نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)
الحوار المتمدن-العدد: 6292 - 2019 / 7 / 16 - 02:12
المحور:
كتابات ساخرة
قبل ان تدخل علينا التكنلوجيا والتطور كنا ننام مبكرين ونصحى مع صياح الديك ، كنا نفتح المذياع على اغاني فيروز ، ثم نشارك فطورنا مع جيراننا .
كانت اجمل لعبة نلعبها مع رفاق طفولتنا هي لعبة الورق ، وهي طبقة كارتونية خفيفة فيها صور للاعبين مثل احمد راضي وحسين سعيد وخليل محمد علاوي وشقيقه كريم ثم نقص الصور ونبدأ باللعب ، ورقة فوق ورقة فان كان اللاعب مشابه تفوز بجميع الصور ونفرح وكاننا حررنا فلسطين ..
كنا ننتظر الساعة العاشرة وعشر دقائق بشغف كي نشاهد حلقات " عدنان ولينا " او " بشار " الذي ضاع من امه او " سندباد " الذي كان الكارتون المفضل لنا . وكنا ناخذ يومياتنا اي النقود من امهاتنا ونذهب لشراء الكاكاو او الحلوى الاخرى .
كنا نرتجف من اباءنا ويا ويلنا ان تجاهلنا ابسط نصيحة ، كنا ننتظر ايضا يوم الخميس بفارغ الصبر كي نشاهد احدى الافلام العربية بسهرة تجمع الاهل .
ولكن مشكلتنا كانت هي متى يحين يوم الخميس ؟ ، فالاسبوع بتلك الفترة كان يعادل شهرا بهذا الزمان ، فاعمارنا تنموا كما اشجار النخيل ، ولا تتغير ملامح وجهنا اطلاقا .
اما هذا الزمان ومع دخول التكنلوجيا والتطور ، والتهاءنا بالهواتف الذكية لساعات طويلة ، صرنا لا نحس بالوقت ، وصار يمر علينا كالبرق ، حتى احيانا يفاجئنا الفيس بوك بصور مرت عليها سنين طوال بينما نشعر انها قبل اشهر .
اليوم التكنلوجيا اخترعت برنامج واسمه Face App وهذا البرنامج يحدد معالم وجهك بعمر الشيخوخة و برنامج اخر يصغر من عمرك ، فما فائدة الانتظار ان كنا قد شاهدنا وجوهنا بعد اوانه باربعون عاما او اقل .
بالنسبة لي اعتبر ان حياتي لا جدوى منها ولم اسعد لحظة واحدة ما دامت هذه التكنلوجيا اخذت منا فترة حياتنا وكاننا في روتين لا ينتهي
#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)
Nabil_Samara#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟