أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني
(Ahmed Mousa Gerae)
الحوار المتمدن-العدد: 6290 - 2019 / 7 / 14 - 14:43
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (52)
المجلس الكيزاني وإدمان الجرجرة
أحمد موسى قريعي
رغم تحفظي على الاتفاق الذي تم بين قوى الحرية والتغيير والمجلس الكيزاني إلا أنني ملتزم بالإرادة السياسية لقوى الثورة، لكن هذا الالتزام لا يمنعني من إبداء بعض مخاوفي التي تصل إلى حد رفض هذا الإتفاق وذلك لعلمي أن الحقوق التي نالها "المجلس البرهاني" بسبب هذا الاتفاق "الهش" ستمنحه القوة والحياة بعد أن كان محاصرا ومعزولا بين جدران "قصر المخلوع" لا سند سياسي ولا حاضنة شعبية يلجأ إليها إذا ضاقت به السبل، معلوم أن العسكر إذا شعروا بالقوة أفسدوا وتجرجروا وأخذتهم العزة بالاثم.
أصلا هذا الاتفاق كان سيئا و"خديج" غير مكتمل وغير قابل للحياة، وهذا يعني أنه يمكن تحت أي لحظة أن ينهار ويصبح مجرد حبر كُتب على ورق ردئ، وحسب معلوماتي أن العسكر ما لجأوا إليه إلا تنفيذا لاستشارة "آري بن ميناشي" مدير شركة ديكنز وماديسون الكندية للاستشارات، لأن الاتفاق حسب إستشارة "آري" يمثل فرصة تمنح العساكر مزيدا من الوقت لالتقاط أنفاسهم واستدراج قوى الحرية والتغيير إلى "متاهة الجرجرة" التي يجيدها المجلس.
مع تقديري لكل الجهود الوطنية الصادقة التي تحاول مخلصة اخراج البلد من هذا المربع، إلا أنني "متأكدا" أن العسكر لا يوقعون بصفة نهائية على هذا الاتفاق، وإن وقعوا فإن هذا يندرج تحت "بند" اللعب على عامل الوقت إلى حين، ولكن في هذه الحالة ستكون النهاية غير سعيدة لقوى الثورة لأنها ستنشغل عن الشارع بمقارعة المجلس حتى تنفد الفترة الانتقالية من غير أن تحقق الثورة أهدافها وهذا ما يرمي إليه المجلس إن التزم بالتوقيع على الاتفاق.
لذلك أرى أن الثورة يجب أن تلجأ إلى وسائل لم يتم القيام بها سابقا حتى تغير من وسائلها التقليدية التي باتت معروفة ومتوقعة للمجلس، لكن يجب أن نضع في الاعتبار إن مهمة استحداث وسائل جديدة تقاوم "جرجرة الكيزان" ليست سهلة، بل ستكون شاقة ومليئة بالأخطار وأنها تحتاج إلى "نفس ثوري" طويل، وتحتاج إلى صلابة وعزم وقوة، ويجب أيضا على قوى الثورة أن تُدرك أنها تتعامل مع مجلس "خائن وطماع" وغدار.
يجب رفع سقف مطالب الثورة عاليا حتى تصل الثورة إلى تحقيق أهدافها بإقامة سلطة مدنية كاملة الدسم وليست حكومة مدنية هشة تستمد "حولها" وقوتها من "عسكر الإنقاذ"، ويجب أن يتأكد الجميع أن الحرية الحقيقية وأن السلام الحقيقي هو انتصار الثورة. وينبغي أن يكون الجميع على يقين أن العسكر سيخسرون حربهم ضد الشعب، لأنه لا يمكن لأي "كائن" مهما كانت قوته أن ينتصر على الشعب.
يجب على كل ثوري ووطني أن يعلم حقيقة واحدة فقط هي أن مهمة العسكر الأساسية التقيد برغبة الشعب بلا قيد أو شرط، وأن يكونوا تحت تصرفه وتحت تصرف الوطن وهذا ما يقتضيه شرف العسكرية في كل مكان وزمان.
(لم تسقط بعد .. الثورة لسه مكملة)
[email protected]
#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)
Ahmed_Mousa_Gerae#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟