أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير بالعربي - طبيبُ عيونٍ حسيرُ بصر














المزيد.....

طبيبُ عيونٍ حسيرُ بصر


أمير بالعربي

الحوار المتمدن-العدد: 6276 - 2019 / 6 / 30 - 16:44
المحور: الادب والفن
    


(أوضح الحقائق وأسهلها إدراكا , أصعبها اكتشافا .)
********


كما هي العادة معي .... قالت أنها تحبني ولا ترى أحدا غيري , وزادت أنها تريد إمضاء بقية أيامها بين أحضاني .... وكنت أسمع ولا أجيب , وجهي فهمت منه أنه تأثر بكلامها ولم أمانع فهمها , لكني مع كل كلمة كنت أسمعها كنت أتذكر غيرها ... كم سمعت هذه الأسطوانة , وكم كنت مغفلا عندما أطربتني عند بدايات رحلتي مع النساء .
هذه الأخيرة لم تكن جميلة , وقد تعمدت ذلك رغبة مني في الابتعاد عن الجنس ...
في البدايات , خُيل لي أني أحب لكن الحقيقة كانت أني أحب الجنس . لا أخجل من قولي هذا , لأنه الحقيقة التي لا ذنب لي فيها , وددت كثيرا من الأحلام معهن لكنها كانت مجرد أوهام فرضيت بنصيبي ...
لكني ثرت عليه وتجرأت على التغيير مع هذه الأخيرة ... مؤلم أن تكون الفاعل الوحيد وأن تظن من معك أنها تساهم بشيء ... لكنها الحقيقة التي , عندما تعي أنها لن تتغير وترفض ذلك القضاء الجائر , تتألم في ركنك دون أن يسمع بمعاناتك أحد ولا رغبة عندك أن تشكو لأحد , فلا أحد سيستطيع مواساتك والتخفيف عنك ... سرطان ينهش جسدك وسيفنيك بعد أشهر , ما قيمة دموع إحداهن أو كلمات أحدهم ؟ ما لم يقدم أحد العلاج الذي سينقذك , سيبقى كل ما سيصدر عنهم مجرد أوهام قد تفيد غيرك لكنها لا جديد ستضيف لك .
هذه الأخيرة , كانت عذراء كجل من سبقنها , قالت أنها صانت ذلك لي ... كانت تقصد "رجل حياتها" الذي معه ستعيش كل شيء , كل ما فاتها ...
غيرت الموضوع بسرعة لأهرب من ماضيّ المؤلم ولأجد لها مكانا , لو لم أفعل لتقيأت في وجهها ولتفلت على وجودها برمته ! كم أهزأ من ثقافة الذل تلك وكم تشعرني بالقرف , وكأني طلبت منها أن تصون لي شيئا أو كأن ذلك الشيء يعني لي شيئا أصلا !
نعم , هربت من الحقيقة ... مجرد بائسة حمقاء كأغلب بنات جنسها , وليست جميلة زيادة على ذلك ! ليتها فهمت حجم التنازل الذي قمت به عوض أن تردد على مسامعي نفس الأسطوانة البالية التي جعلت مني لا أرى شيئا في عالمهن غير قضاء حاجة ملعونة لو كان بيدي كنت استأصلت الرغبة فيها ... كنت استطعت تجنب المعاناة التي أعيش منذ زمن !

ولأجبر نفسي على القبول بها , قدّمتها لأختي ...
أختي كابوس رهيب , كثيرا ما تمنيت الخلاص منه , لكن ما باليد حيلة !
قالت لي مرة أني أستطيع انكار كل العالم لو أردت إلا هي , قالت أني حتى لو أنكرت أنها أختي أمام الناس فستثبت ذلك غصبا عني , وتكلمت عن الجينات ...
"كل العالم" أي كل العائلة وأولها الوالد والوالدة , أختي معي في انكار تلك العائلة لو أردت , فهي لم ترض يوما أن تكون نبتت من تلك المرأة الأمية ومن ذلك الفلاح الجلف المتخلف ... كما تعلم , أختي بيولوجية قريبا ستحصل على درجة الدكتوراه , لم تقل لي ذلك لكني متأكد أنها ستخجل من الوالد والوالدة يوم مناقشة أطروحتها , تقول أن الفلاحة تُشم على بعد كيلومترات منهما وهي اختصاصية مختبرات ... الصناعة التي تحتقر الزراعة وتصفها بالتخلف وبضعف الإنتاج وبقلة جدواه , هكذا هي أختي .
لا أهتم كثيرا لرأيها , ولا أستطيع القول أني في صفها , كذلك لا أستطيع الجزم أني في صفهما ... أشعر ببعض الحنين لذلك الريف لا أنكر ذلك , لكني لا أراه في أحلامي ! وليس من مشاريعي الحياة فيه ... مجرد مكان أنعزل فيه عن العالم عندما أختنق , وعدة ذكريات طفولة بائسة مع أختي لا غير . أختي التي تعترف للوالد والوالدة بفضيلة لم تجد لها تفسيرا ! لا تزال تستغرب كيف أفلتا من ثقافة التكاثر الحشري وكيف كانا الزوج الوحيد الذي شذ عن المألوف في عائلتنا الكريمة الموسعة , أقل زوج انجابا أنجب خمسا فكيف اكتفيا باثنين ؟ أمر غريب لم تجد له تفسيرا , لكنه سرها , ولا أنكر أنه سرني أيضا ... حقيقة , لا أستطيع تخيل وجود أخت أخرى أو أخوات أو أخ أو أخوة , أظنني كنت سأهجّ من البلد لو حدث ذلك !
غضبت أختي يوم قلت لها أن المرأة التي أريد لا توجد إلا في خيالي , وغيرها أراهنّ قضاء حاجة لا غير . أختي نسوية نشطة لا تزال تنكر أن وجودها كله التغلب على كل رجال الأرض ولم لا إفناؤهم عن بكرة أبيهم , أظنها لو استطاعت لن تترك أحدا غيري وابنها .... حتى زوجها المسكين الطيب لن ينج من تبعات نسويتها .
وبعد اطلاعها على بعض تفاصيل علاقاتي السابقة , اشترطت أختي ألا أقدّم لها إلا من أراها علاقة ستدوم ... قالت أنها لا ترضى بإهانة النساء وبمعاملتي المشينة لهن , وعندما قدّمت لها الأخيرة تظاهرت بالسعادة أمامها لكنها بعد ساعات اتصلت بي لتقول أنها ليست جميلة ولتستغرب من الذي طرأ على ذوقي ... ضحكت واتهمتها بتسليع النساء , وبأنها تحمل فكرا بدويا ذكوريا أكيد ورثته من جينات السيد الوالد , فقطعت الاتصال ولم تجب .
تعرف , الحقيقة ذكريات طفولتنا لم تكن بائسة ... كنا نتعارك كثيرا , لكن البسمة كانت لا تغيب عنا . أحن كثيرا لتلك الطفولة ... كانت دائما المبادرة بالعصيان والتمرد على السيد الوالد والسيد الوالدة , وكنت أتبع خطواتها , وحتى عندما يُمسك بنا وأعترف أنها كانت العقل المدبر وتُعاقب , كانت تغضب مني لكنها كانت تعود بسرعة بفعلة جديدة وتنسى أني وشيت بها .

قاطعني ....

- من المفروض أن القصة تخص الحبيبة الجديدة لا أختك , هذه المرة سأقاطعك لأني لو تركتك ستمضي الليلة تتكلم عن أختك كسابق عهدك .
- ماذا تقصد ؟
- أقصد أني أستغرب كيف تكون طبيبا ولم تفهم إلى اليوم حقيقة مشكلتك مع النساء ...



#أمير_بالعربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ابن حرام- ؟ إله ؟ أم نبي أرسلته السماء ؟
- خُصْيات حداثية في خدمة المثلية
- كفريات في هيكل الحب (2)
- كفريات في هيكل الحب (1)
- - أريد إتيان ماما - , قالت (طبيبة النفس) : مذكرات جيروفايل ( ...
- - أريد إتيان ماما - , قالت (طبيبة النفس) : مذكرات جيروفايل ( ...
- - أريد إتيان ماما - , قالت (طبيبة النفس) : مذكرات جيروفايل ( ...
- قصص قصيرة عن مواضيع يُظن أنها خيالية (2)
- قصص قصيرة عن مواضيع يُظن أنها خيالية (1)


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير بالعربي - طبيبُ عيونٍ حسيرُ بصر