مهدي القريشي
الحوار المتمدن-العدد: 6276 - 2019 / 6 / 30 - 15:18
المحور:
الادب والفن
.
غيمة بلا مزاج
——————
الضوء ،
بدأ يؤرّقني..
زيتُه فاسد
وفاقد سولاف ثمالته.
هذا المنسكب باستقامة زاهد
والمتراقص مع همهمات سريري،
المتدلّي بخيط أهوَن من علاقة مجنونين،
إلى أين يريد بي؟
فالطريق شاسعٌ بدون غيمة بلا مزاج،
والرياح أطفأت زهو نشيده
وأرّقته بعصير حكمته،
والصرخات ذات أفواه معطوبة بزفير أصفرْ .
في كلّ المحطات
ثمّة طريق ليس على مقاس قدميّ
لذلك:
أعمدة الكهرباء امتهنت الصمت،
والباعة مؤبّدون على الأرصفة،
والشحّاذون مجرّد مصادفات.
لكنّه الطريق!
مرّة يقصر ُ من قامتي حدّ التلاشي ،
وبلا جدوى أبحث عن أشيائي،
فيساومني بأنْ أمنحه جزءاً من سهري.
أوَ لا يعرف أنّ مقلتيَّ منزوعتا الأجفان،
ولم يبقَ لي إلّا أن أستعير أحلامي من أفواه العصافير؟
ومرّة أخرى يمط قامتي ليُصيّرني سارية مهملة،
على شاطئ مهجور،
فألملم أجزائي،
خشية أن يسرقها زبد الرمل ،
لكنْ تكسرها صخرة
تصلّبت بملح البحر..
أيّها الضوء، المنحدر من الظلمة،
أعدْ لي ظلّي،
وغادرْ كما تغادر الحرب،
فهو، رغم سواده،
نسختي دون تزوير..
شباط / 2019
#مهدي_القريشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟