أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم الحسن - البدوي















المزيد.....

البدوي


مريم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6277 - 2019 / 7 / 1 - 00:33
المحور: الادب والفن
    


قيلَ مِن بينِ ما قيلْ
بأنَّ خبراً قد راوغَ التآويلْ
امتطى صهوةَ جموحِهِ في جنوحِ الخيالْ
و سافرَ قاصداً المشاعرَ في مضاربِ الوجدانْ
تجوّل بين صراعاتِها و بين التضاربِ في تنافرِها
ثمّ
مِن على هضبةٍ ما مرتفعةٍ منها
تحوّل إلى رسالةِ إلهامٍ
مررّت ملامحَها كأوهامٍ
أو كالنبأ العابر ِكمَرِّ السهامْ
عن أحداثٍ ..كانتْ
لكنّها صارتْ ..
في زمنِ حاضرِ الآن مَنسية
تسلّلتْ عابرة من بُعدٍ بعيد .. طوى النسيانُ حوافيهِ في طَيِّ ثنايا الذاكرة
راوحتْ مكانها
و ظلّتْ فيه متوارَثة
قابعةً و محفورةً في غيبِها
مخفيةً و منقولةً من جيلٍ إلى جيلْ

قيلَ مِن بين ما قيلْ
نقلاً عمّا تخزّن في عينِ الزمانِ الشاهدة
الحافلة بكلِّ أخبارِ التجاربْ
المتراسلة مع وعيٍ ما في البشر طَيْفيْ
حاضرٍ فيهم ..
لكن عن تلمّسِ مَداركِهم غائبْ
يستوطنُ دغلَ الهشاشةِ في شتّى المتغيرات المتلاحقة من ثورةِ انفعالاتِ الوجدان
يتعرّش كالداليةِ الحُبلى بالمقاطفِ
النابضة براعمُها أنغاماً ..
تشكّلت تفتّحاتُها من هندساتِ ألحانْ
لترانيمٍ غير صَوتية
بل ضَوئية
تلتفُّ كالنبتةِ المتعالية على الشواهقِ العالية لأسوارٍ فصلتْ بين عالمينْ
لوطنَين متقاربَينْ
متنافرَينْ و متداخلَينْ
واحدُهما خضعَ لسلطانٍ مُستبدٍ حرّ
غيبي الحضور
و اعتباطِيْ
تحكّم بمسار اتجاهات رحلة التصورات في مجرى انسيابات الخيالْ
و ثانيهما
ركن لأمان الثوابت في مُدركاتِ الحواسْ
احتمى بكبريائها ..
و بمسلّماتهِ
المتوالدة من مكتسباتهِ المتّحدةِ مع بنيانهِ كما الهيكل أو كما الأساسْ
خضعَ لسُلطة حُكم المنطقِ في أرضِ المباحات الجامعة لكلِّ مقبولٍ في كلِّ معقولْ
و أحياناً كثيرة
لملَكةِ التأمّلِ المُتدثّرة
بغفلةِ تمدُّدِ مسافاتها الشاردة
عن يقظةِ عينِ راعيها في سهلِ تشتتِ انتباهِ البال

قيلَ مِن بين ما قيلْ
نقلاً عن لسان ذلك الهامسِ في أُذن ِكلِّ فكرةٍ نامية
صرخت بها الحياةُ يوماً مُنادية
قبل تشذيبها بمقصِ العقلْ
و بمباضعِ الضرورةِ و مَنطقِ الصقلْ
الأبُ الحقيقي لكلِّ وليدٍ جديدٍ غضٍّ
يولد من رحمِ المخاضِ المتألمِ من تكرارِ التجاربِ في المحاولاتْ
من السعي إلى فَهمِ الكَونْ
أسرارِ الحياة
و لُغزِ كأسِ الوجودِ المُترعة
لفم التساؤلِ المتعطّش إلى عذبِ مائه المُتَحرِّر من نواهي النهلْ
المتواري خلفَ كلِّ فكرةٍ خضراءَ و منبوذة
أعدمها الجمود قبل اكتمالها أو نفورها
بحبلٍ من "اللاءاتْ"
جدلَتْ همزاتِها قداسةٌ تألّهتْ من سجود النقل
المُتَخفي الأبي
و العَصي
على البصائر في النفوس الضحايا و العليلة
الملجومة
بسَوطِ امتشاقِ الثوابتِ مِن أغمادِها الملغومة
بفوضى التضارب .. و كثرة التصاريح
حول الواضح في بيانهِ
و الصريح
الجَلِيْ المُخاطِبْ المتوثباتِ الثائراتِ فقطْ
من بناتِ قبائلِ أفكارِ العقلْ

قيلَ من بين ما قيلْ
نقلاً عن لسانِ ذلك الكائنِ البُوَيهيميْ
العابرِ كالسائحِ الغجري فينا
أو كما البدويْ
السريعِ جداً
و الخفيفِ خِفّةَ الطير
في انطلاقتهِ
و كما الطيف في تمظهرهِ و في تخفيه
غريبُ الأطوار
المتمرد على كل مساعي ترويضهِ في تقصّيهْ
المقيم فينا
فوق أعشابِ الهشاشةِ النابتةِ بالأحاسيسِ و المشاعرْ
و المنتقّل منها على عجلٍ غريب
نحو حقولِ الفكرِ هائماً فيها كطفلٍ يُشاكسُ عقلَها على دَرسِ البيادرْ
متسربلاً ..
مَرة بقميص الرمزْ
و مَرةً بعباءةٍ فضفاضةٍ تزركشت حوافيها بلمعةٍ وضاءةٍ من تلافيفِ الومضاتْ
من همساتٍ بلغات غير مفهومةٍ
بصورٍ عجائبيةٍ غريبةٍ
أو بالإشاراتْ
المبثوثة من عوالمٍ بعيدة
غاصت في غياهبِ غيبها المقصي و المأسورْ
خلف جدارِ صقيعِ التعقيداتِ في الذاكرة
تلك المحكومة منذ البدءْ
بأوامر نومها في الصمتْ
و بالضرورة الوجودية
للحكمةِ الحيوية .. مِن نعمةِ النسيانْ

قيلَ من بين ما قيلْ
نقلاً عما تمتمتْ به ألسنةُ إغفاءاتٍ نائمة
على أعتابِ أسماعٍ هائمة
بين الخيالات في الليالي تسترقُ منها نَسجَ الحكاياتْ
مِن قصصٍ و رواياتٍ غير مَروية
تلا التصاوير فيها فمٌ السرابْ
في أذنِ حُلمٍ تلاشى مع الصبحِ كوجهٍ ضاعَ في غَمرِ الضبابْ
ارتحل مع الليل مثل سَيل
فاضَ عُبابُهُ و غمرَ الذاكرة
في غفلةٍ عن وَعيِ راعيها
قلّب ما تخثّر فيها من بواقي الذكرياتْ
و ما تجوهرَ من آثارِ ماضيها
أخرجَها
و مزجَ أفكارَها بهواجسها و بالأُمنياتْ
و صاغ من حبكاتِها حكاياتٍ ما فوق واقعية
سوريالية
أعادت ترتيبَ صورِ الحياةِ
بصِيَغٍ اعتباطية
من مشاهدٍ
تدافعت من ألف بابٍ و بابْ
أوصلت غَفوَ اليقظةِ إلى بابْ
فتحَ على خبرٍ
روى الحياة أملاً سقاهُ دلوٌ تدلّى من فمِ بئرِ الغيابْ
أو ربما في نبعةٍ ..
انبجست من فيضِ رؤيةٍ
تعلقت أناملُ أبجديتها بلغةٍ غير مَحكية
صِيغَت لمتكلمٍ بلكنةٍ مَنسيّة
لكائن روحي
بَدوي الطابعِ و السلوكِ و الحالْ
يتتبع آثارَ نجمٍ غجريٍ
يُماثله في التمردِ و في الجموحِ و في التِرحالْ
يرتشفُ كلامهُ من فنجانِ إيماءاتهِ نقوشَ تلميحاتٍ يسوسُ خيلَها فوارسُ الإلهامْ
يتلو خبرَهُ .. رشفةً يُتبعها بصمتٍ تليه رَشفة
من مشروبٍ تلوّن بمُدامِ الخمرةِ في الكلامْ
من حديثٍ
ينسابُ مِن بينِ شفتيه
انسياب سلسبيلِ المعنى من عذبِ ماء مفردات المجاز
المترقرقة بأصالةِ معدنِ نبعتها
و بالنسب المُستدير مع عراقتها
حتى تمامِ اكتمالِ مُحيطِهِ مع محيطِ اللونِ و اللَمعة
في استدارةٍ لشامةٍ
تبسّمت على خدِّ لُغةٍ خلّابةٍ
لاحت للذوقِ بلاغتُها
سمراءُ الحُسنِ و الوَزنِ من جمالِ قدِّ حرفِها الرشيقِ و المشوق
على مقياسِ شدوِ طائرِ النغمِ و المعنى .. الشاردِ بهِا أميالاً من سنينٍ و حنين
شرودَ صلاةٍ .. على شفتَيْ نايٍ .. يُسامرُ شوقاً فيه لا ينام

قيل من بين ما قيل
بأن ذلك الخبر الذي راوغَ التأويل
و شاكس الأخبارْ .. و ما تسلسل من أقاويلْ
كان في أصل حكايتهِ
و في جذرِ بدايتِهِ
سؤلاً استثنائياً من سُلالةِ الاستثناءِ في قبيلةٍ من قبائلِ الأفكارْ
تمردَ على الراكدِ في معقولِ موطنهِ
فعارض ما تصنّم فيه و ثار
نأى لفترةٍ عن حدودِ مُكتسباتِ أراضيه
وثَق برسائل حدسِهِ و ما تُخفيه
و قصد أرض المشاعر يقتبس من نيرانها شُعلةً تنير دربَهُ إلى الاستبصار
بحثَ في كيانهِ عن أثرِ خيّالٍ من خيالْ
لمحهُ لمراتٍ من وامضاتٍ
يطلُّ من خلف قمةِ عروجِ ارتقاءِ البالْ
حاورهُ بمنطق الولوجِ من المعقولِ إلى اللا معقولِ
و باحتمال العودةِ من أرضِ الإستحالة و الذهولِ
بثمرةِ "ممكنٍ"
لاحَ لهُ نُضجُها من خلفِ "لاءِات" سُعفِ نخيلِ غيبِ المُحالْ
فُتِنَ بسحرِ السرِّ الكامنِ في الطريقِ إلى الطريقة
و على التقاطعٍ ما بين التقاء وحيِ الممكنِ مع واقعِ الحقيقة
تحوّل إلى خبرٍ ما عادَ يُشبهُ غيرَهُ من الأخبارْ
و تمايزَ عمّا اعتادتْ توارثُهُ.. صُحفُ العُرفِ في الأسفارْ
قيلَ من بين ما قيلْ
بأن ذاك الخيال العصي على محاولات ترويضه
و على كلِّ مساعي تَقصّيه
ما هو في حقيقةِ أمرِهِ ..إلّا نبيْ
يُقيمُ في دواخلِنا
في ذاكرةِ لا وَعينا
في حيزٍ منها قَصيْ
على التقاطع ما بين ما ظهرَ منها و ما ظلَّ فيها خَفيّ
ينتظرُ سؤالاً من سُلالةِ الاستثناءْ
يتجوّلُ على الحدودِ
ما بين التمرّدِ على الراكد و ارتقاء الفكرِ "المُتواقد" و عَدمِ الانحناءْ
واثقاً بطافةِ مشاعرِهِ و بقدرتها على العبورِ به إلى عوالمِ ما خلف الخفاءْ
ليُلهِمَهُ رسائلا
تنتظرُ مَنْ يُصدّقُها
لتظل الحياةُ نابضة بالتقدُّمِ نحو تطوُّرِها
بوحيٍ مما تخفّى فيها … من إشاراتٍ و أسرارْ



#مريم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباب
- صدام الحضارات و حرّاس الثقافات
- اللحظات الأخيرة...
- ولادةُ رؤية ...
- الجمال
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
- أي نعم أجل أيواً ... دليلُ إثبات
- البحث المنهجي كأسلوب حياة... وسيلة للتطور و للإرتقاء
- جواب
- يُحكى أنّ ... كُرةً تتراكلُها الأقدام صرنا
- المعادلة الفاضحة
- أتدري ما السهر؟
- الشهيد البطل عزّام عيد... حاضرٌ أبداً و ما رحل
- لك الله يا وطني ... و كل هذا الحب على أرضك
- من مذكرات مواطن عربي (3) ... التوهان
- أبو علي
- من نحن... سؤال لم يعد تائه و لا بريء و لا محتار
- طفلةٌ بحزامٍ ناسف
- عاصفةُ الشمالِ
- ناهض حتر... شهيد الكلمة المقاومة و الفكرة المناهضة


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم الحسن - البدوي