أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- ما تريده اسرائيل














المزيد.....


بدون مؤاخذة- ما تريده اسرائيل


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6286 - 2019 / 7 / 10 - 10:38
المحور: القضية الفلسطينية
    



من يتابع طبيعة الصّراع في الشّرق الأوسط، سيجد أنّه كلما اقترب الفلسطينيّون مترا من السّلام ابتعدت عنه اسرائيل مئة ميل، وكلّما ازدادت اسرائيل تعنتا وصلافة، كلما ازداد العربان ركوعا أمامها، وقدّموا لها تنازلات دون مقابل، وقادة اسرائيل الذين ينفّذون مشروعهم الاستيطانيّ التّوسّعيّ، والذي يتخطّى حدود فلسطين التّاريخيّة، ويتعدّى مرتفعات الجولان السّوريّة المحتلّة، يجيدون فنّ إدارة الصّراع، ويكسبون الرّأي العامّ العالميّ من خلال التّضليل الإعلامي، أو من خلال الضّغوطات الأمريكيّة، فاسرائيل الرّسميّة وقبل استسلام النّظام الرّسميّ العربيّ في غالبيّته أمامها كانت تطرح مبادلة حقوق اللاجئين الفلسطينيّين، بما سمّته بحقوق اليهود الذين كانوا يعيشون في دول عربيّة مثل العراق، المغرب، اليمن، مصر، تونس، وغيرها.
وبعد أن أعلنها الرّئيس الأمريكيّ ترامب على رؤوس الأشهاد انحياز إدارته التّام واللامحدود لاسرائيل، بل أنّ إدارة ترامب متصهينة أكثر من أحزاب اليمين الصّهيوني التي يقودها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وترامب الذي يواصل حلب بقرة البترول في الخليج الذي كان عربيّا، وتدفع له أنظمة الخليج ما يطلبه من المليارات دون نقاش، مقابل حمايته للأنظمة الحاكمة، وتموّل قواعده العسكريّة التي تحرس المصالح الأمريكيّة على أراضيها، لم يحفظ ماء الوجه لأيّ من وكلائه العرب، فقدّم القدس والجولان ووكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وغيرها على طبق من ذهب لإسرائيل، وأطلق يدها في استيطان الأراضي العربيّة المحتلة. وبعد تطبيع غالبيّة الدّول العربيّة علاقاتها مع اسرائيل، بل وصل التّطبيع إلى درجة التنسيق الأمني والعسكري، لم تجد اسرائيل ما تخشاه أمامها؛ فطوّرت مطالبها بعد تدميرها لأيّ امكانيّة لحلول سلميّة في المستقبل القريب، وشرعت بقصقصة أجنحة السّلطة الفلسطينيّة من خلال احتجاز أموال المقاصّة الفلسطينيّة تحت ذرائع مدروسة بعناية، وبدعم أمريكيّ لامحدود، فبدأت من مارس الماضي بخصم مبلغ يساوي قيمة ما تدفعه السّلطة الفلسطينيّة كمخصّصات شهريّة لأسر الشّهداء والجرحى والأسرى، وهو حوالي اثني عشر مليون دولار شهريّا، وهي بهذا تريد أن تقنع العالم أنّ المقاومة الفلسطينيّة هي مجرّد عصابات اجراميّة تخريبيّة، وليست حركة تحرّر! وتبعتها في حزيران الماضي، بخصم مئات ملايين الشّواقل كتعويضات لجواسيس اسرائيل الذين تعرّضوا للأذى والاضطهاد في الأراضي الفلسطينيّة، وهي بهذا تؤكّد نظرتها للشّعب الفلسطينيّ بأنّ أبناءه مجرّد حطابين وسقائين لليهود الذين هم شعب الله المختار، وعليه أن يدفع أجرة من يتجسّسون عليه لصالح اسرائيل. وتطوّرت المطالب الإسرائيليّة بقرار قضائيّ يسمح بخصم مئات ملايين الشّواقل لتعويض اليهود الذين تضرّروا من المقاومة الفلسطينيّة، وهذا يعني أنّ اسرائيل ليست محتلّة بل محرّرة "لأرض اسرائيل" التي كان العرب يحتلّونها، وبالتّالي فإنّ من يقاومها أو يطالب بانسحابها منها هو مخرّب ومجرم. وليس بعيدا ذلك اليوم الذي ستطالب اسرائيل الدّول التي تسمّي نفسها عربيّة بدفع تعويضات لإسرائيل عن خسائرها ليس من تاريخ قيامها كدولة في منتصف مايو 1948 فقط، بل بالخسائر التي لحقت باليهود زمن الانتداب البريطاني، وبتعويضات يهود الدّول العربيّة الذين هجّرتهم الحركة الصهيونيّة بالتّعاون مع كنوزها الاستراتيجيّة إلى فلسطين؛ ليكونوا جنودا في دولتهم "اسرائيل". وبعد هذا كلّه أو خلاله، ستعمل اسرائيل على اجهاض السّلطة الفلسطينيّة، ويمكن استبدالها بعملاء اسرائيل، لتكون إدارة مدنيّة على من يتبقى من الشّعب الفلسطيني في دياره، بعد عملية طرد جماعي"ترانسفير" كبيرة. ولن يكون دافعو المليارات لأمريكا ثمنا لحماية عروشهم في منأى عن الأطماع الإسرائيليّة والأمريكيّة، لأنّهم عندها سيكونون قد استنفذوا دورهم المرسوم لهم، وسيتمّ استبدالهم بغيرهم.
فهل يتنادى طرفا الانقسام الفلسطينيّ لانهاء الانقسام، والانسحاب رسميّا من اتّفاقات أوسلو التي لم تجلب للشّعب الفلسطيني إلا الويلات، أم أنّنا سنبقى ندور في نفس الحلقة المفرغة؟
10-7-2019



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية شعبية-حق القوّة
- من ذكرياتي مع الرّاحل توفيق زيّاد
- بدون مؤاخذة-سقوط المثقفين والبغاء السياسي العلني
- بدون مؤاخذة- ورشة البحرين والحمل الكاذب
- بين الواقع والخيال في رواية جداريات عنقاء
- بدون مؤاخذة- الله يرحم محمد مرسي
- بدون مؤاخذة- من يهدد أمن الخليج والمنطقة؟
- بدون مؤاخذة- أزمة السلطة الفلسطينيّة الماليّة
- بدون مؤاخذة- في زمن الهزائم
- بدون مؤاخذة-الاختلاف على عيد الفطر
- بدون مؤاخذة-ذكرى حزيران وتكريس الهزيمة
- بدون مؤاخذة قمّة مكة والإيغال في الهزيمة
- فهمي شراب والأهداف النبيلة
- لمن ينتظرون الاعلان عن فصعة القرن
- يوميات التيه
- يوميات رمضانية-طالع العربان
- رمضانيات
- بدون مؤاخذة-نتنياهو وفصعة القرن
- بدون مؤاخذة-الاستعمار المتجدّد
- بدون مؤاخذة-أمريكا وإيران رابحتان والعرب خاسرون


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- ما تريده اسرائيل