ايمان مصاروة
الحوار المتمدن-العدد: 6281 - 2019 / 7 / 5 - 10:55
المحور:
الادب والفن
سفر العودة
بقلم الشاعرة : ايمان مصاروة – فلسطين .
أؤَجِّلُ الرحيلَ إليكَ..
في خافقي أغنيةٌ للنرجسِ
لازالتْ تَلثِم الشَّمسُ قرطي
أَرتِّلُ بعضَ أسفارِ المسيح
وأهزُّ بجذع الليل
كي تَتساقطَ رطبُ اللقاءِ
أتيّمَمُ على ضفافِ عينيكَ
أكتحلُ بالمطرِ
أنظرُ في تواقيعِ الغيابْ
أرسمُ في القلبِ وشماً لآخرِ لقاء
وأقطفُ الصبحَ من وجنتيْكَ
قبلةُ البقاءِ
رحيقَ شوقٍ ونكهةَ اشتهاءْ
كيف أمضي..
بقلبٍ تَأجّلَ عُرسَه.. ألقوه في اليّمِ
لا تابوتَ يحميني من الغرقِ
لا شتاءْ ..
لا ساحلَ نجاةٍ في الأُفقِ
يمسَحُ دمعَ دمي ..
والريحُ تلفُّ قامتي بحجارةِ الخفاء
فرعونيةٌ أنوثةَ الشمسِ تسترخي عشتارُ في معطفي
وأنا..
اشتهاء الخصبْ
امرأة تتسعُ لشكلِ السماء
تُشرق نجمةُ صبح
تَتغنّى بوشاحِ الموت كيْ تولدَ الحياة
سيمفونيةَ الكحلِ ووجعي في أحداقِ الثكالى
أنا خنساء الحلمَ المصلوبِ على مرايا الانتظار
ألفُ صلاةٍ للشهداء ..
حلماً كان الماضي
إيزيسُ تصافحُ قاتِلَها بالعفوَ
يتجلّى الصفحُ على حاجبيْها قمرا
أيها الطوفانُ الكامنُ في أعماقي
لي منكَ لكلِّ حلمٍ أمنيتان
فارفِقْ بقلبٍ ينتظرُ عودةَ يمامةٍ
تحملُ غصنَ الحلمِ
يَتّقدُ الآن في جُرحي وهجَ الشوقَ
كَلَّ الموت وما كَلّت أحلامُ الشعراء
هاكِ قصيدتي..
حقائبُ مُدجّجةٌ بجنونِ جنازةٍ للتراب
تحملُ عودةَ روحٍ
قصصَ الذين تسكعوا عند بابِ الأرض
كلُ من في الجنازة شهداء
وقميصُ يوسفَ بَللّه نزيفُ الدّمِ في عشقي
كي يرتدَ لي حلمي
رغيفٌ للجائعين والفقراء
أيّ عشتار أنا ؟أي إيلياء !!
أسْتلُّ من زمن الحبِّ منفى
ومن غدي خرائطَ للزمنِ الفينيقي الغابر
كي يحيي كنعانُ الوجدِ
ليرسمَ بريشتي جسداً لطفلٍ على ثراه
يتنفسُ عبقاً من يبوس
فيمُدَّها شجنُ الشوارعِ ونزفُ الميعاد
معطراً من وشمها المخفي
كأبجديةٍ هاربةٍ في الأفق
عاريةٍ
من كلِّ أسبابِ الموت
تَنهشُ من لحمِ الخطيئةِ لغتي
وتغتسلُ حين يجلدها
البكاء..
يرتلُ على غفوتي نجماً
ولا يصلُ حدودَ نشيدي المنتظر
هو على كفي قصة يتلوها كسوف الخريف.
.
# سفر العودة
ايمان مصاروة
#ايمان_مصاروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟