أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - عندكم حدا يكفل هذا الفقير ببعثستان؟














المزيد.....

عندكم حدا يكفل هذا الفقير ببعثستان؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6293 - 2019 / 7 / 17 - 14:03
المحور: كتابات ساخرة
    


"هلق" قصدي اليوم الصبح وأنا واقف على الفرن "شافني" جار فقير معتر منتوف نتف و"مشقّف تشقيف" من الفقر والقلة والجوع والتعتير، ويقبض على "سيكارة الحمرا" الطويلة بيده الصفراء، و"عم يكحكح كحكحة"، ودقنه طويلة وشايبة متل شوك البلان، وقال لي: "أستاذ بتقدر تكفلني بالبنك بدّي آخد قرض"، قلت له: " فال الله ولا فالك يا رجل، شو بنك وما بنك ع الصبح، استغفر عشتار يا مواطن، وتب إلى ربك، يا ريت أقدر، الله وكيلك أنا داير ع حدا يكفلني وما عندي راتب ولا تقاعد ولا أي تعويضات بدولة التقدم والاشتراكية والرسالة الخالدة ولا حساب بنكي ولا اللي جاب الخير وما بعرف كيف بدّي دبرها..عندك حدا يكفلنا نحن الاتنين"؟..
قال لي معقولة ولوو، غريب، أستاذ كبير(رجاء عدم الضحك والمسخرة) متلك، وكنت تطلع بالتلفزيون، ومانك موظف وما ألك راتب بالدولة؟
قلت له ما غريب إلا الشيطان يا غالي، الله والخضر وكيلك هيك متل ما عم قلك، ماني موظف ولا علاقة لي بدولة البعث والاشتراكية لا من قريب ولا من بعيد ولم يحصل لي شرف أن أكون منها ومنهم..
قال لي غريب والخضر والإمامووو علي والشيخ منصور شغلة ما بتصدق..
قلت له صدّق كل شي بتسمعوا هون، هون بلاد الشغلات اللي ما بتتصدق..

قلت هل تعلم أنا يوم كنت أعمل خارج سوريا وراتبي آلاف الدولارت شهرياًن عندي حسابات بالبنوك، مو متل هلق يا حسرة،، ما كنت بحاجة لأي كفيل يكفلني وأكفله، فقط وضعي الوظيفي وعلاقتي القانونية بالمؤسسة التي أعمل بها وعقد العمل هو ما يكفلني و"مو قانون مبهدل شرشوح متل قانون العاملين الموحد"، فقط كنت أذهب للبنك وأطج توقيعي الكريم(يوم كان توقيعي له قيمة ومكانة، أما اليوم لا رصيد ولا أية قيمة لا معنوية ولا مادية لتوقيعي، وما حدا بيشتريه بنكلة وقشرة بصلة ولا بينصرف بأي مكان ولا أستطيع القيام بأية معاملة مالية، وحقيقة لم أوقع به من يوم رجعت على سوريا إلا ع محاضر التحقيقات بالفروع الأمنية والاستجوابات باعتباري عميل للصهيونية ومشبوه فيه وووو ومن هالحكي)، فلما سمع بالأمن والصهيونية، هرب وولى الأدبار، فقلت له لك وينك؟ وين رحت؟ قال لي دخيلك ما بقا بدّي ولا ضراب السخن...

فتـّق لي الموضوع جراحاتي الدفينة، وأيقظ بي أيام اللولو الخوالي، خارج سوريا، وفي عز حقبة التألق والعطاء والفتوة والقوة والبحبوحة ورغد العيش، ويوم كنت أبدّل السيارات اليابانية والألمانية حصراً كما أبدل ربطات عنقي يومياً مع الظهور اليومي بالفضائيات المتعددة، (صدقا كنا نأنف من ركب الكوري والصيني وحتى الأمريكي أما الإيراني اللي موطايلينه اليوم فكان عاراً أن تفكر بوجوده)، يومها كنت أذهب لموظف أردني اسمه توفيق يعمل بالبنك التجاري بتلك الدولة، وكان شاباً ودودا طيباً باسما باشّ الوجه، يستقبلك بحفاوة بالغة وكأنك نزيل بالهيلتون والهوليداي إن وحياة ريجينسي، ما إن تطأ قدماك أرض ذاك البنك المتلألئ ذي النجوم العشرة والمليارات "المتلتلة"، وكان بصدق التوقيع سرباً ومهماً ولديه نسخة مطابقة منه على شاشة الكومبيوتر، وكنت أكتفي وقتها بـ"طج" توقيعي في مكانين أو ثلاثة على ما أذكر وفي طلبين منفصلين، وكان يقول لي شرفتنا أستاذ، بعد ربع ساعة بيكون القرض بحسابك بالبنك...

بصدق متل ما عم قول لكم من النادر أن أستخدم توقيعي كمواطن على أي وثيقة، أو ورقة باستثناء اللي بالكم منه...

نعم يحدث هذا مع كثيرين بالبعثستان بالألفية الثالثة وليس مع قريش بيثرب مقر ومعقل وعاصمة داعش الخالدة...



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلبات النفاق: من هو الكذاب؟
- لا للتسامح: من يتسامح مع من؟
- أنتبه أنت أمام فرع أمني: اضحكوا مع المخبرين الفيسبوكيين
- لماذا لا يموت الحاكم المسلم ميتة طبيعية؟
- في تفنيد -العلوية السياسية-
- ماوراء مازوشية المرأة المسلمة؟
- فشل وفضيحة أخرى لوزارة التربية
- مأساة لاواديسا*:
- لماذا يريدون تحرير بيت هامقداش؟
- هل أنت مجنون؟
- خرافة الوحدة العربية وكذبة الوطن العربي الكبير: رسالة إلى ال ...
- زعران حماس وصهاينة المقاومة بين الأمس واليوم؟
- حماس بسوريا: وكأنك يا بو زيد ما غزيت :
- في جذور وأسباب تفكك وانهيار والسقوط الجماعي للدول القومية:
- تعلموا دروسا بالوطنية والمقاومة:
- سواكن: القشة التي قصمت ظهر البشير
- مواصفات مسؤول زعرانستان
- ضرورة حظر وتجريم حزب البعث (حزب قريش)طبقا للدستور السوري
- من قصص البعثستان
- طرامب: قانون تاريخي شجاع


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - عندكم حدا يكفل هذا الفقير ببعثستان؟