|
المرحلة المبكرة من حياة حكمت سليمان وبعض ملامح شخصيته وثقافته
سعد سوسه
الحوار المتمدن-العدد: 6282 - 2019 / 7 / 6 - 13:55
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
اعداد د . سعد سوسه . أن حكمت سليمان، ينتمي الى اسرة من المماليك الكولمند " وجمعها كوله : كلمة تركية تعني : اولئك العبيد سواء ً اكانوا سودا ً ام بيضا ً الذين ينحدرون من اصل شركسي "، ان جده الحاج طالب اغا " كلمة تركية الاصل تعني السيد او الموظف من الدرجة الوسطى قد يكون عسكريا ً او مدنيا ً في بيت عظيم الشأن " ، الكهية " اصطلاح فارسي مركب بمعنى صاحب الدار ، وقد تخفف الى كاهية ، وكخيا ، وكتخذدا ، ويراد به وظائف متعددة ومتنوعة اهمها ، مساعد الوالي ، ومعاونه ومدير مكتبه الخاص لمختلف الشؤون الادارية والعسكرية والمالية فهو بمثابة الوزير المالي" كرجي " نسبة الى كرجستان الاسم القديم لجمهورية جورجيا الحالية ، استولت عليها روسيا القيصرية سنة 1801 ، ومنها كان مماليك بغداد الذين عرفوا باسم الكولمند ، أي الاسراء والمماليك ، الاصل ، وان والده كان ، قسا ً مسيحيا ً ، كما تشير مصادر أخرى الى ان أسرته ، متحدرّة من ، أصل مملوكي [ كولمند ، وتؤكد الأمر نفسه ، مجموعة ثالثة من المصادر العربية والغربية ، اذ تذكر ، ان جده هو ، سليل أسرة من المماليك الكرج، المعروفة ، بجمال سكانها ، وشدة مراسهم ، وقوة شكيمتهم ، وان أصل الأسرة من ، قرية ( آجق باش ) أي ذوي الرؤوس المكشوفة ، ، القفقاسية ، المسيحية من اذربيجان وارمينيا تتألف قفقاسيا ، ، وقد اختطف الجد طفلا ً ، عندما كان ، يلعب ومعه داود باشا اخر حاكم مملوكي لبغداد ، تولى ولاية بغداد ولمدة اربعة عشر عاما ً ( 1816 – 1831 ) اتصف بالذكاء والشجاعة وكان مولعا ً بالعلوم والاداب ، فدرس ادب اللغة العربية والتركية والفارسية وعلوم الرياضيات والفقه الاسلامي ، واظهر حذقه في الامور السياسية والادارية ، تطلع للاستقلال عن اسطنبول لكنه فشل فارسل مخفورا ً الى الباب العالي الذي نال عفوه ، تبوء فيما بعد منصب مشيخة الحرم النبوي الشريف والتي انهى بها حياته في سنة 1850 ، ودفن في البقيع ، ومن غريب الصدف ان رفيقه في الاسر طالب اصبح كهية مساعدا ً له ، فيمن كان يختطف من الصبيان ، وبيع في سوق الرقيق ، فأشتراه الوالي ، سليمان باشا الكبير ، ( 1780 – 1802 ) والي بغداد ، ( 1780 – 1802 ) وهو كبقية المماليك من اصل جورجي ، ترقى عدة مناصب قبل ان يصبح واليا ً على بغداد ، حاول ان يستفيد من التطورات الخارجية في تدعيم سياسته تجاه العشائر العراقية الثائرة ضد الحكم العثماني فجيء به الى بغداد وتولى تربيته وسماه ( طالبا ً ) فنشأ مسلما ً ، وهذا ما يرجحه الباحث ، والأمر الذي يؤيد صحة الرواية الأخيرة ، هو ما ذهب اليه كل من، سليمان فائق ، ومير بصري ، فعندما كتب الاول ترجمة لحياة والده ، اكتفى بذكر اسمه فقط ،( الحاج طالب اغا ) ، ولم يعطِ معلومات أخرى عنه ، وهذا خلاف ، ما يذكره المترجمون لحياة الأشخاص وهو امرُ، لا يغفل عنه مؤرخ متنور مثل، سليمان فائق، والمعتقد انه اهملها لاعتبارات اجتماعية ، وفي رواية له ذهب مير بصري الى القول نقلا ً، عن ، خالد سليمان ، ( شقيق حكمت سليمان ) ، بأن والده ( سليمان فائق ) عندما كان يؤدي الشهادة امام القاضي سأله ، عن اسمه واسم ابيه ، ثم سأله عن جده فقال ، ( وما أدراني ، لقد كان كافرا ً ( كاور ) ) . نشأ وتربى الحاج طالب ، في بغداد بمعية سيده ، سليمان باشا الكبير ، الذي كان واليا ً على بغداد ، فتعلم القراءة والكتابة وتقلد مناصب عدة ، منها ، (ايج جوقدار ) كلمة تركية تعني : منصبا ً من مناصب السراي في خدمة الوالي ، و( مهردار ) مهردار : كلمة تركية تعني حامل خاتم الوالي ، ثم انتخب مأمورا ً، على المفاتيح وخاتم الوزير ، وكان هذا المنصب، يعد من المناصب، المهمة في ذلك العصر ، ثم وظيفة ( الخزنة دار ) الخزنة دار : هو مدير الخزينة او المالية وفي بعض الاحيان يقوم بحفظ اموال الاغنياء والمودوعات الثمينة وفي عهد الوالي داود باشا ( 1816 – 1831 ) ، تقلد الحاج طالب منصب، الكتخدا ، وهو ارفع منصب وصل اليه، وفي عام 1822 م ، انيطت به قيادة الجيش الذي ارسله الوالي داود باشا ، لمحاربة الإيرانيين على الحدود ، وقد بذل جهودا ً جبارة لاعادة تنظيم تلك القوة وتهيئتها للحرب ، مما اوجب تقدير وشكر الوالي له ، وفي عام 1831 ، توفي الحاج طالب بعد ، إصابته بمرض الطاعون ، عن عمر تجاوز الخمسين عاما ً، بعد ان ترك بعض الأعمال العمرانية شيّـد مسجدا ً صغيرا ً في محلة جديد حسن باشا خلف متصرفية لواء بغداد القديمة ، جدد عمارته حفيده حكمت سليمان سنة 1956 ، واتخذ من الطابق الثاني الذي اضافه للمسجد مجلس استقبال يستقبل فيه ، ايام خلوه من الوظائف بعض اصحابه، وقد دفن في هذا المسجد ، بالاضافة الى طالب ، ولده سليمان فائق وحفيده مراد ، الا ان تلك القبور اندرست بعد تغيير عمارة المسجد ، كما شيد الحاج طالب جسرا ً في ناحية ( مهروز ) ناحية كنعان حاليا ً على طريق بعقوبة – مندلي في محافظة ديالى حاليا ً ، ، واثنين من الأولاد ، هما محمد بك ، والمؤرخ والإداري سليمان فائق .
#سعد_سوسه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرحلة المبكرة من حياة حكمت سليمان
-
المؤثرات الفكرية في شخصية حكمت سليمان
-
دراسة حكمت سليمان وخدمته العسكرية . 1
-
نشاة حكمت سليمان
-
البحث عن الذات
-
رحيل ؟
-
كان لي
-
هي رحلت .... ق . ق .
-
موقفه من انقلاب 8 شباط 1963
-
خلافه مع عبد الكريم قاسم واستقالته
-
فؤاد عارف وزيراً في حكومة أحمد حسن البكر
-
فؤاد عارف دوره في بيان 11 آذار 1970
-
فؤاد عارف وزيرا للدولة
-
تعيينه نائباً لرئيس الوزراء
-
فؤاد عارف متصرفا للواء كربلاء
-
فؤاد عارف تأييده لثورة 14 تموز 1958
-
فؤاد عارف دراسته العسكرية ونشاطه العسكري حتى عام 1936ج 2
-
فؤاد عارف دراسته العسكرية ونشاطه العسكري حتى عام 1936 ج 1
-
فؤاد عارف نشأته ومنابع تكوينه الفكري
-
فؤاد عارف نسبه وأسرته
المزيد.....
-
تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم
...
-
روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
-
مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا
...
-
السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
-
بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
-
إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
-
السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
-
إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ
...
-
حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات
...
-
واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|