حيدر مكي الكناني
كاتب - شاعر - مؤلف ومخرج مسرحي - معد برامج تلفزيونية واذاعية - روائي
(Haider Makki Al-kinani)
الحوار المتمدن-العدد: 6283 - 2019 / 7 / 7 - 19:13
المحور:
الادب والفن
مجموعتي النثرية الجديدة ..
-------------------------
" لي كلمة مع شكسبير "
-------------------------
هو - غداً، وغداً، و غداً،
وكل غد يزحف بهذه الخطى الحقيرة يوماً إثر يوم
حتى المقطع الأخير من الزمن المكتوب..
أنا – غدا يأكل غدا فيبصق وجهي كبذرة فاسدة , لتزحف الساعات تحت جلودنا , فتدون مقطعها الأخير من هذا الزمن النازف .
هو - وإذا كل أماسينا قد أنارت للحمقى المساكين
الطريق إلى الموت والتراب، ألا انطفئي، يا شمعة وجيزة..
أنا- كلّ المحترقين همّا قد اشتعلتْ ظنونهم في قطن الليل الأسود فاحترقت أحلام في رحم خيالات وردية , والدرب إشارة إلى هناك وأنت تشيّد الدرب لقبركَ.. دجّنا شموع رغباتنا في نعوشنا أملا في صمت لا متناهي , نتوسل كفّي حفّار قبورٍ أبله وهو يرش رمل قبورنا بابتساماته الأخيرة فهو وحده قادر على وداعنا الأخير.
هو - ما الحياة إلا ظل يمشي، ممثل مسكين
يتبختر ويستشيط ساعته على المسرح،
ثم لا يسمعه أحد: إنها حكاية
أنا – ما الحياة إلا لوحة أعدّت سلفا , كل يوم تبتلع ألونها منّا عضوا .. شربت وجوهنا .. نزفنا كثيرا في أروقة فرشاتها .. الأخضر انفلات للروح والأزرق تحليق في الماحول واللازوردي أمنيات فاشلة والبنفسج قصائد لم تكتب بعد والأسود ابتلاع لشموع ميلادنا , كوّمنا جدران خيباتنا على آتٍ لن يأتي في لحظة تأجيل وحصولٍ لن يحصل وحدوثٍ لايحدث .. نحن كومة استفهاماتٍ فارغة.
هو- لا يسمعه أحد: إنها حكاية .. يحكيها معتوه، ملؤها الصخب والعنف،ولا تعنى أي شيء.
أنا – كل منعرجات الخيبة الرملية السافلة تنفجر في رأسه الأحمق , مدركا أن الفكرة بالونة قد نُفختْ بكلامٍ فاسد وعلّقت عند ناصية الصرخة الأخيرة فهو ألم مبكر وأنا وجعٌ أزلي .
#حيدر_مكي_الكناني (هاشتاغ)
Haider__Makki__Al-kinani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟