أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - تونس : تصدعات حركة النهضة .














المزيد.....


تونس : تصدعات حركة النهضة .


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 6295 - 2019 / 7 / 19 - 15:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أخيرا تصدعت حركة النهضة ، االتي كثيرا ما افتخرت بأنها ليست كغيرها من الأحزاب ، فهي كتلة متراصة الصفوف ، ترعاها العناية الربانية والأخوة الدينية ، فلا تشققات فيها ولا انقسام . والواقع أنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك ولكنها الأكبر حتى الآن فهناك حالة تذمر وصفها البعض بانتفاضة داخلية ضد شيخها ، عبر خلالها قياديون عن امتعاضهم لإقصائهم من تراؤس قائمات انتخابية هنا وهناك .
وتفسيرا لذلك راج الرأي القائل أن تلك صراعات مفتعلة ، وأن الحركة موحدة ولكنها تخاتل خصومها لا أكثر ولا أقل بتقسيم الأدوار بين قادتها ، وأن الخارجين عليها ليسوا الا منفذين لاستراتيجيتها السرية ، وأن هدفها الالهاء وتشتيت الانتباه .
ومن المرجح أن الأمر يتعلق بصراعات حقيقية ولكنها ثانوية فالحركة وقد أضحت في الحكم دبت فيها الانقسامات حول الغنائم ، وهو ما يبرز أكثر خلال المواعيد الانتخابية ، ومن هنا ظهور أجنحة على أسس جهوية وقبلية ومصلحية . وهي لا تمثل استثناء على هذا الصعيد فتاريخ الحركة الأم ، ونعني الاخوان المسلمين فيه الكثير من الصراعات وحتى التصفيات المتبادلة ، مثلما حدث في مصر عندما انشق جزء من شبان الحركة عنها مكونين منظمة " شباب محمد " ، أو عندما انفصل أحد القياديين عنها وكتب عن مؤسسها حسن البنا أثناء حياته مجموعة من المقالات عنوانها " الشيخ الكذاب " .

وتأتي هذه التطورات في تونس لتعرف معها الحركة المزيد من تآكل قناعها الإسلامي على محك الممارسة ، وتمزق الصورة التي رسمتها لنفسها ونشرتها بين الناس ، وسيكون لذلك أثره على قاعدتها الانتخابية الآخذة في التقلص ، فمن صوتوا لها سابقا على أساس الدين والمظلومية انفضوا عنها ، والدليل الانحدار المسجل في نسبة المقترعين لصالحها من انتخابات الى أخرى ، وصولا الى بلدية باردو فقد تحدث شيخها عن انتصارها فيها والحال انها كانت هزيمة مدوية أمام حزب المقاطعة ، اذ أدركت نسبة المقترعين بصعوبة عتبة الـ 11 ٪ ، مما ينزع عنها أية شرعية شعبية ، واذا تكرر ذلك أثناء الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة فإن الحركة ستكون في موقع لا تحسد عليه .
وتقدم الانتخابات لقادتها فرصة مناسبة للبروز والتموقع ، وبالتالي جني الأرباح المادية والمعنوية ، وخلال ذلك ترتفع أسهم أجنحة بينما تنحدر أسهم أخرى ، وهو ما يجعل تلك الصراعات الداخلية مفهومة ، فهي ليست حول طاعة الله ورسوله وانما حول المصالح الذاتية . وفي ذلك الصراع يشغل الغنوشي موقعا مؤثرا ، فهو شيخ الحركة ومؤسسها ، بعد نجاحه في بسط سيطرته المطلقة عليها واقصائه آخرين كانوا من المؤسسين أيضا ، وهي ليست حزبا بالمعني المتعارف عليه في العلوم السياسية ، وإنما جماعة أقرب الى الطائفة المغلقة ، التي لا يعكس ظاهرها باطنها ، فالتقية مبدأ أساسي من مبادئ عملها . ومن هنا تحكم الشيخ بها من جهة ، ومن جهة ثانية عدم ادراك أسرارها بسهولة ، فذاك يتطلب قدرة على تفكيك العلاقة بينها وبين الموروث الإيديولوجي الذي تتغذى منه ، وهو موروث قائم على الخداع لذلك لا ينبغي النظر الى ما تقوله وانما الى ما تفعله .
وتكمن معضلة الغنوشي في أنه يريد أن يكون شيخا مستبدا بالحركة داخليا ،بينما يروج خارجيا أنه إسلامي ديمقراطي في حكم تونس ، غير أن سؤالا يطرح نفسه : كيف لمن لم يجد فيه إخوته داخليا تلك الديمقراطية أن يوفرها لغيرهم وهم من خصومه ؟ لأجل ذلك ينظر الى تلك الديمقراطية الداخلية على أنها زائفة كما الديمقراطية الخارجية التي كانت الثرثرة البرلمانية النهضوية في قصر باردو عنوانها الأبرز، وقد قال أحد القياديين المتذمرين من الاقصاء عن تلك الديمقراطية الداخلية : " كيف لي أن أتباهى بانتخابات داخلية ديمقراطية غير مسبوقة يقوم بها حزب سياسي، ثم أرمي بنتائجها عرض الحائط”. متحدثا عن اقصاء الأصوات الحرة الناقدة بما يعني أن في المقابل هناك استبداد الشيخ وعبودية المريدين.
ويبدو أن الغنوشي قد شكل على مدار السنوات الأخيرة التي أصبح فيها حزبه في السلطة مركز نفوذ قوي داخل الحركة ، يتكون من عائلته ومريديه الأقربين ، وهو يريد وضعا آمنا للحركة داخليا وخارجيا ، واذا كان قد تلافى السيناريو المصري في تونس حتى الآن بكسب رضا أمريكا والاتحاد الأوربي مؤقتا ، فإنه داخليا يريد ضمان سيطرته على الحركة بالتخلص من الإخوة الغاضبين الطامعين ، الذين لا يتردد بعضهم في استثمار الدين ضده فهو يضع سافرات على رأس القائمات ويتجاهل المحجبات .
وتنظر أوساط سياسية ونقابية وثقافية في تونس الى أن حركة النهضة تمثل مشكلة للحل فلا شيء يجمعها بانتفاضة الشعب ضد الرئيس السابق بن على ، ولا بتحقيق مطالبها رغم سيطرتها على السلطة طيلة ما يقرب من عشر سنوات ، ووجه تلك المشكلة أنها لم تجد قوة تلف الشعب حولها للتخلص منها فاليسار واليمين الليبراليان يسبحان معها في نفس المركب ، أما اتحاد الشغل فقد انسحب من السياسة أو يكاد ، مما يجعل ردود الفعل الشعبية خلال الانتخابات القادمة وبعدها مفتوحة على كل الاحتمالات .



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية التونسية.
- عرس نقابي .
- خميس أسود في تونس .
- الاستقطاب والانتخاب.
- وفاة مرسي في تونس .
- مذبحة الديمقراطية .
- الدين والمال .
- مأزق الجبهة الشعبية وآفاق اليسار .
- ‏- إسرائيل - والانتخابات التونسية.‏
- استطلاعات الرأي بين العلم والسياسة . ‏
- الأزمة الليبية واستراتيجيا السلطة التونسية .‏
- حول السودان والجزائر .
- تونس والكارثة المنتظرة.‏
- نفاق الفلاسفة !! برنار هنري ليفي بين مظاهرات السترات الصفراء ...
- الجبهة الشعبية التونسية في مواجهة مصيرها .‏ ‏ ‏
- تونس التي تستيقظ .‏
- تونس : حزب الرئيس القادم .‏
- السياسة ... خساسة ! ‏
- صراع على صالح بن يوسف في تونس
- الاضراب والحرب الأهلية والانقلاب.‏


المزيد.....




- كان محكومًا بالسجن مدى الحياة.. لحظة لقاء فلسطيني بزوجته في ...
- لافروف وفيدان يناقشان الوضع في سوريا والقضايا الإقليمية
- كيف تصادمت طائرتان في أجواء واشنطن؟ تفاصيل غريبة عن حادث مطا ...
- -نقوم بالكثير من أجلهما-...ترامب يصر على استقبال مصر والأردن ...
- مظاهرة حاشدة لأنصار عمدة مدينة اسطنبول أثناء مثوله أمام القض ...
- فرقة البيتلز تعود بالذكاء الاصطناعي وتترشح لنيل جائزة غرامي ...
- الشرع رئيساً.. بداية لإرساء منطق الدولة أم خطوة نحو المجهول؟ ...
- الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي في منطقة ز ...
- هيئة الأركان العامة الأوكرانية تعترف بوضع قواتها المعقد على ...
- شبكة -NBC- تكشف تفاصيل جديدة حول حادث تصادم الطائرتين في مطا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - تونس : تصدعات حركة النهضة .