|
لاسياسة و لا اخلاق
محمد العبدلي
الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 10:12
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
قتل أمس في البصرة على أيدي عملاء نظام إيران ما لا يقل عن 4 من الجنود البريطانيين بعد أن اصيبت طائرتهم بصاروخ ، و اعقبها قيام عملاء إيران ممن يسمون أنفسهم بجيش المهدي برجم القوات البريطانية التي هرعت الى مكان الحادث بالحجارة و الزجاجات الحارقة . بادر السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني بشجب الحادث العدواني و تقدم بتعازيه بإسم كل عراقي شريف الى عوائل الضحايا من الجنود والضباط الذي ضحوا بحياتهم و لا يزالون من أجل تحرير العراق من الديكتاتورية أولا و وقوفهم بوجه موجات الأوباش البرابرة التي تحاول تكريس سقوط الدكتاتور لصالحها لتقديم العراق هدية الى حكام ايران و تكريس ولاية الفقيه المتخلفة و بوجه رجال القاعدة و حكم الطالبان الشيعي والسني . اذا كان صمت و مباركة هيئة علماء المسلمين لمثل هذا الحادث مفهوما و معتادا باعتبارهم ممثلي السلطة المنهزمة بملابس رجال دين ، فلماذا لم نسمع من قائد شيعي حتى كتابة هذه السطور أي استنكار لهذا الحدث الموجه ليس ضد الجنود البريطانيين فحسب بل ضد التحضر و الحرية والديمقراطية و لا نتوقع أن نسمع ، فمثل هذه الاحداث ستمر مر الكرام كأن شيئا لم يكن كما عودنا قادة الائتلاف الذين يسارعون بسرعة تفوق سرعة الضوء الى نفي كل تهمة بوجود تدخل إيراني ! جماعيا و فرديا في الوقت الذي يرى حتى العميان أن التدخل الايراني هو الاخطر والاوضح ، حاملا معه المخدرات والانحلال الاخلاقي و إلغاء هوية العراق و تفريسه بل أن قلة الحياء بلغت حد الدفاع الصريح عن المصالح الايرانية و ربط مصير العراق بمصير ايران اذا ما نشب نزاع بينها و بين الولايات المتحدة لا ناقة لنا فيه و لا جمل حتى بلغت قلة الحياء ذرواتها بتصريح خطيب جمعة النجف صدر الدين القبنجي يقترح فيها بالنيابة عن وزير الخارجية العراقية الاراضي العراقية مكانا لمباحثات إيرانية ـ امريكية !! فإذا كان قادة الائتلاف و رئيس وزارئهم الحالي و القادم يفتقرون الى الخبرة السياسة كما يدعي البعض فلماذا يفتقرون الى الاخلاق التي تقتضي ضمن ما تقتضي أن يقدموا الشكر لقوات الحلفاء وللجنود الذين يضحون بحياتهم دفاعا عن العراق بوجه الظلام و التبعية ؟ لماذا لا يتقدمون بالشكر والعرفان الى اولئك الجنود الذين انقذوهم من اعتى ديكتاتورية و مكونهم من أن يكونوا الحاكمين ، بعد أن كان حذاء صدام حسين قد وطأ أنوف أعتاهم ؟ يعرف القاصي والداني كيف تعامل الايرانيون مع العراقيين اللاجئين الشيعة الذين يفترض انهم من أبناء جلدتهم وكيف انهم ضمن امور اخرى قد رفضوا توفير مدارس لتعليمهم اللغة العربية التي هي كما يعلم الجميع لغة القرآن امعانا في احتقار العرب يشاركهم في ذلك للأسف الكثير من الداعين عن التخلي عن محيطنا العربي لكي نستبدله بفارسي . إن هؤلاء الجنود البواسل هم من المدافعين عن الحرية و المدافعين عن العراق بوجه المد الظلامي الجارف الذي يدعو اليه كلا الطرفين الظلاميين رجال القاعدة و أتباع ولاية الفقية بكل تلاوينها والذين هم كما صرح مفكر شيعي محترم وجهان لعملة واحدة . فما هو موقف المتياسرين من الذين يدعون أن الجنود البريطانيين والامريكان والجنود الاخرين من القوات المتعددة الجنسية انما جاءوا الى العراق ليس لتحريره و انما الامبريالية الامريكية تسعى الى بسط نفوذها و استثمار خيرات الشعب ، كما اعتاد الخطاب اليساري المستهلك والمقرف أن يعبر ، و أتحداهم أن يعطوني مثلا واحدا على دولة حررها الحلفاء الغربيون و استغلوا ثرواتها : اليابان ، كوريا الجنوبية أم المانيا ؟، و اعطيهم بالمقابل عشرات الامثلة التي تزخر بها البلدان التابعة للمنظومة السوفيتية والتي لا تزال تعاني من التخلف والفقر و والانغلاق : كوبا و كوريا الشمالية والفيتنام . هذه الدول التي كانت تحت السيطرة الغربية والامريكية على وجه الخصوص قد حصلت على مساعدات لا تقدر بثمن من قبل الادارات الامريكية من أجل ترسيخ الديمقراطية و التداولية فيها و من أجل تطوير إقتصادها و بدأت بمنافسة حتى البضائع الامريكية في عقر دارها و تستفيد هذه الدول المليارات من التصديرات الى الولايات المتحدة التي تعود عليها بالفوائد الجمة فمنتجات كوريا الجنوبية و المتقدمة تكنولوجيا , والبضاعة الالمانية واليابانية تغزو اسواق الولايات المتحدة ، و أتحدى المتياسرين الذين ضللوا الرأي العام البسيط طويلا في سياستهم العرجاء المعادية للولايات المتحدة أن يقارنوا بين الوضع الدولي لكوريا الجنوبية مع كوريا الشمالية على أي صعيد شائوا من الصناعة الى حقوق الانسان الى حرية السفر الى الدور الذي تلعبه هذه البلدان في المجتمع الدولي ، اتحداهم أن يقارنوا بين كوبا و رئيسها الخالد الذي عمر ما لا ادري من الاعوام في السلطة مع اية دولة من الدول الخاضعة للنفوذ الغربي كما يسمونها . أن المتياسرين و جيش المهدي والقيادات الدينية للشيعة السنة هم جميعا في سلة واحدة في ضيق الافق والتخلف . و جنود الولايات المتحدة الامريكية و بريطانيا و قوات التحالف الدولي المقيمين بعيدا عن اسرهم و أعزائهم ليسوا سوى محررين و مدافعين عن حرية العراق و إفقه الديمقراطي و يستحقون من شرفاء شعبنا كل اشادة و حب ، وليس مهاجموهم سوى أوباش و مهربين و سارقين لقوت الشعب من الذين لا يرغبون أن تطبع الاوضاع في العراق أو تسود سلطة القانون لكي يستمروا في أعمال السلب والنهب وتضليل أبناء الشعب . أن المثقفين الشرفاء مدعوون الى أن يدعموا بأقلامهم ما قاله السيد رئيس الجمهورية .
#محمد_العبدلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين جلال محمد و سعد محمد رحيم و الحوار المتمدن
المزيد.....
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
-
شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه
...
-
الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع
...
-
حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق
...
-
بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا
...
-
وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل
...
-
الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا
...
-
وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني
...
-
تأثير الشخير على سلوك المراهقين
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|