أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - محاورة النرجسي














المزيد.....

محاورة النرجسي


نعيم إيليا

الحوار المتمدن-العدد: 6292 - 2019 / 7 / 16 - 15:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أوضح مزايا النرجسي، كراهيته العمياء للنقد، وشغفه المحموم بالأماديح. كان لأمي الأمية مثل يطيب لها أن تكرره على مسامعنا، كلما حضرت المناسبة: „ اقتل النرجسيَّ، ولا تقل له أخطأت".
وطبعاً لم يكن (للنرجسية) لفظاً، وجودٌ في معجم والدتي؛ لأنها كما ذكرت، كانت أمية. بيد أن والدتي، مع ذلك، كانت تمتلك بدائل لفظية عن النرجسية، أو مترادفات تعبر تعبيراً يشف شفوفاً عن النرجسية: كالغرور، وحب الذات.
أجل ! في نفس كل منا شيء من النرجسية. النرجسية حقيقة ساطعة واقعية لا يستطيع أحد أن ينفي وجودها في أنفسنا، حتى هذا الذي وهب ذاته لمعبوده في صحراء النسك والرهبانية، فإن فيه لنرجسية. وعلة ذلك أن (حبّ الذات) غريزة فينا، لولا وجودها فينا، فلقد عرض لنا أن نهمل ذواتنا حتى الهلاك.
على أن لكل شيء في النفس حدوداً مقيدة بأنظمة وضوابط تؤدِّيه على القيام بوظيفته خير تأدية. فإن تجاوز الشيء هذه الحدود، فقد أصابه إذاً خلل. كالشجاعة فإنها لازمة لنا في تحقيق مآربنا، وقضاء حاجاتنا من غير أن نعتدي على حقوق الآخرين. ولكن الشجاعة حين تتجاوز حدودها، تغدو طيشاً وتهوراً. وفي الطيش والتهور ما يورد الموارد.
وقد يجب بعد هذه الفذلكة، أن أذكر المناسبة التي دعتني إلى الخوض في هذا الحديث. ألا إنها المحاورة أو المجادلة وقد ألزمنيها حبي للحقيقة الخالصة المجردة عن الأغراض الدنيّة والأهواء الزريّة، إذ رأيت هفوات في هذه المقالة، إثر قراءتي المتأنية لها: (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=642567) فأردت مراجعة صاحبها فيها كرمى لعين الحقيقة وحسب.
بدأت بتسجيل جملة الهفوات التي رأيتها، ثم أرسلتها إلى صاحبها. ولم أرسلها إليه مباشرة – لعلة ما - وإنما أرسلتها إلى زميل ثالث كالوسيط بيننا، كان افتتح باب التعليق عليها في (الحوار المتمدن) بتقريظ لا بشيء آخر غير التقريظ، وها هي ذي:
„تحية طيبة
يقول المفكر: (فالماء لا يجري في النهر مرتين، لذا فالحقيقة نسبية) فهل أنت مقتنع بقوله، أم أنك تعده مثلي تفكهة للقارئ وتنشيطاً له من بعد السأم؟
المفكر يزعم أن لا غاية للأشياء بإطلاق، فهل أنت مؤيد لزعمه؟ إذاً فسر لنا لو سمحت الغاية من يد الإنسان؟ أليس لليد من غاية؟ أم أن الإنسان ويده ليسا من الموجودات المادية.
ويزعم أن الموجودات لا معنى لها في ذاتها، والمعنى كما تعلم هو الوظيفة التي تؤديها الموجودات، فهل أنت مؤيد لزعمه؟ إذاً فسر لنا الإحراق في النار.
ويقول: (فرض غير مقبول عقلياً أن الوظيفة سبقت الماهية) فهل تؤيد قوله؟ إذاً فسر لنا كيف تكونت يد الإنسان؟ هل تكونت قبل أم بعد وظيفتها.
ويقول: (فالعدم فى اللغة نقيض الوجود والنقيضان لا يجتمعان معاً ولا يرتفعان معاً) فهل توافقه على هذه القاعدة المنطقية القروسطية اللاهوتية؟
طيب، الليل والنهار نقيضان، ألا يجتمعان في السحر، كما يجتمع الموت والحياة في جسد الذي قد أشرف على الهلاك؟
المفكر ينفي الحقائق المطلقة، ولكنه يرى آراءه حقائق مطلقة، فهل تمالئه في صنيعه؟ "
فاختار الزميل أن يجادلني في صحة عبارته القائلة "الماء لا يجري في النهر مرتين، لذا فالحقيقة نسبية" ثم ودّ بعد ذلك أن يجادلني في فلسفته القائلة " إن الأشياء لا غاية لها ولا وظيفة " ولكن انفعاله صرفه عن المجادلة فيها. وإنما انفعل الزميل؛ لأني قلت له: اخطأت في التعبير عن فكرة التغير ونسبية الحقيقة بقولك: (الماء لا يجري في النهر مرتين).
وجعلت أشرح له العبارة على أوجه وضروب، لعله يتبين الخطأ فيها. ولكنه ظل مثابراً على إصراره بأن عبارته صحيحة معبرة تعبيراً وافياً بلا نقصان عن المعنى المراد، وأبى كل الإباء إلا أن تكون كذلك.
وأطمّ من ذلك، أنه لم يكفّ لحظة واحدة عن اتهامي بألوان شتى من التهم ليس بينها تهمة واحدة تنطبق عليّ.



#نعيم_إيليا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقول النصارى إله يضام
- الردُّ على ابن حزم في مسألة تحريف الكتاب المقدس
- مأزق العلمانية
- ما بين الدين والأفيون من ضروب التشابه
- حقيقة ما جرى في قرية الفردوس
- مشكلة المعرفة لدى ايدن حسين. (دحض المثالية)
- ياء ميم، ياء ميم الست مريم وصاحبها كريم
- خالق الموجودات
- مارس وفينوس
- حَدُّ المادة وأصلها
- صلوات حب على مدار العام 2
- صلوات على مدار العام 1
- في البدء كان الكلمة 2
- في البدء كان الكلمة
- رجع الكلام على ما تقدم من القول في المعنى
- لاهوت التنزيه
- مناظرة المسيحي والمسلم
- قصة التحولات الفجائية 7
- قصة التحولات الفجائية 6
- قصة التحولات الفجائية 5


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - محاورة النرجسي