أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - عندما يكون الهايكو عراقيا. بقلم القاص والروائي محمد عبد حسن














المزيد.....

عندما يكون الهايكو عراقيا. بقلم القاص والروائي محمد عبد حسن


بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6287 - 2019 / 7 / 11 - 18:17
المحور: الادب والفن
    


المسح الذي يسبب الاتساخ
عندما يكون الـ(هايكو) عراقيًّا
(انطباعات قارئ)
محمد عبد حسن
(1)
بتجنيسها لما تنشره بأنّه (هايكو عراقي)؛ تضع الشاعرة بلقيس خالد ما تكتبه ليس بعيدًا عن الهايكو الياباني، بشرطه وشروطه، ولا بالقرب الذي يسمح للقارئ تطبيق شروط قصيدة الهايكو على الكثير ممّا تكتبه.
وتؤكد الشاعرة ذلك في تقديمها لديوانها (بقية شمعة قمري) الصادر بطبعته الأولى عن عام 2011 دار الينابيع بالقول : "فقد اجترحت لنفسي، طريقة لا أحاول تكرار كتابة الهايكو بالشروط اليابانية" ص8.. مقترحة تسمية ما تكتبه بـ(هايكومي) لاستفادتها من المنجزين الشعريين للهايكو والدارمي (ص9).. وهي التسمية التي لم تثبّها الشاعرة على كتابها الأخير (دقيقتان.. ودقيقة واحدة) الصادر عن المكتبة الأهلية في البصرة عام 2019؛ لتبقى كلمة (هايكو عراقي) تجنيسًا لنوع القصائد التي ضمها الكتاب.
(2)
كلّما تمسح النساء
نوافذ
عربات الأثرياء
يتّسخ الوطن
(بقية شمعة قمري ص75)
(3)
في قصائد الهايكو اليابانية الأكثر انتشارًا.. وتلك التي كتبتْ على نسقها باللغة العربية؛ غالبًا ما تكون الصورة الأولى من القصيدة ( فالهايكو في معظمة قصيدة بصرية تتكون من صورتين بينها رابطة) ذات علاقة بالطبيعة.. ليعود بعدها الشاعر من العام إلى الخاص عبر رابطة تحددها طبيعة القصيدة.
غير أنّ العين الراصدة هنا وإنْ بدأت من العام.. إلا أنّها تجاهلت الطبيعة، بوجودها المشوّه.. أو الغائب أصلًا، أما مشهد قاس كالذي التقطته العين، وبقيت في العام في نصف القصيدة الآخر منحرفة بذلك عن الكثير من نماذج قصائد الهايكو.
المكان، وهو عنصر مهم في قصيدة الهايكو، لم تحدده الشاعرة.. بل تركته لقارئها المفترض، العراقي منه بوجه خاص، المعتاد على رؤية هذا المشهد في الشوارع، عند تقاطعات الطرق وإشارات المرور الضوئية المعطلة، وكلّ ما تفعله الشاعرة هو استدعاء المشهد إلى ذهنه لترسيخ الصورة فيه قبل أنْ تدفع بالصورة الثانية أمامه.
وإذا كانت "لحظة الهايكو هي اللحظة اليومية الفريدة التي يخوضها الشاعر بوعي وفهم كبيرين"(1).. فإنّ المشهد الحاضر المرئي هنا الملتقط من قبل العين الراصدة، وإنْ كان يوميًّا، مشهد متكرر، ما أنْ يبدأ عند لحظة معينة .. حتى يبدأ من جديد: (كلّما تمسح النساء)؛ وبذلك نرى أن فرادة اللحظة لا تكمن في غرابة المشهد وقلة حدوثه بما يجعله جديدًا على العين.. بل في لا إنسانيته حدوثًا وتكرارًا.
على أيٍّ من أساليب الهايكو، وهي ثلاثة وعشرين كما تذكر الشاعرة الأمريكية جَين ريجهولد(2).. وربما أكثر، يمكننا الاقتراب من هذا النص؟ وأرى أنّ يمكن وضعه ضمن أسلوب المفارقة؛ فالفعل (تمسح) وإنْ أدّى إلى نظافة الممسوح المحدد بـ(نوافذ عربات الأثرياء).. فإنه يؤدي إلى أنْ يتّسخ الوطن بأكمله.
----------------------------------------------------------------------------------------------------
*المقالة منشورة في (طريق الشعب) 9/ تموز/ 2019
(1): حسن الصلهبي – مقدمة كتاب صوت الماء / مختارات لأبرز شعراء الهايكو الياباني
كتاب مجلة الفيصل العددان (477 – 478) ص 18.
(2): أ.د. حمدي حميد الدوري * شعر الهايكو وإمكاناته في اللغات الأخرى – الطبعة الأولى 2018
دار الإبداع للطباعة والنشر والتوزيع – صلاح الدين / تكريت – ص 19.



#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتمرى في الروايات / هايكو عراقي
- المقام العراقي : ذاكرة العراق الموسيقية
- هايكو المقام
- الوردة بعطرها
- سيادة التناغم الموسيقي في أمسية شعرية
- مسؤولية القصيدة أزاء التجربة
- الشفاعة تصيّرك أديبا
- بدلة البرتقال
- يوم الطفل العالمي في حدائق الفراهيدي
- شاي صباح أول أيام عيد الفطر
- بو ضوح/ صديقة أبنتي
- بلقيس خالد ..في هايكوها الجديد / بقلم علاء لازم العيسى
- أقولها...
- هل قناع الانتخابات : وجهنا !!
- السؤال مصباح الخطى
- الد مى : طفولتنا اللاهية
- السجين الطليق : أمير كاظمي الغيظ
- دقيقتان ... ودقيقة واحدة للشاعرة بلقيس خالد / بقلم القاص خلد ...
- نشيد الوطن
- الذكرى السابعة والستون لرابطة المرأة العراقية


المزيد.....




- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - عندما يكون الهايكو عراقيا. بقلم القاص والروائي محمد عبد حسن