محمد مقنع
الحوار المتمدن-العدد: 6287 - 2019 / 7 / 11 - 14:43
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
بقلم꞉ محمد مقنع
اعتمد الاتراك على زواوة الذين كانوا يشترونهم مقابل الرغيف ليجعلوا منهم دروعا بهائمية (من البهائم) يحتمي بها جنودهم في الحروب (حتى ان هناك مثل تونسي يقول꞉ "كيف عسكر زواوة مقدمين في الشقاء موخرين في الراتب")، منذ دخولهم الى تونس سنة 1574، وبقيت هذه الوحدات البربرية (ذات الأصول الجزائرية) ضمن جيش الايالة التونسية إلى غاية الاحتلال الفرنسي سنة 1881، وقد قدر مبعوث مجلس شيوخ البندقية لفك اسر العبيد البندقيون في تونس، جان بابتيست سالفاغو (Jean baptiste salvago)، تعدادها سنة 1625 ب 12000 فردا، أي حوالي ضعف جيش الإنكشارية بأربع مرات، ليرتفع هذا العدد سنة 1802 تحت حكم حمودة باشا الى أكثر من 14000 شخص.
كانت هذه القوة منظمة على نمط التشكيلات الإنكشارية، حيث كان لها سلاح فرسان وتكنات خاصة بها، الا انها كانت تتقاضى اجورا اقل من الانكشارية لعدم كفاءتها القتالية في الحروب. وكان دورها يقتصر على حراسة القلاع والحصون، فرض الامن عندما تشتد الفوضى في الحواضر جراء الضرائب المرتفعة، سوء الأحوال الاقتصادية، جور وتسلط الحكام، لذلك كانوا مذمومين ومكروهين من جميع التونسيين.
عول العثمانيون الاتراك بشكل كبير على بربر زواوة لخنوعهم، وضاعتهم، وكمحاولة منهم لتقليص هيمنة جيش الإنكشارية الذي عرف بكثرة التمرد والتدخل في شؤون الحكم. وقد شاركوا خلال الحرب التونسية الجزائرية التي قامت سنة 1807، الى جانب قوات حمودة باشا، باي تونس الذي انتصر على الجيش الجزائري، ضد قوات بلدهم.
وقد دمجهم حتى السعديون كمرتزقة في الجيش المغربي ابتداء من القرن السادس عشر الميلادي (وظفوا بالضبط 12000 زواوي)، الا نهم تمردوا على السلطان أحمد المنصور، وقرر قادتهم مبايعة الأمير عبد الله الأبيض، فيما اختار البقية التحصن بجبل كليز بمراكش احتجاجا على الامتيازات التي كان يمنحها السلطان الشريف للجنود الأندلسيين والعلوج (العبيد الاوروبيين)، وامام هذا الوضع قام السلطان بسجن كل المتمردين بمن فيهم الأمير عبد الله الأبيض وامر بدفع منحة عامة للجنود لتهدئة الخواطر، ثم قرر التخلص من زواوة بشكل نهائي عبر ارسالهم الى الصحراء، اذ جاء في كتاب تاريخ الدولة السعدية التكمدارتية، مايلي꞉
"ثم ان بعض الجيش طغى عليه واختصرنا سبب فعلم معه الى ان طلعوا جبل جليز ونافقوا عليه فامر باعطاء الراتب وإقامة المحلة وأرسلها مع القايد ابن سالم وامره ان يمر بالمحلة بياض مقدار كلمة فارتحلوا من مراكش بعد ان اعطاهم سبيل النهب في المدينة واباحها لهم ثلاثة ايام، فارتحلوا الى ان دخلوا الصحاري من بلاد السودان فهرب عنهم الخبير عن اذن السلطان وتاهوا في الصحراء وهلكوا عن اخرهم، وقد حدث رجل من القوم نجى منهم꞉ لما تاهوا وعطشوا كانوا ينحرون الجمال ويعصرون فرثها ويشربونه حتى ماتوا عطشا عن اخرهم، وهذا الذي نجي من القوم سببه انه تاه في الصحراء فلقيه رجل من عرب التوارك واعتقه بشربة ماء الى ان اوصله الى حي من احياء العرب، واما عدة القوم الهلكى فأخذتها عرب تلك الجهة".
فيما تم القضاء على الجزء الأكبر من زواوة الذين بقوا في مراكش بحد السيف، اذ جاء في كتاب (Crónica de Almançor, sultão de Marrocos 1578-1603)، الذي دونة البرتغالي أنطونيو دي صالدانيا، عندما كان اسيرا في مراكش لدى السلطان احمد المنصور الذهبي، انه بعدما فتك السلطان السعدي بجيش زواوة في مجزرة رهيبة بمراكش، فر اخوان زواويين من أربعة اخوة قتل منهم اثنان في اتجاه البحر محملين بمال كثير، وخلال المسير التقيا على مشارف مدينة الجديدة بمسيحي اوروبي فار ومرشده المغربي، وبعد ان نال التعب من الزواويين قام المغربي وصاحبه المسيحي بقتلهما وسرقة اموالهما.
وللعلم، اغلب ملوك هذه السلالة التي حكمت المغرب بين القرنين السادس عشر والسابع عشر، كانوا سود (باستثناء بعض أبناء الجواري الاوروبيات)، اذ جاء في كتاب تاريخ الدولة السعدية التكمدارتية ꞉
- السلطان احمد السعدي وصفته اسمر اللون غائر العينين وافر اللحية له شرطات على خده الايسر غليظ الجسم جهير الصوت له لثة في كلامه يبدل الشين سينا.
- السلطان محمد الشيخ كان اسمر اللون أدبس ثامر العينين كبير الانف غليظ الشفتين جهير الصوت.
وحتى الشيخ، ابن محمد المتوكل، الذي فر الى اسبانيا واعتنق المسيحية اشتهر بين الاسبان بلقب الأمير الاسود. اذ جاء في كتاب꞉ سعدي (نسبة لسلالة السعديين الذين حكموا المغرب) تحول الى المسيحية في عهد ملك فيليب الرابع꞉ دون فيليبي دي أفريكا، أمير فاس والمغرب، للكاتب الاسباني سانشيز راموس، مايلي꞉
Sánchez Ramos, Un saadí converso durante el reinado de Felipe IV: Don Felipe de África, príncipe de Fez y de Marruecos
Muley Xeque, personaje que naciera en 1566 en el reino marroqui y quien fuera hijo del sultan Muhammad al-Mutawakkil (1574-1576), soberano de Fez y Marruecos. Huido de su tierra por diferencias con su primo Muley Moluc, la crisis politica provocada aconsejo su refugio en Espana, bautizandose en El Escorial y teniendo como padrino al rey Felipe II, monarca que lo agasajo nombrandole Comendador de Santiago y Grande de Espana de primera clase. Conocido popularmente como el Príncipe Negro, su palacio estaba en la Corte a pocos metros de la iglesia de San Sebastian, esquina con la calle Principe, nombre que recibe de este .
للأشخاص الذين مازال لديهم لبس بخصوص معنى "بلاد السودان" ادعوهم الى البحث عن معاني꞉ ابيض، قمحي، اصفر، اسمر، اسحم، ادلم، اخضر، ادم، شديد الادمة، اسود... احباش، نوب، زنج، سودان... الخ. اما امبراطورية غانا التاريخية (التي ينحدر منها كناوة، كناوة الذين يشكلون فقط مكون من مكونات السود المغاربة، لان هناك꞉ درعاوة، المور، احباش المغرب الذين ذكرهم ابن خلدون الخ...) لا علاقة لها بدول غانا، غينيا وغينيا الاستوائية.. لأنها كانت تشمل موريتانيا الحالية وشمال مالي وأجزاء من الجزائر.
المراجع꞉
★ تاريخ الدولة السعدية التكمدارتية
★ António de Saldanha: Crónica de Almançor, sultão de Marrocos (1578-1603)
★ Abdelwahed Mokni: Allogènes de jadis, autochtones de naguère : la communauté de Zwâwa à partir du milieu du XIXe siècle
★ Sánchez Ramos: Un saadí converso durante el reinado de Felipe IV: Don Felipe de África, príncipe de Fez y de Marruecos
#محمد_مقنع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟