أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني
(Ahmed Mousa Gerae)
الحوار المتمدن-العدد: 6292 - 2019 / 7 / 16 - 12:14
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (54)
متاهة الجرجرة
أحمد موسى قريعي
لا شك أن كيزان المجلس الإنتقالي الذين تربوا وتترعوا في كنف المخلوع قد تعلموا كيف يُبدِّدون الوقت في تفاصيل صغيرة وتافهة، وترك قوى الثورة تلف حول "متاهة الجرجرة" لتضعف نفسها بنفسها بمرور الوقت فهم يلعبون على عامل الزمن في كل شيء، فإذا شعروا أنهم "محاصرون" وأن الثورة قد ضيقت الخناق عليهم لجأوا إلى "لعبتهم" المفضلة "متاهة الجرجرة". فنراهم يتفقون مع قوى الحرية والتغيير على أمر ما، ثم يعودون بعد أن حُسم الأمر إلى مناقشة تفاصيل صغيرة لا تأثير لها عادة ما تكون "خط" الرجوع عن ما تم الاتفاق عليه، ونراهم أيضا يدعون إلى التفاوض ثم يعلنون تعليقه إلى عدة أيام دون إبداء أي سبب وجيه، أو يعلنون عن "انقلاب عسكري" ثم لا نعد نسمع عنه شيئا، كل هذه "المماطلة" الكيزانية تعني شيئا واحدا فقط هو "ثني" الثورة أن تصل إلى مطالبها التي قامت من أجلها.
طبيعي من صمم "المتاهة" يعرف كيف يسير في منعرجاتها ودروبها وأشكالها الغير مفهومة، وبالتأكيد كل من يحاول أن يلعب هذه المتاهة سوف يستنزف وقتا طويلا حتى يدرك أنها "متاهة" لا نهاية لها. لكنه عندما يتنبه لذلك يجد أنه فقد الكثير هذا بالإضافة إلى المجهود الذهني والبدني الذي بذله في سبيل لا شيء.
على قوى الحرية والتغيير أن تخرج من "متاهة الكيزان" إلى رحاب شارع الثورة الواسع قبل أن تنقضي الفترة الانتقالية وهي غارقة في تفاصيل اللاشيء.
واضح أن "متاهة المجلس" تقوم على ركنين أساسيين، الأول منها "إغراق" قوى الثورة في "تفاصيل صغيرة وتافهة" القصد منها تبديد الوقت وتحجيم تمدد الثورة.
أما الركن الثاني فهو "التكشير" عن القوة المفرطة التي تعقبها خطوات قمعية لا تبقي ولا تذر. وأن الركنين في العادة يسيران في "متوالية" فنجد عقب حالة الإغراق في التفاصيل، تأتي حالة الإغراق في الدم، فقد رأينا جميعا أن كيزان المجلس بعد أن أدخلونا في تفاصيل الاتفاق السابق قتلونا في مذبحة "فض الاعتصام". وبالتأكيد والله "يكضب الشينة" ستأتي عقب عملية التفاوض القائمة الآن عملية قمع ودماء جديدة تؤسس لنظام حكم عسكري قمعي ودموي وربما "فاشي" لا يرى غير أنهار الدم وسيلة للتعامل مع قوى الثورة، فأفيقوا قبل أن تقع الواقعة، فإني أرى ما لا ترون.
(لم تسقط بعد .. الثورة لسه مكملة)
[email protected]
#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)
Ahmed_Mousa_Gerae#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟