|
البحاث والأكاديميين الليبيين...وسؤال إلى أين تتجه ليبيا ؟
حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)
الحوار المتمدن-العدد: 6284 - 2019 / 7 / 8 - 12:33
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
عقد في تونس خلال الفترة من 25 إلى 26 يونيو 2019م، الندوة الدولية حول ليبيا والتي كان عنوانها ( إلى أين تتجه ليبيا )، حيث عرضت عدد من المدخلات من جل الدول المغاربية، لتتجاوز بذلك فعاليات الندوة حالة الانقسام المغاربي حول ليبيا منذ 2011م، وجاء عقد هذه الندوة بعدما استجابت جمعية البحوث والدراسات من أجل اتحاد المغرب العربي برئاسة السيد الدكتور حبيب اللولب لمقترح كنتُ قد قدمته من حوالي عام يتضمن مناقشة المسألة الليبية في الإطار المغاربي ويحمل عنوان إلى أين تتجه ليبيا؟، وذلك بعدما رفضت بعض الجامعات الليبية المقترح المذكور، لأسباب أتفهمها وأقدرها أيضًا، وعمومًا حملت مدخلات الندوة عدد من موضوعات المتشابكة، أهمها : ليبيا في ظل الحراك المجتمعي 2011 الوقائع والمسارات المستقبلية مقاربة سوسيولوجية تاريخية الانقسامات المجتمعية وأثرها على الوحدة الوطنية. ليبيا والسيناريوهات الممكنة :محاولة تحليل مستقبل الأزمة. التشكيلات العسكرية ودورها المستقبلي. معوقات المسار الانتقالي في ليبيا. الدور الخارجي وتأثيراته في تسوية المسألة الليبية. الوضع الليبي بين فرص التوافق الداخلي ومتاهات التّدخل الأجنبي. الانتقال المُعطل في ليبيا من المنظور الإيطالي. البناء الاجتماعي للمجتمع الليبي عامل توحيد أم عامل تفرقة. اللامركزية الإدارية وتوزيع الموارد : الاطر الغائبة. مصير الدولة في ليبيا في ظل الصراع المسلح. الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية لتعطُل المسار الانتقالي. جماعات المصالحة الوطنية والتحالفات القبلية ودورها في إقرار السلم المجتمعي. وبالرغم من كون جل عناوين المدخلات يصلح لأن يكون أيضًا عناوين لندوات علمية تحمل نفس الأسماء، وهذا يعني بأن مجال تلك العناوين يتسع للمزيد من البحث والكشف، وعمومًا فإنه يمكن رصد عدد من الملاحظات حول فعاليات الندوة، وهي : • كانت هناك توقعات بأن تأتي المشاركات الأكاديمية المغاربية أكثر توصيفًا للحالة الليبية، وتوضح لنا كيف ينظر الأكاديميين والبحاث المغاربة إلى المسألة الليبية ؟، وبمعنى آخر كنا نود معرفة كيف نرى نحن– الليبيين– أنفسنا كما يرانا البحاث والأكاديميين المغاربة • جاءت مشاركة البحاث الليبيين من جل المناطق الليبية، سواء أكانت شرقًا، أم غربًا، أم جنوبًا، أم شمالًا متجاوزة بذلك حالة الانقسام الليبي منذ 2014م. • لا يزال البعض البحاث يعتقد بأن الحراك المجتمعي في ليبيا هو صنعية العامل الخارجي- وهذا يعد في حقيقة الأمر إساءة للحراك المجتمعي الحاصل في ليبيا، وتنكر للحقائق الموضوعية-، كما يرى أولئك البحاث بأن الحراك هو جزء من مؤامرة استعمارية تهدف إلى القضاء على القوى الثورية في المنطقة العربية، متناسين بأن رأس السلطة في النظام السياسي السابق عبر في أحد خطاباته عن كون نظامه يعد صمام أمان لإسرائيل!. • بالمقابل برزت وجهة نظر أخرى ترى بأن العامل الخارجي بالرغم من أهميته في المسألة الليبية؛ إلا أنه لم يصنع الحراك، فشروط الانفجار كانت موجودة في المسالة الليبية، والتي أدت في نهاية المطاف إلى سقوط النظام السياسي السابق، ولكن أيضًا بدعم ومساندة خارجية. • هناك التأكيد على فشل الحراك في ليبيا في تأسيس مشروع وطني للتغيير، لكونه يفتقد إلى أيّ مرجعية فكرية، كما أنه يفتقر أيضًا إلى وجود قيادة سياسية وطنية واحدة، مما جعله عرضة للتوجيه والسيطرة من قبل العامل الخارجي ، ووصل الأمر إلى مرحلة التحكم فيه. • أن عمليات الاصلاح التي تبناه النظام السياسي السابق في أواخر أيامه لم تأتي في سياق متطلبات واحتياجات الداخل؛ أنما كانت ضمن متطلبات وشروط العامل الخارجي، والأهم من كل ذلك هو قيام النظام السياسي بالاستعانة بأعداء الأمس في عمليات الإصلاح الداخل، فتم الاستعانة بإخوان المسلمين، وخبراء من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في كتابة رشتات العلاج الداخل! • بالرغم من كون اللقاء عقد في تونس إلا أنه مشاعر الخوف من كشف المضمر لا تزال تنتاب بعض البحاث الليبيين، وهنا أود التنويه إلى كون أحد البحاث الليبيين حذرنا من العواقب والمخاطر في حال تجاوز تشخصينا وتخطى الحد المسموح به. • تضمنت مدخلات بعض البحاث الليبيين توجهات سياسية واضحة، سواء المؤيدة لحكومة المؤقتة، أو لحكومة الوفاق، إلا أن ذلك لم يمنع وجود وجهات نظر وطنية دعت إلى أهمية الوحدة الوطنية ونبذ التفرقة والانقسام. • لا يزال هناك اختلاف في تسمية الحاصل في ليبيا خلال العام 2011م من قبل البحاث الليبيين، والبحاث المغاربة فهناك من أسماه الحراك المجتمعي، ومنهم من اعتبره مجرد حدث، والآخر وصفها بالثورة، كما وصفها البعض الآخر بالتغيير، ووصل الأمر بالبعض أيضًا إلى وسمها بالنكبة!. • برزت دعوة مغاربية تطالب البحاث والأكاديميين الليبيين بضرورة التدبر والتفكير في المسألة الليبية، فهي مهما كانت معقدة ومتشابكة إلا أنها تحمل في ثناياه مفاتيح الحل. • أن سبب استمرار حالات عدم الاستقرار في ليبيا؛ في كونها نتيجة حتمية لغياب سلطة قوية قادرة على لجم الفوضى وإخضاع الجماعات المسلحة لسيطرتها، وعلى أيّ حال سواء قبل البعض أو لم يقبل بوجهة النظر هذه، فإنه من المؤكد بالنسبة لي أن ذلك يُعد تفسيرًا منطقيًا ربما يحتاج إلى لفت النظر إليه. • أن تطبيق الديمقراطية في المجتمع الليبي لن تتحقق بين عشية وضحاها، خاصة في مجتمع سيطر عليه لعقود من الزمن حكمًا فرديًا لشخص واحد، والفكر الواحد، وخمدت فيه كل العقول المخالفة له. • لا يمكن اختزال الديمقراطية في مجرد صناديق الاقتراع، فالديمقراطية لا تحصل هكذا صدفة أو بشكل ارتجالي، دون مرورها بمراحل الترسيخ والتأصيل، فهي بحاجة إلى تمهيد الطريق، وانارت العقول، وإنضاج الظروف. • هناك حاجة إلى مرحلة بناء وتعزيز قوة القانون، إضافة إلى بناء مؤسسات دولة قوية؛ تكون قادرة على تطبيق القانون، وحماية الحريات، وهذا كله في صالح مرحلة البناء الديمقراطي، فالمناخ الديمقراطي وصناديق الانتخابات تحتاج إلى مؤسسات دولة قوية لحمايتها؛ وهذا يعني ببساطة شديدة أن تحقيق الديمقراطية بحاجة إلى نضوج البيئة المجتمعية، وتوفر الشروط وجودها في المجتمع الليبي. • هناك اجماع من قبل كل البحاث المغاربة إلى أهمية الحوار بين كافة التيارات الفكرية والسياسية في ليبيا من أجل إيجاد حل سلمي يحقق ويعيد الاستقرار والسلام الأمن والتنمية. • لعل أهم توصيات الندوة هي الدعوة إلى الاستمرار في عقد مثل هذه اللقاءات العلمية من أجل تشبيك وإتاحة الفرصة أمام الأكاديميين في مواجهة التحديات التي تواجه الدول المغاربية وخاصة ليبيا. وأخيرأ فأننا نتقدم بالشكر والتقدير إلى السادة في الجمعية البحوث والدراسات من أجل اتحاد المغرب العربي على إنجاز هذه الندوة العلمية حول ليبيا وإلى كل البحاث والأكاديميين المغاربة على مشاركتهم ودعهم للحوار الليبي، كما أعتقد بأن التحدي الأكبر الذي سيواجه البحاث والأكاديميين الليبيين في البحث والكشف عن سؤال : إلى أين تتجه ليبيا؟ هو مدى الاستمرار في عملية التدبر والتفكر في البحث عن إجابات لذلك التساؤل، وهذا أيضًا متوقف على مدى وجود بيئة مجتمعية تتوفر فيها حرية التعبير والتحبير.
#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)
Hussein_Salem__Mrgin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيخ والقبيلة في حرب طرابلس 2019م
-
إلى أين تتجه ليبيا 2 ؟
-
ظاهرة الفساد في ليبيا - الواقع وآليات المنع والمكافحة 2011-
...
-
علم الاجتماع والنسيج الاجتماعي في ليبيا
-
التعليم صناعة أيها السادة
-
علم الاجتماع في الجامعات الليبية – دعوة لإعادة التعريف
-
خطاب إلى فائز السراح رئيس المجلس الرئاسي- الحقيقة يجب أن تُق
...
-
استنطاق المسكوت واستظهار المضمر في حكومة السراج
-
ترهونة تتبنى رؤية جديدة لدور الجماعات المسلحة في طرابلس
-
دليل مواصفات المدققين وضوابط تسمية وإعداد وتكوين فرق التدقيق
-
معايير الجودة والاعتماد في التعليم الجامعي التحديات والرهانا
...
-
فلسطين- انتفاضة شعب من جديد
-
مراحل الحصول على الاعتماد الأكاديمي الدولي لبرنامج إدارة الأ
...
-
خطاب ثانِ إلى غسان سلامة.... تصاعد الشعور بخيبة الأمل والإحب
...
-
الأستاذ الجامعي ومعايير الجودة والاعتماد الليبية بين عراقيل
...
-
منظومة التعليم في بلدان المغرب العربي كما رايتها في الملتقي
...
-
مكاتب ضمان الجودة وتقييم الأداء بالجامعات الليبية الحكومية أ
...
-
ليبيا بعد سبع سنوات من الحراك المجتمعي ..الأمرعظيم والمصيبة
...
-
برامج الجودة وضمانها في الجامعات الليبية الحكومية -التحديات
...
-
شعب ينتفض منذ قرن
المزيد.....
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|