أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد فواز - قلب نظام الحكم















المزيد.....

قلب نظام الحكم


عماد فواز

الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 11:29
المحور: كتابات ساخرة
    


سيطرت علي عقلي ولمدة سنوات ماضية فكرة رفض الحاكم، فتأملت كثيرا جريمة قلب نظام الحكم، تلك الجريمة التي إذا فشلت أودت بصاحبها إلي حكم الإعدام ،وإذا نجحت أصبح رئيسا أو ملكا بناء على تلك الجريمة!!.
قرأت كثيرا في تاريخنا العربي عن تداول السلطة وعن كرسي العرش، وبعد طول قراءه وبحث ،توقفت ،وفزعت ، وكرهت وطني العربي ومن يحكموننا بالدم والنار، وقررت أن لا أشارك في أكل لحوم أهلي وجيراني ، ونسيت تماما كل ما قرأته عن (قلب نظام الحكم)، ومن جلسوا علي كراسي الحكم في وطننا العربي ،وعن دراكولا السلطان في شتي البلدان.
إن التخطيط لقلب نظام الحكم هو فعل ناتج عن عدم إتاحة الفرصة للشعب أو لفئة منة الحق في الاختيار أو حتى التفكير في ذلك ومن هنا ولد الاتهام.. أما في الأنظمة الديمقراطية والمتمثلة في أوروبا وأمريكا، فإن مثل هذا الاتهام الساذج غير موجود، والسبب أن الشعب هو صاحب الاختيار وان لم يرضى عن الحاكم ففي يده التغيير، ومن حقه التفكير في تغييره وبطرق سلمية وبالتالي فهو (ليس مثلنا) وغير مضطر لقلب نظام الحكم.
إن تاريخنا العربي ملئ بالصراع علي الحكم ، وقد شهد القرن الماضي حلقات مرعبة من مسلسل الصراع علي كراسي الحكم ،قتل الابن أباه ،وقتل الأب ابنه،وقتل الشقيق شقيقة من أجل السلطة،ففي تاريخنا العربي وعلى مدار قرن كامل وقعت 41 عملية انقلاب بين سلمى ودموي،و15 عملية اغتيال و13اجبار على الاستقالة ،وإقصاء من الحكم للجنون ،وآخر لتولى الابن محل الأخ،وواحدة وراثة جمهورية،وأربعة للوفاة الطبيعية.
لقد تحول الحاكم العربي كما رآه (الشاعر الكبير نزار قباني) إلى سياف وصل إلى الحكم بالدم ،وبالدم يحاول الإبقاء عليه حتى لا يصل غيرة إلية وبالطريقة نفسها، ومن هنا يولد اعنف وأفظع الدكتاتوريات.
فيقول نزار قباني في قصيدته ( السيرة الذاتية لسياف عربي):
1
أيها الناس:
لقد أصبحت سلطانا عليكم
فاكسروا أصنامكم بعد ضلال ، واعبدوني...
إنني لا أتجلى دائما..
فاجلسوا فوق رصيف الصبر، حتى تبصروني
اتركوا أطفالكم من غير خبز
واتركوا نسوانكم من غير بعل .. واتبعوني
احمدوا الله على نعمته
فلقد أرسلني كي أكتب التاريخ،
والتاريخ لا يكتب دوني
إنني يوسف في الحسن
ولم يخلق الخالق شعرا ذهبيا مثل شعري
وجبينا نبويا كجبيني
وعيوني غابة من شجر الزيتون واللوز
فصلوا دائما كي يحفظ الله عيوني
أيها الناس:
أنا مجنون ليلى
فابعثوا زوجاتكم يحملن منى..
واعبثوا أزواجكم كي يشكروني
شرف أن تأكلوا حنطة جسمي
شرف أن تقطفوا لوزي وتيني
شرف أن تشبهوني..
فأنا حادثة ما حدثت
منذ آلاف القرون..
2
أيها الناس:
أنا الأول وال أعدل،
والأجمل من بين جميع الحاكمين
وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين
وأنا مخترع المشنقة الأولى، وخير المرسلين..
كلما فكرت أن أعتزل السلطة، ينهاني ضميري
من ترى يحكم بعدى هؤلاء الطيبين؟
من سيشفى بعدى الأعرج، والأبرص، والأعمى..
ومن يحيى عظام الميتين؟
من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر؟
من ترى يرسل للناس المطر؟
من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟
من ترى يصلبهم فوق الشجر؟
من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟
ويموتوا كالبقر؟
كلما فكرت أن أتركهم
فاضت دموعي كغمامة..
وتوكلت على لا الله ...
وقررت أن أركب الشعب..
من الآن.. إلى يوم ألقيامه..
3
أيها الناس:
أنا أملككم
كما أملك خيلى .. وعبيدي
وأنا أمشى عليكم مثلما أمشى على سجاد قصري
فاسجدوا لي في قيامي
واسجدوا لي في قعودي
أولم أعثر عليكم ذات يوم
بين أوراق جدودي ؟؟
حاذروا أن تقروا أي كتاب
فأنا أقرأ عنكم..
حاذروا أن تكتبوا أي خطاب
فأنا أكتب عنكم..
حاذروا أن تسمعوا فيروز بالسر
فإني بنواياكم عليم
حاذروا أن تدخلوا القبر بلا إذني
فهذا عندنا إثم عظيم
والزموا الصمت، إذا كلمتكم
فكلامي هو قرآن كريم..
4
أيها الناس:
أنا مهديكم ، فانتظروني
ودمى ينبض في قلب الدوالي، فاشربونى
أوقفوا كل الأناشيد التي ينشدها الأطفال
في حب الوطن
فأنا صرت الوطنه.
إنني الواحد، والخالد ما بين جميع الكائنات
وأنا المخزون في ذاكرة التفاح، والناي،
وزرق الأغنيات
ارفعوا فوق الميادين تصاويرى
وغطوني بغيم الكلمات
واخطبوا لي أصغر الزوجات سناً..
فأنا لست أشيخ..
جسدي ليس يشيخ..
وسجوني لا تشيخ..
وجهاز القمع في مملكتي ليس يشيخ..
أيها الناس:
أنا الحجاج إن أنزع قناعي تعرفوني
وأنا جنكيز خان جئتكم..
بحرابي .. وكلابي.. سوجونى
لا تضيقوا - أيها الناس - ببطشي
فأنا أقتل كي لاتقتلونى....
وأنا أشنق كي لا تشنقوني..
وأنا أدفنكم في ذلك القبر الجماعي
لكيلا تدفونى..
5
أيها الناس :
اشتروا لي صحفا تكتب عنى
إنها معروضة مثل البغايا في الشوارع
اشتروا لي ورقا أخضر مصقولاً كأشعاب الربيع
ومدادا .. ومطابع
كل شيء يشترى في عصرنا .. حتى الأصابع..
اشتروا فاكهة الفكر .. وخلوها أمامي
واطبخوا لي شاعرا،
واجعلوه، بين أطباق طعامي..
أنا أمي.. وعندي عقدة مما يقول الشعراء
فاشتروا لي شعراء يتغنون بحسنى..
واجعلوني نجم كل الأغلفة
فنجوم الرقص والمسرح ليسوا أبدا أجمل منى
فأنا، بالعملة الصعبة، أشرى ما أريد
أشترى ديوان بشار بن برد
وشفاه المتنبي، وأناشيد لبيد..
فالملايين التي في بيت مال المسلمين
هي ميراث قديم لأبى
فخذوا من ذهبي
واكتبوا في أمهات الكتب
أن عصري عصر هارون الرشيد...
6
يا جماهير بلادي:
يا جماهير العشوب العربية
إنني روح نقى جاء كي يغسلكم من غبار الجاهلية
سجلوا صوتي على أشرطة
إن صوتي أخضر الإيقاع كالنافورة الأندلسية
صوروني باسما مثل الجو كندا
ووديعا مثل وجه المدلية
صوروني...
وأنا أفترس الشعر بأسناني..
وأمتص دماء الأبجدية
صوروني
بوقاري وجلالي،
وعصاي العسكرية
صوروني..
عندما أصطاد وعلا أو غزالا
صوروني..
عندما أحملكم فوق أكتافي لدار الأبدية
يا جماهير العشوب العربية...
7
أيها الناس:
أنا المسئول عن أحلامكم إذ تحلمون..
وأنا المسئول عن كل رغيف تأكلون
وعن العشر الذي - من خلف ظهري - تقرأ ون
فجهاز الأمن في قصري يوافيني
بأخبار العصافير .. وأخبار السنابل
ويوافيني بما يحدث في بطن الحوامل
أيها الناس: أنا سجانكم
وأنا مسجونكم.. فلتعذروني
إنني المنفى في داخل قصري
لا أرى شمسا، ولا نجما، ولا زهرة دلى
منذ أن جئت إلى السلطة طفلا
ورجال السيرك يلتفون حولي
واحد ينفخ ناياً..
واحد يضرب طبلا
واحد يمسح جوخاً .. واحد يمسح نعلا..
منذ أن جئت إلى السلطة طفلا..
لم يقل لي مستشار القصر (كلا)
لم يقل لي وزرائي أبدا لفظة (كلا)
لم يقل لي سفرائي أبدا في الوجه (كلا)
لم تقل إحدى نسائي في سرير الحب (كلا)
إنهم قد علموني أن أرى نفسي إلها
وأرى الشعب من الشرفة رملا..
فاعذروني إن تحولت لهولاكو جديد
أنا لم أقتل لوجه القتل يوما..
إنما أقتلكم .. كي أتسلى..!!!.

وبعدما قرأت هذه القصيدة ضحكت من نفسي ومن كل المتنازعين علي العروش، وتذكرت رباعية شعرية باللغة المصرية العامية كتبها صديقي الشاعر الرقيق (صلاح عبد الله) قال فيها:
طول عمري أشرف من السلطان
مهما الرياح عنده بترسي.....
يجبرني إني أعبد إنسان.......؟
طيب هوة ليه يعبد كرسي....!!.



#عماد_فواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمن الدولة تقتل المعتقلين بالأمراض داخل السجون !
- عزرائيل الطريق الوحيد لتداول السلطة في تاريخ الوطن العربي
- قراءة فى دفتر وزارة الداخلية ومختليها العقليين
- كل شبر في أرض مصر صالح للزراعة .
- قراءة في احتجاجات عمال مصر
- التعذيب والموت والانتحار في سجون وادي النطرون
- مؤامرات النظام المصري لتدمير المجالس القومية المتخصصة


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد فواز - قلب نظام الحكم