عائشة التاج
الحوار المتمدن-العدد: 6278 - 2019 / 7 / 2 - 22:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاستبداد لا يتموقع فقط في أعلى الهرم ,
الاستبداد معطى سياسي و ثقافي يتخلل النسيج المجتمعي عبر مختلف السلط المتداخلة ,
الاستبداد نزوع مهووس نحو الاحتكار المادي والمعنوي ,,,,,,
عندما نسائل مختلف تنظيماتنا الرسمية وشبه الرسمية سوف نجد الاستبداد يتربع على عروش تبث رصاصات الإقصاء والتهميش و التقزيم وتفرض ولاءات سخيفة تقزم إنسانية الإنسان وإبداع الإنسان ,,,,
يوجد الاستبداد في بيوتنا ،من طرف الرجل ضد المرأة أو من طرف المرأة المتسلطة ضد الرجل والأبناء
يوجد الاستبداد في الحزب والنقابة والجمعية ,,,,
يوجد الاستبداد في المسجد والمدرسة والمقاولة ,,,
يوجد الاستبداد حيثما وجدت علاقات تعتمد القوة والنفوذ والجاه والمناورات الخسيسة للحفاظ عليها وإقصاء الآخرين ,,,,الأكثر كفاءة وعطاء ,
نحن متخلفون ليس فقط لأنه يحكمنا حكام مستبدون ولكن أيضا لأننا نعيد إنتاج نفس العلاقات عبر مختلف علاقاتنا وتفاعلاتنا ولا يفلت من ذلك إلا القليل القليل من الحالمين الموجودين على هامش كل هذه المتظومات ,,,,,الخربانة أ, سواء ضمنها أو خارجها ,,,
نحن متخلفون لأن زعماءنا وزعيماتنا الكبار والصغار يمتصون قدراتنا ليظهروا هم كأفراد منفوخة بمجهودات الآخرين الذين تم رميهم على الهامش بعد أن استعملوا كمطية أو قنطرة لبلوغ مجد أجوف .
نحن متخلفون لأننا منخورون بمرض الزعامات الجوفاء
،بمرض الولاء الأعمى والطاعة المنبطحة كما تصوغها السلفية المتجددة عبر الأزمان
نحن جمبعنا مسؤولون عن تخلفنا لأننا أنانيون حد الورم ,,,,ولانفكر بمنطق الآخر إلا عنما تمليه علينا الحاجة هنا والآن ,,,
نحن متخلفون لأن أغلب "زعمائما "هم تجار "دين أو تجار ملفات ساخنة ،تجار البؤس المجتمعي وتجار الأوهام ,
وإلى أن نستعيد ترسانة القيم التي أفلتت منا ،في غفلة منا ,,,,,,فلنحارب الاستبداد الناعم والكامن بيننا لعلنا نتوفق في محاربة الاستبداد الأكبر ,
نحن نرمي "حكامنا ومسؤولينا بكل التهم مثلما نرمي على الشيطان كل ذنوبنا وأوزارنا كهروب من نصيبنا من المسؤولية ,
الخضوع والطاعة والولاء الأعمى والانسحاب واللامبالاة والأنانية واللهاث وراء الريع السخيف وكل الاستراتيجيات الفردية للخلاص من الأوضاع المشينة هي مشاركة فعالة في إنتاج الاستبداد بأنواعه والتخلف والتقهقر
كلنا مسؤولون إلى أن .........
عائشة التاج
#عائشة_التاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟