أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - الرعب من - ظاهرة الالحاد-















المزيد.....


الرعب من - ظاهرة الالحاد-


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 6292 - 2019 / 7 / 16 - 23:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الإلحاد عقيدة كما الدين عقيدة ، ويحق لكل انسان ان يعتنق اي دين وان يكون متدينا بنفس المستوى يحق لاي انسان ان يصبح ملحدا. بيد ان هذه المعادلة بالمساواة بين الملحد والمتدين لا تروق لا رجال الدين ولا الاحزاب الاسلامية بالتحديد. لان الأحزاب المسيحية في الغرب مثل الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم في المانيا على سبيل المثال قبلت بهذه المعادلة على مضض و لذلك ليس لديها مشكلة مع الالحاد والملحدين، فالحركات التحررية في المجتمع ونضال البشرية المتمدنة والطبقة العاملة والحركة النسوية انتزعت حرية المعتقد من الكنيسة ورجال الدين وفرضتها على الدولة منذ فجر الثورة البرجوازية في فرنسا عام 1789.
هناك حديث طويل حول هذه المسالة ولا تسمح لنا المساحة المتاحة لنا في هذا العمود التطرق اليها، ولكن سنركز على الرعب الذي ينتاب الاسلاميين بجميع تلافيفهم بين الفينة والاخرى من عقيدة الالحاد او كما يسمونها أنتشار ظاهرة الالحاد في العراق. فمثلا وبعد الحاق الهزيمة بجيش المهدي على يد المالكي وبدعم القوات الامريكية شكل مقتدى الصدر او لنقل التيار الصدري فرق المهدويين في المساجد تدرس الفقه والفلسفة والتاريخ وغيرها من المواد للتصدي للفكر الالحادي والعلماني في المجتمع كما اشاعوا في تلك الفترة.
اليوم تنظم اطراف ومراكز ابحاث ووسائل اعلام لاهداف اجتماعية وعلمية او مغرضة ومرتبطة بالدوائر السياسية والفكرية دراسات واستفتاءات تصب بالنتيجة في تحذير الاحزاب الاسلامية الحاكمة عن أنتشار ظاهرة “الالحاد” في المجتمع العراقي سواء عن طريق تنظيم لقاءات مع شخصيات اسلامية لها مصالح ومرتبطة بالاحزاب الاسلامية لا تفقه ولا تفهم عن الالحاد شيئا، وتكاد تكون شخصيات سطحية ومحافظة، او تعمل تلك الاطراف على تسويق " الالحاد" كظاهرة سلبية ودخيلة على المجتمع العراقي مثل امراض الملاريا والجدري.
في الحقيقة يجب توضيح مسالتين لا تروقان للاحزاب الاسلامية وتجار الدين والقساوسة والطبقة البرجوازية على العموم التي نفذت ما في جعبتها من ايديلوجيات وافكار لتحميق المجتمع وتخليد كل اشكال الظلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والقومي والعرقي والجنسي من اجل بقائها في السلطة، الاولى ان الالحاد عقيدة مثل التشيع والتسنن والمسيحية واليهودية والبوذية وغيرها من تلك الاديان ، بيد ان الفارق بين الاولى ومجموعة الاديان الاخرى، انها لا تنتشر بفعل الاقلام المأجورة والفضائيات ووسائل الاعلام المختلفة وبالاموال المدفوعة لها من خلال النهب والسلب في المجتمع، بل من خلال وضوح حقائق واصطدام الجماهير المؤمنة بماهية الدين ورجال الدين وقساوسة الدين، اصطدموا بداعش السني وبالمليشيات الشيعية وما ارتكبت من جرائم على جميع الاصعدة، من تعامل الغرب “المسيحي” المتمدن كأنظمة سياسية وتيارات واحزاب يمينية نظمت المجازر في بلدان الشرق وتأبى ان تستقبل اللاجئين والمهاجرين الذين قدموا اليها ، فشخص مثل دايفيد كاميرون الذي شغل منصب رئيس الوزراء البريطاني قبل تيرزا ماي يصرح وبشكل علني ودون اي حياء او خجل انه يجب المحافظة على هوية اوربا المسيحية. وهكذا بالنسبة لدولة اسرائيل العنصرية والفاشية التي ثبتت الهوية اليهودية للدولة لتعامل غير اليهود كبشر من الدرجة الثانية. والحقيقة الثانية ان التطور العلمي والتكنولوجي الهائل في ميادين الطب والهندسة الوراثية والانترنيت والبايلوجيا والاستكشافات التاريخية لعمر الارض والحياة عليها واستحداث الرحلات للكشف عن حياة خارج كوكبنا فتحت الافاق الفكرية والذهنية للبشر في العالم ووضعت كل اساطير وحكايات وحدوتات رجال الدين تحت طائلة السؤال؟ الا انه ليست هذه كل الحقيقة في “العراق الجديد” الذي قال عنه المالكي في اخر مقابلة لو لا حزب الدعوة لما كان وجود للعراق، وتغاضى وبشكل متعمد كي لا ينصدم هو نفسه بالكذبة التي اطلقها ان يقول اي عراق يقصد؟ فعراق اليوم وبفضل حزب الدعوة الذي قاد سلطة الاسلام السياسي الشيعي لما يقارب عقد ونصف، هو عراق الفقر والفساد والظلم الطائفي ومتخلف عن الركب الحضاري على صعيد الخدمات والتعليم والبنية التحتية، وفيه عصابات ومافيات مليشياتية وعشائرية تصول وتجول دون اي رادع. لنعود الى موضوعنا، فرجال الدين عرابي الاحزاب الاسلامية وسلطتها الجائرة نزعت او بددت الهالة ومزقت الثوب المقدس الذي كانت تختبئ تحته وتتستر على كل مفاسد الارض التي حملوها. فليس عبثا ان يرفع شعار ما زال اليوم يشتق منه شعارات اخرى “باسم الدين باكونا الحرامية”، اي بمعنى اخر كشف عن اللصوص الحقيقيين.
من هنا ينبع الرعب والخوف من انتشار “ظاهرة الالحاد”. ان عقيدة الالحاد تميط اللثام عن الحقيقة التي طالما حاول اخفائها رجال الدين، وهي شرعية وجودهم. انهم عرابي الفقر الذين صوروا الظلم بكل اشكاله بأنه امتحان وقسمة مقرر عليها خارج الارادة الانسانية، وخارج المحكمة الكونية، انه قرار صدر من الاعلى واداة تنفيذها هم رجال الدين كي تسود العدالة الإلهية التي تتلخص؛ بأن عضو البرلمان وعضو في الحكومة اي الوزير والمحكمة الاتحادية ووكلاء الوزراء والمدراء العامين ونوابهم الذين يتصارعون على مراكزهم اليوم بين الاحزاب الاسلامية، يكون راتب كل واحد منهم بين 4-7 مليون دينار شهريا ما عدا النثرية والمصاريف الاخرى في حين لا يحصل عامل العقود او الاجور في افضل الاحوال اكثر من 500 الف دينار شهريا ما عدا الملايين المعطلة من العاطلين عن العمل. واكثر من ذلك ان نفس نواب البرلمان الذين يباركهم رجال الدين ووممثلي الاحزاب الاسلامية يخططون للاستحواذ وسرقة قسم كبير من رواتب العمال والموظفين في القطاع الحكومي تحت عنوان “قانون الخدمة المدني الموحد”.
ان رجال الدين وأحزابهم ووممثليهم السياسيين يعتقدون بالكذبة التي صدقوها، بأنهم يمتلكون الحقيقة، حقيقة الكون و حقيقة الخلق، وبأنهم شرعيين ويرفضون اي تشكيك بشرعيتهم التي استمدوها من المال المسروق وسلاح المليشيات، لكن الحفاظ على مكانتهم وعلى تلك الحقيقة الزائفة بحاجة الى تحديث سلاح تحميق البشر والى قمع منظم بالقوة والى تدمير كل اركان العلم في المجتمع. عليهم ان يتأقلموا مع واقع سيحل عليهم يوما ليس ببعيد بأن العالم الذي سيأتي للعراق سيحولهم الى موظفين في الارشيف في متحف يسجل ظلم البشر في العراق على اياديهم. ليتعايشوا مع واقع اليوم على ان الالحاد عقيدة مثل الدين، كما شرعناه نحن في برنامج حزبنا عالم افضل حرية الدين وحرية الالحاد. ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي ليس حزب الملحدين وليس عمله او شغله الشاغل ان يبشر بالالحاد، بل انه يدافع بكل ضراوة عن حرية المعتقد وحرية التعبير عن الراي والحرية السياسية دون قيد او شرط. ان الانسان يعيش مرة واحدة كما يقول منصور حكمت فله الحق ان يدلي برأيه.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السياسي الشيعي والة الدولة
- التنظيم والوعي السياسي في الاحتجاجات
- بلدية اسطنبول وافول الإسلام -المعتدل-
- قصة الكهرباء والسياسة التي ورائها
- سقوط الموصل والظلم الطائفي
- الشيوعية العمالية والمنهجية الثورية
- الكل يمسك بقبعته حول -سياسة النأي بالنفس- الانتهازية
- النزعة القومية بين السياسة الامريكية والجمهورية الاسلامية
- الحريات الفردية في ظل الاجواء الحربية
- لنقف صفا واحدا ضد التهديدات الحربية والحصار على عمال وكادحي ...
- راهنية ماركس
- الغطرسة الامريكية في المنطقة وموقف الشيوعيين
- الاول من ايار واقتدار الطبقة العاملة في العراق
- الصراع لتغيير الهوية
- العراق بين رشوة السعودية وميليشيات إيران
- اقليم البصرة وحصة العامل منه
- الرقص على الظلم الطائفي
- الدواوينية والفساد
- نضال المرأة بين يمين المجتمع ويساره
- دروس من انتصارات عمال عقود الكهرباء والصحة


المزيد.....




- من تاتشر إلى الجولاني: كيف يغيّر السياسيون صورتهم؟ ولماذا؟
- الذباب والديدان والدبابير.. حشرات تساعد في علاج الأمراض
- -شبيغل-: ألمانيا تجاهلت تحذيرات السعودية من منفذ هجوم ماغديب ...
- ألمانيا.. توجيه 5 اتهامات بالقتل لمنفذ اعتداء الدهس في ماغدي ...
- الدفاعات الروسية تسقط 42 مسيرة أوكرانية
- ألبانيا تحظر استخدام تيك توك لمدة عام بعد مقتل قاصر
- تحطم مقاتلة أميركية في البحر الأحمر بسبب -نيران صديقة-
- كيف ستساعد بقايا سيارة الـBMW بهجوم المشتبه به السعودي على س ...
- إسرائيل تواصل هدم وجرف المنازل والبساتين في الجنوب اللبناني ...
- حادثة بـ-نيران صديقة- تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحم ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - الرعب من - ظاهرة الالحاد-