فيصل طه
الحوار المتمدن-العدد: 6286 - 2019 / 7 / 10 - 16:04
المحور:
القضية الفلسطينية
مرحى الى النافي المنفي
صباح جديد ليوم مضى .. كتبت التالي سابقاً، حين النفي الذاتي لذاته، واعيده حالياً "وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا"
لمحته مهرولا مزمجرا نحو الغطرسة الجوفاء، ناكرا وباعتزاز اصله وفصله، قابعا جذور السنديان ورواسي الجبال، تعلوه اقواس النصر على نفسه ودونه السراب... يسعى فرحا من منشئه الرخيص وإليه يسعى... يعانق بلهفه أغياره... عفوا أمثاله وأسياده يجاهر بحقيقته ويكابر
لمحته دون ملامح... رخْوا دون دعائم... شوهه التجميل وعرّاه التلميع ...
بانت له الدنيا غير الدنيا، تشكلت هي حين تشكل هو، ومن بدئه ابتدأت، وما كان لم يكن، وما كان قد افل "كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا"
اشفقت عليه... يدعي انه ابن الان، وانه ماضيه، ومضى الى حاضره المبتور الى آنيته... الى انانيته... وترك سؤالا واسعا لماذا؟ ولمصلحه مَن؟ تشويه الملامح وتزييف الطبيعة، لمصلحة مَن ينفي عن الياسمين عبقه وعن الزيتون عتقه وعن التين ثمره وعن العشب خضرته، وينفي عن الاسماء اسماءها ...
لماذا ولمصلحه من، ينفى عن التاريخ ايامه وعن الرواية أبطالها وعن الارض ملحها وترابها
لماذا الإصرار على توقف الزمن حيث مكانه هو، وتثبيت المكان حيث زمانه هو، اليس هذا انتفاخ الانا في (آنيته حتى الانفجار)
عجبي ...
ينشر على الملأ علمانيته يدّعيها، ويبث فكرا كفّرة غريمه الظاهر، ثم يغرق في غرامه ويشاطره نشوه قهر الذات الزائفة... وينتشي شماته.
يشع شعارات بريقها يلسع العيون، يجذب المفتون، وتخفي بشدتها وتنفي غاصب الارض والبنين، ثم يرتمى هانئا في حضن غاصبي شعبه وينتشى شماته... وقيادة.
رأيته فاقدا أجزائه، بعضها يتململ، وآخر يتساءل الى اين، وبعض يشد الوصال، وآخرين يبحثون عن مستقر..
لمحته يخفي ما يسير نحوه، انها المُهمَّة .. بل تنفيذ المهمة.. بتر تاريخ هذا الشعب الصابر، وتشويه رموزه، ونفي ناسه وايامه الى العدم، علّه يحظى بنيشان التفرد الصافي، النقي من ملح ارضه ومن بذور اصله، من جذوع جدوده.
أتقن المهمه؟ ربما!!..يحاول جاهدا.. مع امثاله، اغياره مع "اعدائه".. يحاول مبتهجا قضم جذر جذوره.
تعالت الاهازيج من افواه المنزرعين في اعماق ال حياة، ومن بواطن السابقين السابحين في فضاء الارض تصدح عاليا... مرحى الى النافي المنفى... مرحى لقاضم جذر جذره... مرحى!!.. مرحى!!
فيصل طه
الناصرة
#فيصل_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟