أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إياد الغفري - الإلحاد القويم















المزيد.....


الإلحاد القويم


إياد الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 6278 - 2019 / 7 / 2 - 19:27
المحور: كتابات ساخرة
    


قرابة نصف قرن من الزمان مر وأنا أبحث عن فكرة الخالق, البحث سيستمر إلى أن أُسَلِّم الملعقة.
بالألمانية يقال عندما يدرك أحدهم الأجل، بأنه قد سلم ملعقته،
Er hat den Löffel abgegeben
وحسب شرح قرأته في مكان ما فإن الملعقة كانت السلاح الفردي للمواطن الأوربي في العصور الوسطى، فكان واحدهم يحملها معا في حله وترحاله كما يحمل واحدنا موبايله اليوم، أو كما كان أخوتنا في الوطن من أهل الساحل والقلمون وبني معروف أيام الخدمة الإجبارية يحملون معهم مصاصة المتة.
تصنيع الملعقة في العصور الوسطى لم يكن بالأمر السهل، فكان يتم توارثها من جيل لجيل... لذلك كانت صيغة الموت ترتبط بانتقال ملكية الملعقة للجيل الجديد.
طبعاً لغة الخاء السمحاء "الألمانية" فيها العديد من العبارات التي تصف الرحلة الأخيرة بشكل شاعري كقولنا بأن أحدهم يرى البطاطا من الأسفل... ولكن هذا ليس موضوعنا اليوم.

***
البحث عن الخالق هو بحث عقيم، فالأديان التي ابتكرناها لم تتطلب منا المعرفة أو العلم بالشيء، بل تطلبت الإيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر والقضاء خيره وشره... مع التحفظ على الترتيب....
الإيمان هو عكس المعرفة ونقيضها الأزلي، وهو السبب الرئيس للعداء التاريخي بين أعضاء تجمعات الكائن العاقل "الهوموسابيان" من حروب العهد القديم مروراً بالفتوحات الإسلامية وحروب الردة والحروب الصليبية وصولاً للصراع السني الشيعي اليوم.
بالمناسبة أنا أتحفظ على تسمية الهوموسابيان أيضاً...
- أي هس أخت ها الصباحية... أتحفظ وأتحفظ... مو ناقص غير تحتفظ بحق الرد.
- له.. له.... أشو شايفني ترامب ولا وليد المعلم؟
- لكان شو ها التحفظات من إست الصبح.
- أولاً صرنا بعد الظهر، ثانياً تسمية الإنسان العاقل يجب استبدالها بالإنسان المؤمن، حيث أن العقل يتم تحييده وإلغاء دوره عند الإيمان بالكائنات الخرافية.
- قصدك الله جل جلاله يا فاسق؟
- مبدئياً ملائكته والجن والعفاريت.
- بس هدول مذكورين بالقرآن... وبعدين في عشرات رسائل الدكتوراه من جامعات معترف فيها بأرقى جامعات العالم عن دور الجن والعفاريت والشيطان... يكفيك البحث عن "رسائل علمية في الملائكة والجن" لتعلم أن الموضوع علمي بحت...
- اللهم لا اعتراض.
***

الإلحاد الذي ابتلاني الله به منبعه البحث المستمر عن الحقيقة، كان لدي نظرية عن فكرة المهدي المنتظر والمسيح المنتظر والدجال على أنها ميكانيكيات للحفاظ على السلامة الجسدية للرسل مرحلياً، ومستقبلياً للحفاظ على سلامة الفكر الديني من التفكك.... تقنيات تم وضعها من قبل الأنبياء لمنع أي ردة مستقبلية.
قال الرسول الكريم:
افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. وفي بعض الروايات: هي الجماعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.


***
كنت أتخيل أن يأتي المهدي المنتظر يوماً، أو المسيح إلى الوجود... أو ربما رب العزة يظهر بيننا فيقول إنه الحق، طبعاً سنطالبه بصنع الخوارق والمعجزات لتطمأن قلوبنا... وسيقوم بها:
• سينقل جبل قاسيون إلى ضواحي دوسلدورف وسنصطحب الصبايا بسياراتنا إلى آخر الخط لغايات في نفوسنا، وللتعويض عن مراهقة محرومة.
• ستشرق الشمس من الغرب.
• سيقتنع غالبية المفسبكون السوريون بأن مواهبهم محدودة "بما فيهم الداعي"
• سيتوقف أعضاء الائتلاف السوري المعارض وموظفو منظمات المجتمع المدني عن تسمية أنفسهم بالثوار.
• سيتم مسح كافة صور أبونا باولو، والساروت، وفدوى، وسميرة من بروفايلات عجيان الثورة في أوربا.


نتوقع أن هذه المستحيلات ستقنع المؤمنين بأن الفاعل هو الحق الصمد....
لكن هيهات... سيصرح البابا بأن الأنتي كريست أو المسيح الدجال قد أتى، وكذلك لن يصدقه الحاخامات الذين لم يصدقوا سابقاً رواية ابن مريم عليه السلام بأنه المسيح... بينما ستبدأ دواوين الإفتاء السنية والشيعية بتفنيد أوجه التشابه بين الحق الذي نقل الجبال الراسيات وبين دجال آخر الزمان... الأعور الملعون...
من بين ال 216 فرقة التي انقسمت عليها الديانات الإبراهيمية سيتم إنكار المعجزات من كافة الفرق بسبب من ميكانيكية الأمان التي اعتمدها الفكر الديني ولن يصدق القادم الجديد أحد.
إلا......
الإخوة الملاحدة من أمثالنا، فهم لا يؤمنون بكافة الأديان... لذلك هم معصومون عن التأثر بميكانيكية الأمان هذه... سيحاول واحدنا تبرير شروق الشمس من الغرب علمياً بظاهرة كونية عكست اتجاه دوران الأرض، لكن نقل جبل قاسيون ببائعي الجانرك واللوز المحمص باهظ الثمن، وبسطات البيرة التي تنافس أسعارها بارات الشيراتون.... لوسط ألمانيا ....؟
هذا سيلجم أفواهنا عن قول أي شيء إلا:
لا إله إلا الله... اللهم إني قد أمنت... اللهم فاشهد.

يبدو أن الفرقة الناجية التي تحدث عنها الرسول الكريم هم الملاحدة.... وسيدخل السنة والشيعة والكثالكة والسامرائيين إلى سقر وبئس المصير.

***

عتبي على الملاحدة يتزايد بين الفينة والأخرى، أعدت قبل أيام قراءة "وداعاً أيتها السماء" لحامد عبد الصمد... فوجدتها من أكثر الأعمال إساءة للفكر الإلحادي.
قد تكون الرواية سيرة ذاتية، لا اعتراض... وقد يكون الكاتب قد قرر أن يتكسب من الغرب اللعين بأن قدم له الصورة النمطية التي يرغب بها... فيكون حامد عبد الصمد قد اكتشف الوصفة السحرية لتحويل الكلام إلى أوراق بنكنوت... كما فعل سابقاً رفيق شامي، باختلاف بسيط هو الموضوع وإجادة اللغة الألمانية، حيث أن حامد عبد الصمد مجيد لها بشكل مذهل... بينما رفيق شامي مستواه لا يوازي B2.
في أي منتدى لنقاش الأديان يتم اتهام الملحد بأنه عانى من حالة اغتصاب في طفولته... أو بأنه مختل عقلياً... أو بأنه مهووس جنسياً.... عقد أوديب ونكاح المحارم ونكاح اليد... مئات من التهم الجاهزة والمعلبة يتم رمي الملحد بها.... لا اعتراض... حق شرعي للمدافعين عن دينهم أن يستعملوا كافة الوسائل القذرة... بما فيها الخوض في أعراضنا...

لكن رواية حامد عبد الصمد الأولى تضمنت تقريباً كافة التهم التي يرمى الملحد بها...
فالملحد هو خول، تم الاعتداء عليه جنسياً في سن الرابعة، وثانية وهو الصفوف الأولى من المدرسة حيث تعاطاه كافة رفاق الدراسة باستثناء واحد بين القبور.... وقام أو كاد أن يغتصب أحد أقاربه الأطفال ليؤكد لنفسه بأنه ليس خولاً....
هو شخص معنف ضرب بالسياط جل حياته، وهو سادي تلذذ بضب زميله بالحزام أكثر من مائة وخمسين جلدة....
هو إنسان وصولي يستغل النساء للوصول إلى مآربه كما فعل بطل رواية "حامد" المدعو "راشد" مع من تزوجته فكان ينتظر غيابها عن المنزل ليعاشر العاهرات، هو نزق عنيف يتهجم بالضرب المبرح على الأنثى الضعيفة والوحيدة التي أحبته لشخصه بكافة تناقضاته، الملحد شخص قضى على الأقل بضع شهور من عمره في مصح للأمراض النفسية، وهو مواظب على تعاطي العقاقير النفسية.
لا أعلم إن كان هناك كتاب يسيء للملحدين أكثر من هذه الرواية.
***
برنامج حامد عبد الصمد على اليوتيوب صندوق الإسلام، هو سرد يقوم به كمذيع لأفكار إلحادية يمكن القول عنها بأفضل الأحوال، أن أحدثها قد أكل عليه الدهر وشرب....
لم أجد فكرة واحدة جديدة في البرنامج، بل هو شكل شبيه بإعادة إنتاج برنامج العلم والإيمان للدكتور مصطفى محمود لكن بثيمة جديدة هي نقد الأديان...
لا اعتراض على برامج كهذه إن بقي تقييمها على أنها حلقات تثقيفية للنشء الجديد،
لكن يجب قبل أن ننزع عنها صفة الفكر... أن يقتنع معدها بأنها تجميع للكلام مما قيل في نقد الفكر الديني قبل أن يتم اغتصابه للمرة الأولى بقرون مديدة.


- كلو من غيرتك منو
- اللهم لا اعتراض
- ما بيقدي أنو المخابرات الألمانية حطت ناس تمشي وراه لحمايته... حيث أن حياته مهددة.
- مو بس هو... الصوحوفي تبع الدويرة وسيم زكور الكريمينال عم يحميه... والناشطة جود خايفة عا حالها الله يحميها وعم ترفع دعاوي عا العالم...
- هذا كلو حسد لأنك مو قادر تعمل مثله
- صحيح يا باطن، حسد وضيقة عين.

أن يقوم شخص باستثمار قصة حياته ليحصل على دخل مادي منها، هو أمر يثير الإعجاب والحسد... لكن أن يسوق لنفسه على أنه هيغل، فهذا أمر لا يمكن السكوت عنه، لذا توجب التنويه.




وأستغفر الله لإخوتنا الملاحدة عما تم رميهم به.... ولكل من حاد عن سبيل الإلحاد القويم فاعتبر نقد الأديان مدخلاً لاختبار السيد المسيح أو للارتزاق.... اللهم إن الإلحاد القويم بريء من كل هذا... ألا إني قد بلغت... اللهم فاشهد.


الشيخ إياد بن مصباح بن شريف بن أحمد بن صالح آل الغفري – جزر الواق واق المتحدة

02 تموز 2019



#إياد_الغفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبل المشتى والمراهقة
- العصفرة
- إدلب
- رامي مخلوف
- هوموسابيانات
- فراس السواح ومقصلة الثورة السورية
- تشابه أسماء
- السبعة وذمتها
- كلمات عن رجال تحت الشمس
- الماريشال
- قولوا والله
- دمشق - باريس - دمشق
- مطولة تشرينية
- صف حكي
- من الفرات إلى النيل خواطر عن دولة إسرائيل الكبرى
- الحوار المتمدن
- الظريف والشهم والطماع
- الثورة العاقلة
- الإدمان
- رسائل إلى سميرة (1823)


المزيد.....




- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إياد الغفري - الإلحاد القويم