أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - الدين للحياة و ليس شأنا فرديا و شخصيا ..














المزيد.....

الدين للحياة و ليس شأنا فرديا و شخصيا ..


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6277 - 2019 / 7 / 1 - 10:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين للحياة ..القران للحياة بكل مفاصلها الحيوية..."قل ان صلاتي ونسكي و محياي و مماتي لله رب المعالمين..." - قران مجيد - و ليس دينا للأموات ..

و لا قرانا أيضا للرقية و قراءة سورة يسن على الأموات أو للشفاء و انتزاع الجن و المعالجة من المس و اداء الشعائر المعلومة...

الدين ملهم لكل مفاصل الحياة..

الدين شرعة و منهاج...

فيه أخلاق التعايش و أخلاق إدارة الحكم و سياسة الناس و نواظم القراءة و التعليم ..

و عنصر بنيوي تكويني في الهوية و محدد أساسي للإطار القيمي ..

و لون من ألوان الطيف الذي نرى به الحياة و الوجود و الانسان..

و القران ليس للزينة في مكتبات و مساجد الناس و للتلاوة و التويد و التغني فحسب بل للتدبر و للتعبد و للحياة...

فلا حياة يعبث فيها رأس المال عبثا يستلب الحرية و يزيف الأخلاق و يرهن الإنسان و يستبيح الأخلاق بحرية لا ترى بأفق الأخلاق ...

حرية زواج المثليين و الإباحيات الغارقة في وحل الشهوات..

اقترح علي كل من يواجه إشكال النموذج و موضوع العلمنة توسيع القراءات إلى أفق أكثر رحابة و سعة أن يقرأ بالتوازي كتب طه عبد الرحن و المسيري على تباينهما و غيرهم كثير و سوف أقوم بنشر بعضها لاحقا..

الدين ليس مسألة شخصية بل كونية و حضارية و عالمية و إنسانية فهو خطاب للناس و خطاب يلهم و يحدد العلاقة بين الله و الإنسان و الكون..

الدين فلسفة و رؤية و مصدر تشريع و ملهم قيم و نمط و أسلوب حياة و نموذج تعبد رحب و دستور عيش...

و لذلك فهو يقول لا للثيوقراطية لكن لا للدين للعبادة المعروفة فقط و للروحانيات الشخصية و الفردية و لا للعلمانية المخاتلة و المعادية للدين و القيم..

الدين إنفصال و تمفصل مع الحياة و الشأن الحياتي..

الإستخلاف وحده كمقولة بنيوية في المعرفة و الفكرانية و الأدلوجة و التصور الديني تبطل مقولة الفصل ...

إعمار الأرض يتحقق من خلال مهمة الإستخلاف يجعلنا نتزحزح بالتبعية من مقولة العلمنة و الفصل إلى مقولة الدين للحياة...

العقل بأفق الأخلاق و الدين...الدين بنواظم العقل و الأخلاق...

كل فصل و قطع مروق للحياة من الدين و مروق للعقل من الأخلاق و هو كما سماها طه عبد الرحمن بؤس الدهرانية و شرودها..

يكون مفيدا أن نتحرر من استقطابات النظر و نمذجة الحلول بشفرة الاخر و كبواته و قوماته و إشكالاته ..

نزحزحها كخلاصات نهائية لبؤسنا و تورطنا و ضعفنا و بشفرة النموذج اللاتيني العلماني المادي المارق من الدين نحو حرية حيوانية شرودا من الأخلاق و الروح...

ما نعيشه ليس بسبب الدين أبدا..الدين ليس أفيون الشعوب..بل الإنسان هو أفيون الانسان و المال الفاسد أفيون الشعوب..

إصلاح الإنسان بالدين إن لم يكن موفقا فليس العيب في الدين...

تماما كما يقول الماركسيون بأن فشل النموذج الشيوعي و الماركسي و اليساري ليس بسبب خلل في الفكرانية و المذهب و الفلسفة بل بسبب التطبيقات و البيروقراطية التي جعلت النموذج و اليوطوبيا تخفق...

كذلك ليس العيب في الدين بل في فهومه و تمثلاته و محاولة تطبيقاته...

لم هكذا نرمي بتلابينا و مشكلاتنا على الدين و نعطل انتصار الحق لحريته و استقلاله من كل تنميط لاتيني مارق من الدين نستعير حلوله منه ...

لم يخرج ادم من الجنة فقط بسبب التفاحة بل من أجل سننية العيش و الإبتلاء بتداعيات الحياة و مختلف حادثاتها ليتعلم ان استبطان العنف مبدأ ديني" لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين " - قران -

و ليجعل من القصاص شرعة في الحياة و ليبلونا أينا أحسن عملا و ليجعل النموذج في الحكم شورى بيننا ..
و ليجعل الربا القائم على الغبن محرما و ليجعل لا ضرر و لا ضرار ..

و حفظ النفس و العقل (تحريم المخدرات و الخمر و كل ما يذهب و يفسد العقلمن ارتباط ادماني بمختاف المؤثرات ) ...

و حفظ المال حتى لا يكون مكنوزا و من صيانته من أن يخدم الطغيان و حتى لا يكون دولة بين الأغنياء وحتى يكون البيعان بالخيار ما لم يفترقا ..

و حفظ النسل من الزنا و اختلاط الأنساب و وضع حد لجشع الغرائز و انهمامها الفظيع و احتباسها في حضرة الليبيدو الحيواني و شطط النوع الانساني على بعضه بعضا اباحية و تحريما ظلوما و رهبنة و تملكا ..

تنظيم المعاملات و ضبطها و فرض العبادات كمنبهات و التزامات تتدخل كلما حصل انفلاتا و انفراط عقد الإنسان بطغيان الشهوة..

هذه المقاصد المستخلصة من الوحي او الدين هي نواظم عيش و محددات نموذج و ملهمات في إدارة الحكم ..

و هدي كوني يتجاوز القطري و الحزبي لكن جميعها يستلهم من الوحي استلهاما سليما محينا موسعا معمقا فيه النظر و يتابع ويرافق الانسان من خلال رقابة الإنسان على الإنسان ..

لسنا ملزمين بخلاصاتهم العلمانية و نقل إشكالياتها و فهومهم و تجاربهم فقد تقاتلوا قبلنا من غير أن يكون الدين سببا في تقاتلهم و سفكت دماء بعضهم بعضا " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) - قران -

فلنشفق على الدين و لنجلد الإنسان و ليراقب الإنسان الإنسان...



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعتراف ساخر من ذوي العجز الرهيب و المنتسبين لعلوم الشريعة و ...
- جدل القوة و الضعف..العلمانيون المعادون للدين و تيار الأصالة
- نخبة قليلة أجدى من كثرة مفلسة ....النخبة و حدها من تصنع التغ ...
- تصحيح رؤية عربية تتعلق بمراكز الدراسات
- وهم الإبداع و امتلاك الكون و الحقيقة
- النبي و الرسول .. (1)
- فتش عن الله في كونه المنظور و كتابه المسطور
- مساحات الوهم العربي و الإسلامي تستمراتساعا..
- أطنان الماضي و أوهام الاخر جاثمة على العقل و بعضه في سبات ..
- في متلازمة العلمانية تعني العقلانية و التنوير و هي خلاصنا
- مات الله..نيتشه و الناس ..أين مكان الفلسفة في هذا الضجيج
- الفرنكوفيلية في الجزائر ..الاستعمار الجديد
- - مات الله...- -نيتشه - و الناس.. في ضجيج الرداءة و التعالم ...
- الطالبة وعلم الحديث ..ما علاقة الرواية بالمنهج التاريخي ..
- من خصائص الكتابة الشذرية : المرأة في سياق مسطوري
- اصبر على مسطوري تدرك معناه و تستخلص ثماره
- عرفانيات ..في سنن الله الكونية و معنى الدعاء ..
- بوح وجودي و إنساني وعرفاني بمسحة الإناسي ..
- الفكرة - الصنم في فضاء تيار الأصالة و الأسلمة في الحزائر
- أسباب التعتيم على النخب المتميزة و الصارمة


المزيد.....




- اغاني الأطفال ممتعة على تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 .. ...
- هل اعتدى مؤيدون لفلسطين على مخبز يهودي في فرنسا؟
- لندن.. أعضاء أكبر هيئة يهودية يدينون هجوم إسرائيل على غزة
- خبراء يحذرون من -دمج الإخوان- بعد كشف مخطط تخريب الأردن
- سوريا: فصل الجنسين في الجامع الأموي بدمشق يثير جدلا واسعا
- أردوغان يهنئ الأتراك من الطائفة اليهودية بمناسبة عيد الفصح
- قادة يهود في بريطانيا يرفعون الشعار ضد نتنياهو
- شاهد.. آلاف المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بالقدس المحتلة! ...
- مفتي القاعدة السابق يتحدث عن نمط حياة بن لادن وإدارته للتنظي ...
- إقتحام الأقصى والمسجد الابراهيمي


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - الدين للحياة و ليس شأنا فرديا و شخصيا ..