أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - الخطافة : قصة قصيرة














المزيد.....

الخطافة : قصة قصيرة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 11:49
المحور: الادب والفن
    


انتظرت أوبتك باشتياق ، أيام طويلة تمضي وانا امني النفس أنني سألقاك ، لازلت معي بروحك ، وان كنت بعيدا ، تفرق بيننا المسافات الطويلة ، أترقب أنبائك ، أتلهف لسماع أخبارك وتمضي السنون وأنا أحيا على ذكراك المتوهجة في خاطري ، وفجأة وأنا احلم باللقاء رايتك الى جانبي ، اهرع الى لقيا ك ، لنحيي الأمل الذي مافتيء يعيش في قلبي ، نتبادل الذكريات ، أحاديث عذبة تدور بيننا ،،، ونحن نعيد حكايات الماضي التي لم تزل حية ، نتذكر اللقاء الاول حين كنا صغارا ، نلهو مع الزمان
- تراني واقفة ، انظر الى الكون بانبهار ، أتأمل الشمس بأشعتها الفضية الجميلة ، تعاجلني بقبلة سريعة ، تبتعد قليلا ، الحق بك ، أقف أمامك ، وكأن قطرات من المطر تصيب روحي فتنعشها
- ولكنك صغيرة بالنسبة لي
أقف متشبثة بفرحي ، ترى إصرارا يحيط بي ...
-الا زلت تقفزين فوق السطوح ؟ اذهبي الى سطح منزلك ، واقفزي الى السطح الثاني والثالث ثم الرابع والخامس ، ستجدينني أمامك
الدنيا لا تسعني من البهجة ، العالم كله طوع أناملي ، أنفذ توجيهاتك في التو ، اقفز الجدران الواطئة بين السطوح واصل الى سطحكم ، اجلس قربك منتشية ، اتطلع اليك بوله طفلة وإعجاب ، تأخذ شعري بيديك ، تضفره وتطلقه ، تشكل منه كرات صغيرة ، وانا مبهورة لان العالم في قبضتي تحدثني حديثا طويلا عن الناس والعالم يثير إعجابي وان كنت لا افقه منه شيئا ، ترسمني ، ترسم العينين اولا ، ثم الوجنتين والفم والعنق ، تكمل الوجه ، أي سعادة تغمرني بدفئها حينذاك ، كل ظهيرة من الصيف الخانق ، ينام أفراد الأسرة كلهم ، وبعد ان يستبد بهم النعاس أتسلق السطوح ، أمك وحدها تبقى معنا تغزل باستمرار ، وكأنها تحوك للناس أحلامهم ، يداها عجيبتان سريعتان ، وعيناها تتطلع بين الحين والآخر الينا وكلها ثقة أننا نحسن التصرف ، يطول بنا اللقاء ، نصنع طيارات ورقية ، نجري بالسطح ونطير الطيارة ، أنجمها بعيدة بعمق السماء ، توافق على طلبي وتصنع لك طيارة أخرى ، نشعل شمعة وهاجة في وسط الطيارة ، أراها خافقة في السماء ، فتصبح نجمة مضيئة في قلبي
امرأة ممتلئة في العقد الخامس من العمر ، تمسكني من الكتف ، ترجني وتأمرني
- أيتها السارقة ،، لقد خطفت مني حظي
- من تكونين أيتها المرأة ؟ أنا لا أعرفك ، ولم اخطف منك شيئا
الذكريات تتراءى ، نأتي عليها بلهفة
نمضي الى البستان ، تحملني ، تضعني فوق الشجرة ، وتذهب لتصنع لي باقة من ورد احمر تعرف إني اعشقه ، نتطلع الى عصفورين يتناجيان ، أتمناك قربي فوق الشجرة تصنع لي عشي
- هاتي حظي ، أيتها السارقة ، أعيدي لي ما سرقته مني ، هذا الرجل الذي بجانبك هو حظي
- لكنه جاء من اجلي ، هو حبيب طفولتي
- لا رجل لك ، انظري هنا ... أمامي اسمك ورسمك
- هذا الرجل لي
- لا رجل لك ,,,, قصص الحب عندك مبتورة منذ البداية ،،، انظري الى الرسوم هنا ،،، الرجل الذي تحبينه طوال عمرك ذهب عنك ونسيك ، والذي جاءك يسعى ، اجلس امرأة أخرى على ركبتيه في ليلتكما الثانية ، وتركك ترتعشين من الغم ، وهذا الذي بجانبك جاء إحياء للذكرى وليس من أجلك
نجري في الطرقات ، لا أحد بقربنا ، ننظر بفرحة طاغية الى أنفسنا ، أي قدرة على الابتهاج كنا نملك ذلك الحين ؟ أجزاء جسمي وروحي تشع سعادة ، كنت أقوى مخلوقة
- سأذهب لإكمال دراستي ، وأعود جديرا بك
يطول بك الغياب أشعر بالعجز لبعدك ـ تهجرني إرادتي ، وأصبح مشلولة أمام قوى تريد اختراقي
- هاتي حظي ، ولا تتشبثي
تعود من السفر وتهرع لرؤيتي ، واذا بك أمام مخلوقة أخرى ضعيفة مستسلمة
تتهمني أنني قد تدهورت وأنني لست من أحببتها ، اقسم أنني نفس المخلوقة ، لا تبالي بقسمي ، وتدعي انني لم اظهر فرحي بعودتك
- أعيدي لي ما خطفت
تأتيني عندما اشعر أنني قد أصابني الضعف واستولى على نفسي الخنوع
المراة تتطلع الي بإمعان ، تمد يدها ، تمسك يدك ،تذهب معها طائعا ، ابقى وحدي ، تلتفت لي :
- فرصة أخيرة لك ، انه بعيد ويهواك ، اطلعي البحار من اجله ، وحين تصلين إليه تعيشين ثلاثة أيام في الجنة ثم يتركك الى العالم الآخر



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشابك مهن : قصة قصيرة
- تراجع يهيمن على احوالنا
- الطبقة العاملة وتغيرات العصر
- لماذا نكتب ؟؟
- لحظة من حياة امرأة
- حول النقد الادبي
- الفقدان
- اغتراب المبدعة العربية ، ما الاسباب ؟
- من هو المثقف ؟
- لائحة الاتهام تطول : قصة قصيرة
- انسبوا الكتابات لاصحابها ،، اعزائي
- الفرق بين المجاملة والنفاق
- مفهوم الصداقة
- رسالة اليك لن ابعثها
- الضمير ؟ هل موجود حقا ؟ ام في عقولنا فقط ؟
- التجربة الادبية
- احترام الانسان
- ما هو النجاح ؟
- نهار رائق
- ما اجتمع اثنان الا والشيطان ثالثهما


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - الخطافة : قصة قصيرة