أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني
(Ahmed Mousa Gerae)
الحوار المتمدن-العدد: 6291 - 2019 / 7 / 15 - 13:40
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (53)
التلميع المجاني أفضل
أحمد موسى قريعي
يُقال إن الفريق ""صدفة" حميتي دفع مبلغ "6" مليون دولار لشركة إسرائيلية تعمل "كمستشار للمجلس" مقابل غسله وتنظيفه من الذنوب والآثام والخطايا والدماء ثم تلميعه وتغليفه وتقديمه كوصفة جديدة "لنج" للشعب السوداني باعتباره الزعيم الأوحد الذي يملك "عصا موسى" لتحسين أوضاع السودان المتراكمة منذ الاستقلال في فترة وجيزة تعادل فترة "تعليقه" الرتب والنياشين التي حملتها إليها الأقدار في زمن "هوان" القوات المسلحة.
سيادة الفريق حالتك هذه تذكرني بالمثل السوداني القائل "تاباها مملحة تكوسها ناشفة" فقد جاء إليك المجد يسعى لتدخل التاريخ من أرفع وأسمى أبوابه لكن "مرمي الله" لا يمكن أن يرفعه الخلق ولو اجتمعوا، فاخترت "الركون" إلى الدناءة والخسة وسفك الدماء و"دشعت" النعمة ورفستها، والآن لما أدركت حجم خطئك وقلة خبرتك ظللت تبحث كالغراب في كل مكان حتى تُغطي فقط "عورتك" التي كُشفت للناس والتاريخ. لكن الوقت تأخر ولا تنفعك "الملايين" وجميع "الشركات الإسرائيلية". لأن أبواب التاريخ المشرفة قد "أُغلقت" وبقيت أبواب أخرى للتاريخ مفتوحة لأمثالك لأنها تناسبك وتناسب أفعالك.
سيادة الفريق التلميع المجاني كان أفضل لك من جميع كنوز ورتب ونياشين الدنيا لأنه "التلميع الشعبي" الذي يعبر بصاحبه إلى درجات القبول المجتمعي، لأن من يقبله الشعب ويمنحه الأفضلية فهو الزعيم والقائد الحقيقي. كان بإمكانك أن تُشكل حالة ثورية "نادرة" الحدوث في التاريخ السوداني، لكنك لم تكن تملك الوعي الكامل والنضج السياسي والتجربة الحياتية المناسبة لتقوم بدور القائد الثوري فضاعت عليك الفرصة، والمؤسف أنها لا تتكرر لأن من عادات الفرص عدم تكرار نفسها لذلك قال الشاعر: (إذا هبت رياحك فاغتنمها .. إن الرياح عادتها السكون).
كان الأجدر بك "اغتنام" الفرصة المجانية وتوفير أموال الشعب التي دعمت بها إسرائيل، لتساعدهم وتعينهم بها على حالة العوز والفقر التي شاركت فيها عندما كنت تلعب دور "الوصيف الملكي" للمهمات القتالية للمخلوع. أنت الآن في ورطة حقيقية من وضعك فيها يعلم كيف تكون نهايتك وعلى فكرة ليست النهاية بالضرورة أن تنال جزاءك بالقصاص، وإنما احساسك بعدم قبول الناس لك وانزعاجهم الصادق منك ومن تصرفاتك "ووقوعك" من نظرهم هي النهاية الفظيعة، وما اقدامك على تلميع نفسك إلا لإحساسك بهذه النهاية المهينة والحقيرة.
سيادة الفريق طريق "التلميع" واضج وآمن لكنك لا تستطيع أن تسلكه لأن "أضانك" ليست لك فهي للكيزان وجمهرة وجوقة المستشارين الذين يتكسبون من قلة خبرتك وإلا لماذا طلبوا منك اللجوء إلى عملية التلميع مدفوعة القيمة وهم يعلمون أن رصيدك عند الشعب "صفر" كبير، لأن الذي يُلمع نفسه في العادة هو بالأساس "نظيف".
(لم تسقط بعد .. الثورة لسه مكملة)
[email protected]
#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)
Ahmed_Mousa_Gerae#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟