك ... ؟
-
الحالة العراقية : الى اين ... ؟
-
لا تموتو من اجل الفطائس .
-
لا ... لاتقاتلو الوطن..
-
متى سنقول للقتلة .. كش مات .
-
العراقيون : حزن ثقيل وخواطر مكسورة
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|