|
دراسة حكمت سليمان وخدمته العسكرية . 1
سعد سوسه
الحوار المتمدن-العدد: 6275 - 2019 / 6 / 29 - 21:26
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
اعداد الدكتور : سعد سوسه . ادخل حكمت في احد كتاتيب ( مفردها ( الكتـّاب ) والكتـّاب ، موضع تعليم القراءة والكتابة وقد استعمل في العصر العباسي الاول ، فكان لتعليم الصبيان ، والكتّاب هو المدرسة الاولى التي يدخلها الطفل بعد سن السادسة ، اما الغرض منه ، فهو لتعليم اصول الكتابة وخاصة اصول الدين ) بغداد سنة 1895 ، لبضعة ايام ثم ارسل بعدها الى ، المدرسة الحميدية الابتدائية ( شيدت هذه المدرسة في عام 1889 في محلة جديد حسن باشا . وكانت ذات ثلاث صفوف ، وفيها تعلم ، الالفباء ومبادئ الحساب ، والهندسة البسيطة ، والصحة ، والتاريخ ، والجغرافية ، وكانت معظم هذه الدروس تدرس ، باللغة التركية ، حينذاك وبعد اتمام دراسته في الحميدية ، دخل مدرسة الاعداد الملكي ( المدني ) ببغداد في سنة 1898 ، ودرس فيه ، المثلثات ، والجبر ، والهندسة ، والصحة ، والفلك ، والجغرافية ، والتاريخ ، والدين ، واللغات التركية ، والعربية ، والفرنسية ، والانكليزية ، والفارسية ، وقد تخرج فيها في عام 1905(تعد مدرسة الاعداد الملكي من المدارس الرصينة والمهمة لتنوع مواد دراستها واهتمام الحكومة العثمانية بها ، ولم يرد ما يشير الى انه كان ، متميزا ً بين اقرانه من الناحية الدراسية ، لكنه قطع مراحل التعليم الابتدائي والاعدادي ، بصورة طبيعية ، ودون ان يرسب في أي دورة امتحان (زامله في دراسته كل من : جعفر الباجه جي ويوسف عز الدين الناصري وعبد الله ثنيان وعلي البازركان وعارف السويدي ورؤوف الجادرجي وعبد اللطيف الفارسي وحمدي الباجه جي ، واخرين ، وقد اصبح كل من هؤلاء فيما بعد موظفا ً مرموقا ً او وزيرا ً او رئيس وزراء ). بعد تخرجه من مدرسة الاعداد الملكي ( المدني ) ببغداد توجه – مثل العديد من زملائه الاخرين من ابناء الفئات الغنية – الى ، اسطنبول لمتابعة دراسته في ، المؤسسات التعليمية ، حيث كانت العوائل الميسورة آنذاك ، ترسل ابناءها للدراسة هناك ، وأستقر في بيت اخيه غير الشقيق ، محمود شوكت ، في مدينة سلانيك كانت احدى المدن العثمانية التي تقع على بحر ايجة واغلب سكانها من يهود الدونمة ، ارتبط اسمها في التاريخ المعاصر ، بعدة احداث اهمها ، انها اصبحت مقرا ً لجمعية الاتحاد والترقي وحزب الفتاة وكانت تجري فيها التدابير السياسية التي كانت سببا ً مباشرا ً في نجاح الانقلاب العثماني في عام 1908 ، ثم بدأ دراسته في سنة 1905 في مدرسة ، الحقوق التي ما لبث ان تركها ، دون أسباب تذكر، بعد ان انهى عامه الأول فيها ، والتحق بالمدرسة الملكية ( المدنية ) الشاهانية (تعد هذه المدرسة من المدارس العثمانية المهمة في ذلك الوقت ، وهي خاصة بتخريج الموظفين الاداريين حيث يعين المتخرج فيها بعد ثلاث سنوات دراسية بوظيفة قائممقام في احد الاقضية او ما يعادله ، ومن العراقيين الذين تخرجوا فيها ، ناجي السويدي ، وعاصم الجلبي ، وحمدي الباجه جي ) الخاصة بتخريج الموظفين الإداريين ، ودرس فيها على أيدي أساتذة مشهورين ، منهم ، عبد الرحمن شرف ، أستاذ التاريخ ، الذي أصبح فيما بعد ، رئيسا ً لمجلس الأعيان التركي ، وإسماعيل حقي أفندي ، أستاذ التفسير وعلم الكلام وله مؤلفات عدة في هذه العلوم ، ومصطفى نائل ، أستاذ أصول المالية والاقتصاد الذي كان ناظرا ( وزيرا ً ) لوزارة المالية ، ومصطفى ذهني ، أستاذ الفقه الذي كان عضوا ً في مجلس المعارف الكبير ، وقد تخرج فيها في عام 1908 ، بعد دراسة دامت ثلاث سنوات ، حصل بموجبها على شهادة جامعية في ، الاقتصاد السياسي والمالي . ان دراسة ، حكمت سليمان ، في هذه الكلية ، والتي ضمت طلابا ً يمثلون مختلف القوميات ، والاديان ، والتوجهات ، في الدولة العثمانية ، من ، عرب ، واتراك ، وارمن ، والبان ، والتي قال عنها عبد العزيز القصاب(عبد العزيز محمد عبد اللطيف القصاب ، ولد في بغداد في عام 1888 من عائلة معروفة بالتقوى وتلقى تعليمه الاولي في بغداد ثم سافر الى اسطنبول ودخل المدرسة الملكية الشاهانية وتخرج فيها عام 1905 ، عاد الى العراق وتدرج في الوظائف الحكومية منها ، متصرف لواء كربلاء في عام 1922 ، ثم متصرف لواء المنتفك في عام 1923 ، ثم متصرف لواء الموصل ، بعدها تقلد منصب وزير الداخلية في الوزارة السعدونية الاولى في عام 1926 ، ثم رئيسا ً لمجلس النواب في عام 1928 ، تقول عنه الوثائق البريطانية ، انه يؤدي عمله بصورة جيدة جدا ً فهو رجل قدير وحسن النية ) ، وهو احد خريجيها ما نصه : كان النظام فيها قويا ً قاسيا ً للغاية وكانت الرقابة على الطلاب شديدة ، لا يمكن للطالب ان يدخل الصف او يخرج منه كيف يشاء ، بل بنظام عسكري خاص ، ولا يمكنه ان يغيب الا بوثيقة من وليه ، الفت ، نقلة نوعية جديدة في حياته اذ حددت بداية تكوينه الفكري ، فضلاً ، عما رافقه من عوامل اخرى لعل ابرزها ، حدوث الانقلاب العثماني في عام 1908 ، وانغماسه بأحداثه بطبيعة توجه عائلته السياسي ، ولقربه من الاحداث لمعيشته في بيت اخيه ، الفريق محمود شوكت ، اذ وفرت له هذه الإقامة فرصة كبيرة لمعرفة مسار الأمور ، اذ ان من المعتقد ان هذا الانقلاب ترك تأثيرا ً اكبر عليه بحكم ان العراق كان ، جزءاً من الدولة العثمانية ، حينذاك ، فضلا ً ، عن عوامل اقل أهمية منها ، تأثر المثقفين العراقيين ، ومنهم ، حكمت ، بالطبع ، بأفكار الإصلاحيين من أنصار الدستور في الدولة العثمانية ، ولا سيما ، مدحت باشا ، الذي كان العراقيون من اشد المعجبين به بحكم ، احتكاكهم المباشر بإصلاحاته في بلادهم ، أثناء ولايته لبغداد 1869 – 1872 . وفي العام 1908 نفسه انضم حكمت سليمان الى مدرسة الضباط الاحتياط صنف المشاة ، في اسطنبولواستمر فيها حتى شهر تموز في عام 1909 ، وكانت مدة دراسته فيها ، احد عشر شهرا ً وتسعة ايام ، وفق ما جاء في الوثيقة الصادرة عن هذه المدرسة التي تخرج فيها وحصل على رتبة ملازم مشاة احتياط اذ جاء فيها ما نصه : ان صاحب هذه الوثيقة حكمت افندي سليمان قد استمر في مدرسة ضباط الاحتياط من بداية آب للسنة المالية 1908 الى اوائل تموز 1909 ، واكمل التدريبات العسكرية فحصل على درجة 66 % في المعلومات العامة ، وعلى 50 من 50 في حسن السلوك والتصرف ، وبهذا يكون قد استحق ، رتبة ملازم ثان ٍ احتياط مشاة من الصنف الثاني . تأهل حكمت سليمان بذلك للعمل ضمن السلك العسكري بعد ان أرسل الى ألمانيا في دورة قصيرة لمدة ( 4 ) أربعة أشهر لغرض زيادة معلوماته العسكرية عين بعدها بمنصب مأمور معية (( ضابط إشراف )) في لواء ( بيك اوغلو ) في اسطنبول واستمر في هذا المنصب من [ 11 تشرين الأول 1909 حتى 28 شباط 1910 ] وفي 18 أيلول من العام نفسه أرسل الى الخدمة في البلقان ، وجرى اختياره للمفتشية الثانية اذ عمل في أمرة فرقة ( يوزغات قيصري ) التابعة للفيلق الثامن عشر كما استخدم بصفة [ ضابط إشراف ] في مركز أركان الحرب في وزارة التحكيمات وهو اخر منصب تقلّده في السلك العسكري الذي خرج منه في 5 تموز 1911 . وبهذا يكون قد قضى ، مدة قدرها ( 2 ) سنتان و ( 11 ) احد عشر شهرا و( 4 ) أربعة أيام في الخدمة العسكرية ومن نافل القول ، ان المعلومات المتوفرة عن ، خدمته العسكرية قليلة ، وغير واضحة ولكنها تؤكد – ربما بوضوح – بانه ترك الجيش ، بمحض إرادته .
#سعد_سوسه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نشاة حكمت سليمان
-
البحث عن الذات
-
رحيل ؟
-
كان لي
-
هي رحلت .... ق . ق .
-
موقفه من انقلاب 8 شباط 1963
-
خلافه مع عبد الكريم قاسم واستقالته
-
فؤاد عارف وزيراً في حكومة أحمد حسن البكر
-
فؤاد عارف دوره في بيان 11 آذار 1970
-
فؤاد عارف وزيرا للدولة
-
تعيينه نائباً لرئيس الوزراء
-
فؤاد عارف متصرفا للواء كربلاء
-
فؤاد عارف تأييده لثورة 14 تموز 1958
-
فؤاد عارف دراسته العسكرية ونشاطه العسكري حتى عام 1936ج 2
-
فؤاد عارف دراسته العسكرية ونشاطه العسكري حتى عام 1936 ج 1
-
فؤاد عارف نشأته ومنابع تكوينه الفكري
-
فؤاد عارف نسبه وأسرته
-
نوري السعيد وبداية حياته التعليمية
-
موقف نوري السعيد من السياسة الاستعمارية
-
نوري السعيد في الثورة العربية
المزيد.....
-
تعهدات مكتوبة بخط اليد.. شاهد ما وجده جنود أوكرانيون مع كوري
...
-
إيمي سمير غانم وحسن الرداد بمسلسل -عقبال عندكوا- في رمضان
-
سوريا.. أمير قطر يصل دمشق وباستقباله أحمد الشرع
-
روسيا ترفض تغيير اسم خليج المكسيك
-
عائلات الرهائن الإسرائيليين يدعون حكومتهم إلى تمديد وقف إطلا
...
-
أثر إعلان قطع المساعدات الخارجية الأمريكية، يصل مخيم الهول ف
...
-
ما الذي نعرفه حتى الآن عن تحطم طائرة في العاصمة واشنطن؟
-
العشرات من السياح يشهدون إطلاق 400 سلحفاة بحرية صغيرة في ساو
...
-
مقتل اللاجئ العراقي سلوان موميكا حارق القرآن في السويد
-
من بين الركام بمخيم جباليا.. -القسام- تفرج عن الأسيرة الإسرا
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|