|
لماذا لا يموت الحاكم المسلم ميتة طبيعية؟
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 6279 - 2019 / 7 / 3 - 22:58
المحور:
كتابات ساخرة
لماذا لا يموت الحاكم المسلم ميتة طبيعية؟ الرئيس المؤمن خليفة الديكتاتور المتأخون ناصر محمد أنور السادات، تدروش كغيره من خلفاء المسلمين وكان مثلهم عاشقاً للصلعمة خريجاً من دهاليز التأخون ذاكراً لربه ناسكاً متعبداً راكعا ساجداً تزين ذؤابة صلعته سيماء الإيمان والخشوع من كثرة الركوع ، لكنه ساذج وغر وجديد على الصنعة كما يقال، فقد كان، كغيره، قد تحالف معهم وقرّبهم منه وتودد لهم جدا بعدما أخرجهم من السجن ودعمهم ومكنهم من الدولة وأجهزتها ومن رقاب الشعب ودفعهم للواجهات وأفرد لهم وسائل الإعلام فكافؤوه وانقضوا عليه في ليلة ليلاء وافترسوه وزرعوا ٤٠ طلقة في جسده النحيل في حادث المنصة الشهير. كانت كافية لإرساله فورا لعند الحور والغلمان التي طالما حلم بها وتناول عشاءه المنتظر مع مؤسس سلالات الخلافة والحكم المؤبد المؤيد بمشيئة من السماء. وسر الأسرار، ورغم كل هذه القدسية والمكانة العالية التي يحظى بها الحاكم المتصلعم، فنادراً ما نجت رقبة أحدهم من مقصلة، أو مشنقة، أو ضرب عنقه، أو "دحش" ماسورة بمؤخرته كما حصل مع عميد الحكام العرب، وملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين كما كان يطلق على نفسه، ولم تفلح تمثيلية صدام حسين البايخة بحمل القرآن بأيامه الأخيرة من التضحية به في يوم النحر الأكبر، ومرسي خليفة الإخوان ومرشدهم سقط مغشياً عليه وهو مكبل بانتظار دق عنقه كغيره من الخلفاء المعصومين، كما لم ينج مؤسس الخلافة والإسلام السياسي هذا معاوية من مصير أسود حيث نبش قبره بعد عقود من موته وأما خلفاء بني عثمان فكانوا يفتتحون عهودهم الميمونة بمذبحة بالقصر بانتظار أن يذبحوا هم على باب نفس القصر.. هذا الدرس تكرر مع سلالات قريش وأمراء المؤمنين وعشرات الحكام وخلفاء الله المفوضين رقاب الرعية وأهل الذمة والمشركين الكفار والعياذ بالربة عشتار وعبر طول وعرض تاريخ قريش المدمّى المليء بالدسائس والمؤامرات والانقلابات والاغتيالات السياسية والعبـِق برائحة الدم والشهوات والثارات والأحقاد فنادرا ما حدث انتقال سلمي وسلس وتداول ديمقراطي للحكم من يوم يومها لقريش مذ تأسيس نظام السيف والاستنظاق القسري للشهادة وحسام الرحمن مسلط فوق الرقاب نظام القتل الجماعي والدخول أفواجاً وقطعاناً والإقرار بكل الفظائع والإرث الملوث بالدم والغدر والمكر وطعن الخناجر بالظهر والسحل بالوحل... لقد صارت سنة ونهجا وطريقة صعود سياسي ولم تعد تعرف هذه الشعوب أي نمط من التغيير السياسي الشرعي وصارت لاشرعية الحكام والأنظمة هي الشرعية الوحيدة المعمول بها وصار كل من يخالف هذه السنة والشرعية معارضاً سياسياً بدرجة كافر ومرتد أثيم وجب قتله و"شحطه" وجرّه للزنازين بالليل البهيم على سنة الأولياء الصالحين من السادة الأولين حيث قضى ثلاثة من الخلفاء الراشدين (انتبهوا الراشدين وليسوا الضالين والمفسدين بالأرض كغيرهم) غدراً وغيلة وقتلاً وسحلاً على يد أتباعهم ورعيتهم من المؤمنين التابعين بإحسان ليوم الدين...... وهكذا ارتبطت تاريخياً المعارضة بالردة الدينية والكفر لأن هذا الحاكم المرسل من السماء والمفوض رقاب العباد هو ممثل الله على هذه الأرض والذي قال في محكم كتابه العزيز: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، (النساء 59)، فالله غير مدرك ولا محسوساً وأما محمداً فقد مات ولم تبق السلطة المطلقة وشؤون الدنيا إلا لأولي الأمر ما غيرهم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، حيث احتلوا المرتبة الثالثة بعد الله ورسوله في التبجيل والاحترام والدعاء بالصلوات...واليوم نادراً ما تمر صلاة أو مناسبة وخطبة عيد دون أن يذكر فيه اسم الله، عفوا اسم خلفاء الله.. إن معارضة الحكام المسلمين تعني الخروج على شرع الله، وعلى القرآن، وعلى الأحكام التي أفنى المفسرون والفقهاء أعمارهم الطويلة وهم يستنبطونها لتشريع سلطة الخليفة الذي آلت إليه أمور الرعية، ومن هنا هذا التشديد على "المادة الثانية" في الدساتير القرشية وعلى أهمية استلهام أحكامها وتطبيقها على الشعوب في الألفية الثالثة بعدما ظهرت ولمعت الفكرة في يثرب في القرن السابع الميلادي. منذ أشهر قليلة، وقبل وفاة جورج بوش الأب بطل عاصفة الصحراء وتحالف حفر الباطن، كان هناك ستة رؤساء أمريكيون "نصارى ومشركون"، والعياذ بعشتار، على قيد الحياة ينعمون بحياتهم وبتقاعدهم ويتمتعون بما تبقى لهم من أيام في هذه الحياة وهم كارتر، وكلينتون، وجورج بوش الابن، وأوباما، وسادسهم دونالد طرامب، فيما لم يمكن العثور على أي رئيس عربي سابق على قيد الحياة باستثناء زين الهاربين بن علي "المتواري" كأي مجرم جنائي عن الأنظار... إمام الملحدين سيدهم ماركس تغمده باخوس وهبل بواسع رحمته يقول من لا يقرأ التاريخ جيدا عليه أن يعيشه مرة أخرى وأما رأي الأعاريب بهكذا قضايا فهناك قول منسوب للخليفة الرابع المقتول بطعنة من الخلف بصلاة الفجر: ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار... تكبيررررر يا .......ررررر
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في تفنيد -العلوية السياسية-
-
ماوراء مازوشية المرأة المسلمة؟
-
فشل وفضيحة أخرى لوزارة التربية
-
مأساة لاواديسا*:
-
لماذا يريدون تحرير بيت هامقداش؟
-
هل أنت مجنون؟
-
خرافة الوحدة العربية وكذبة الوطن العربي الكبير: رسالة إلى ال
...
-
زعران حماس وصهاينة المقاومة بين الأمس واليوم؟
-
حماس بسوريا: وكأنك يا بو زيد ما غزيت :
-
في جذور وأسباب تفكك وانهيار والسقوط الجماعي للدول القومية:
-
تعلموا دروسا بالوطنية والمقاومة:
-
سواكن: القشة التي قصمت ظهر البشير
-
مواصفات مسؤول زعرانستان
-
ضرورة حظر وتجريم حزب البعث (حزب قريش)طبقا للدستور السوري
-
من قصص البعثستان
-
طرامب: قانون تاريخي شجاع
-
السيد وزير الداخلية السوري المحترم: بلاغ رسمي بذكرى تأسيس حز
...
-
قريش: مجزرة العقل
-
بنو أمية مدرسة متقدمة بالماكيافيللية:
-
من هو المفتري الباغي المعتدي الظالم بنو عربون أم بنو صهيون؟
المزيد.....
-
مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي
...
-
السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم
...
-
إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال
...
-
اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
-
عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
-
موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن
...
-
زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
-
أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي
...
-
الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
-
عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|