حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 1545 - 2006 / 5 / 9 - 09:08
المحور:
الادب والفن
حالة تشبه انعدام الوزن, مع تغير طفيف في القناعة والاعتقاد, لا جدوى. شدّة الغضب خفّت معها تلاشت الآمال والرغبات, العشق والخوف هما معا ويا للغرابة ما أفتقده فقط. لا أشعر بالخوف من أي شيء, سألني زميلي عماد البارحة: ألا تخاف من الموت؟ لا أجبته.
لطالما شكّل الموت مصدر عزاء كبير لي, وفي مرّااااات كنت أراه الحلّ الأخير, بمتناول الجميع كالهواء. لكن كنت أراه بعيدا ولم أفكّر أو بالأصحّ لم أشغل بالي كثيرا بفكرة الموت الشخصي. دائما كانت لديّ متطلّبات آنية وملحّة كالدواء والمسكن وثمن الكحول والتبغ.
كانت المشاكل,التي تسبب المشاعر القوية أيضا, مع المحيط العائلي والاجتماعي والسياسي تشغلني عن ترف فانتازيّ كالتفكير بالموت والصحّ والحقيقي, اليوم كلّه بنفس الدرجة, بالطبع مع فارق نوعي الكحول والتبغ بمتناول اليد غالبا.
أفتقد كثيرا للعشق, ذلك الشعور الغريب, أن لا شيء سواها في هذا الوجود, لا الم لا خوف لا حسابات, بمجرد أن المحها تنزل من الباص أو تعبر الشارع تتركّز حواسّي وذاكرتي حولها, شعرها الفوضوي حقيبتها الصغيرة ضحكتها حماقتها جنونها....يا إلهي كنت ملكا بلا اكتراث.
الأسوأ مضى حقا
لكن الأجمل مضى معه أيضا.
*
لمن أتحدّث الآن؟ وما الذي أريد قوله؟ بالضبط لا شيء محدد, أنا أثرثر في المجتمع الافتراضي, لديّ صداقات كثيرة, لديّ عداوات ربما, لكنها من طرف واحد.
بمجرّد أن تصل هذه الكتابة إلى آخر ويكمل قراءتها يتحوّل إلى شريك في حوار مطلق.
أنسى كثيرا أنني أعمل كمهندس, وأنسى أنني متزوّج, وأنسى ارتباطاتي وانتماءاتي الثقافية وغيرها, وأحيانا أنسى أنني أكتب كثيرا, وما تزال تسمية شاعر تربكني, مع أن علاقتي بالشعر تمنحني شعورا هو أضعف من شعور العاشق بالفعل وأقوى من بقية حالاتي الشعورية.
هذه التساؤلات وغيرها, تجاهلتها بسبب الكسل, أخرجتني من حالة انعدام الوزن.
*
علامات استفهام
سوء تفاهم عنيد
لكن
إن لامست طرف الإصبع, الشعر
الشهوة الحرون ترقّ
وتلين
ومن يتجه إلى الموت
يبدّل كلامه, ويضحك
يباغتني بالهدية
هل تتحدث عن علاقة حب؟
كنت تعشقين شكل الطيور ولونها
وأنت مغمضة العينين
في سريرك
ترك المحاربون سلاحهم
واستراحوا عراة
كما ينام الأطفال
هل قلت سوء تقدير؟
تمضي السنوات العشرون دبقة, لزجة
مكدّسة بالروائح
والضجيج
فوق السرّة
حدبة بنفسجية
وتؤلم
هكذا أراك
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟