|
صفقة القرن : هي ((مشروع الأقاليم التسعة)) القديم نفسه؟؟!!
خلف الناصر
(Khalaf Anasser)
الحوار المتمدن-العدد: 6274 - 2019 / 6 / 28 - 21:02
المحور:
القضية الفلسطينية
على مدار تاريخ القضية الفلسطينية طرحت مشاريع كثيرة لتصفيتها ، بدءاً من نظرية "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" ، وعلى أساس منها تم إنكار أي وجود للشعب الفلسطيني ، وبعدها الادعاء بأن شرق الأردن هو وطن الفلسطينيين ، ثم مشروع "المملكة المتحدة" و مشروع "الحكم الذاتي" بعد اتفاقيات "كامب ديفيد" و "حل الدولتين"...........الخ وجميع تلك المشاريع كانت تطرح وتطلق ـ عكس الآن ـ في أجواء ومناخات سياسية وعقدية ، مفعمة بالإيمان بالقضية الفلسطينية وبالمقاطعة الشاملة للعدو ، وبروح التحدي والتضحية من أجلها شعبياً وحتى رسمياً ، فلسطينياً وعربياً . ولهذا كانت تلك المشاريع تقبر في مهدها! وقد دامت تلك الحال النضالية حتى هزيمة حزيران عام 1967 ، ثم صعد السادات لقيادة مصر وتغيره لمسارها ولمسار السياسة العربية برمتها والقضية بالفلسطينية منها بالخصوص ، باتجاه الولايات المتحدة وإعطائها نسبة %99 من أوراق حلها! فسقط الجميع في طريق ذلك (الحل الأمريكي) بدءاً من السادات نفسه ، ومروراً بالأردن و "اتفاقيات وادي عربة" ، و "ياسر عرفات" ومنظمة تحريره الفلسطينية بــ "اتفاقيات أوسلو" ، وصولاً إلى التطبيع العلني و "ورشة البحرين" الحالية!
في كل تلك المشاريع التي طرحت لحل القضية الفلسطينية: كانت تطرح وتعامل على أنها قضية سياسية وحقوقية ، لكن في "صفقة القرن" وبنودها المعلنة ، طرحت على أنها (قــضــيـــة اقـــتـــصــاديـــة) ولها سعر وقيمة مادية ، قدرتها "ورشة البحرين" بـ 50 مليار دولار! ***** والحقيقة ليست هذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها القضية الفلسطينية ـ أو حلها على الأقل ـ كقضية مالية واقتصادية تجاوزاً لحقيقتها كقضية سياسية وحقوقية ، لشعب اغتصبت أرضه وشرد وقتل ولوحق وسفر في جميع أطراف الأرض! فقبل عشر سنوات بالتمام والكمال: وقبل كوارث ما يسمى بــ "الربيع العربي" .. قد كتبنا : ((مقالاً مطولاً من ثلاثة أجزاء حول هذا الموضوع ، وتحت عنوان ((وصفة بريجنسكي....والأقاليم التسعة)) نشرته تباعاً جريدة " الـــعــــــــربــــيـــة " البغدادية الغراء: فقد نشر القسم الأول من المقال بتاريخ [هذا اليوم قبل عشر سنوات] : أي في: 2009-6-27 العدد: 165: ونشر القسم الثاني بتاريخ : 2009-7-11 العدد : 167 : أما القسم الثالث والأخير فقد نشر بتاريخ : 2009-8-1 : العدد : 169))
والذي يجمع بين المشروعين : أي ،"مشروع الأقاليم التسعة" و "مشروع صفقة القرن" : هو جوهرهما المشترك والرامي إلى نزع الصفة السياسية والحقوقية عن فلسطين والقضية الفلسطينية ، وتحويلها إلى (قضية اقتصادية) يمكن حلها بمشاريع استثمارية كبيرة ، تغير من حياة الشعب الفلسطيني البائس . وهذه هي أخطر مهام "ورشة البحرين" الحالية ، باعتبارها مقدمة عملية لتنفيذ بنود "صفقة القرن" التصفوية ، وحتى لمشروع "الأقاليم التسعة" الذي سبقها بما يقارب الخمسة عشر عاماً!!
قد مهدنا لمقالنا ذك عن "مشروع الأقاليم التسعة" ، وقبل عشر سنوات كاملة من الآن .. بالقول : ((في بداية عام 2009 تجمعت لدينا معلومات مهمة وموثوقة عن هذا المشروع (أي) مشروع " الأقاليم التسعة " المزمع إقامته بين الأردن والكيان الصهيوني والضفة الغربية المحتلة.. فربطنا هذه المعلومات مع نظرة ونظرية (زبيغينو بريجنسكي) حول ما يسميه بــ "الشرق الأوسط " مع جملة الأحداث التي جرت في المنطقة حينها ، فأنتجت لدينا صورة مخيفة لمشروع خطير ينفذ في الخفاء ، وستكون له نتائج كارثية على المنطقة العربية وشعوبها ومجتمعاتها ومستقبل أجيالها!!))
فنظرية أو وصفة بريجنسكي للمنطقة العربية خطيرة المضمون .. فهي تقول : ((الشرق الأوسط مثلاً: مكون من جماعات {عرقية ودينية} يجمعها إطار إقليمي ، فسكان مصر وشرق البحر المتوسط {غير عرب} ، أما داخل سورية فهم عرب .. وعلى ذلك فسوف يكون هناك شرق أو سط مكون من جماعات " عرقية " و "دينية" مختلفة على أساس [مبدأ الدولة/ الأمة] تتحول إلى كانتونات طائفية وعرقية يجمعها إطار إقليمي (كونفدرالي) وهذا سيسمح للكانتون الإسرائيلي أن يعيش في المنطقة بعد أن تُصَفْى فكرة " القومية "))(1)
وما يعنيه هذا مشروع واضح ولا يحتاج لأي تفسير .. فبعد أن تمت ـ أو كادت أن تتم ـ تصفية "فكرة القومية" ـ يعني القومية العربية وليست أية قومية أخرى ـ تحولت المنطقة العربية إلى ((شرق أو سط مكون من جماعات " عرقية " و "دينية")) فعلاً ، وحسب نظرية بريجنسكي تماماً! وهذا هو الشق الأول من تلك النظرية.. أما شقها الثاني فهو: تحويل تلك الجماعات (العرقية والدينية) ـ في الوطن العربي ـ إلى ((كانتونات طائفية وعرقية)) على ((أساس [مبدأ الدولة/ الأمة] ، وجمعها في ((إطار إقليمي (كونفدرالي).)) .. وهذا الـ ((إطار إقليمي (كونفدرالي).)) هو مشروع ((الأقاليم التسعة)) الذي طرح في أواسط تسعينات القرن العشرين الماضي ، كصيغة عملية تنفيذية لنظرية بريجنسكي نفسها ، واتخذت بشأنه خطوات عملية وتنفيذية فعلية من قبل بعض أطرافه!! ***** ومشروع "الأقـــالـــيـــم الـــتـــســـعـــة" .. يعني : تقسيم العراق والأردن كل منهما إلى ثلاثة أقاليم ، وتضاف إليهما كل من الضفة الغربية ، وقطاع غزة ، وأجزاء من سيناْء ، لتتشكل من مجموعها "الأقاليم التسعة" الواردة في هذا المشروع ، وإسكان الفلسطينيين وتوطينهم نهائيا في إطار هذا الإقليم الواسع ، بعد دمج تلك الأقاليم ببعضها وتزويدها ببنية تحتية متطورة وطرق حديثة (أوتوسترادات) وسكك حديد ومطارات كبيرة ومصانع متنوعة ومشاريع زراعية وخدمية مختلفة ........الخ بحيث تتحول هذه الأقاليم التسعة إلى منطقة متطورة وأعلى مستوى من محيطها المباشر ، لتعيش في حالة من الرفاه المادي وبحبوحة من رغد الحياة السهلة الممتعة والملونة ، حتى ينسي أهلها فلسطين والعرب وقضاياهم ومشاكلهم التي لا تنتهي!! على أن يتم تنفيذ هذا المشروع على مراحل : ويتم اكماله : بـ (أموال خليجية) و (تكنلوجيا "إسرائيلية") و أيدي عاملة (مصرية ومحلية)!!
ويبدو أن "ورشة البحرين" ستكون ـ سراً أو علناً ـ هي الأداة الرسمية العربية الخليجية/ "الإسرائيلية" الأمريكية ، لتنفيذ هذا المشروع الخطير بكل تفاصيله ، ((رضي من رضي وأبى من أبى)) . فهذا المشروع هو وحده الذي : ((سيسمح للكانتون الإسرائيلي أن يعيش في المنطقة بعد أن تُصَفْى فكرة " القومية ")) ، ويصبح هو قائدها الوحيد وسيدها المطاع ، والوكيل الحصري للإمبريالية الأمريكية في المنطقة !! لقد كان العــــــــــــراق : يقف كعقبة كأداء في طريق هذا المشروع ، لكن بعد غزوه واحتلاله من قبل الأمريكان ، وإشاعة التناقضات الطائفية والأثنية والقبلية فيه ، أصبح الطريق ممهداً لتنفيذ بنود هذا المشروع الخطير!! أما الأردن فلا يستطيع أن يقول لا لهذا المشروع : وقد أجبر على اتخاذ خطوات تنفيذية لهذ بشأنه ، أهمها تقسيمه إلى ثلاثة أقاليم فعلياً ... هـــــــــــــــــــي : إقليم مـــؤتــــه ، وإقليم الـــيـــرمــــوك ، وإقـليم رغـــــــــــــــدان!! وكذلك الضفة الغربية لا تستطيع القول لا لهذا المشروع : فقد تم تقطيع أوصالها ومسمح معالمها بالكتل الاستيطانية الكبيرة ، على أن تربط أجزائها المتبقية ـ وفق هذا المشروع ـ مع قطاع غزة بخط سكك حديد وطرق برية معلقة ، تضاف إليهما أجزاء من سيناء ، حتى تتشكل من مجموعها ثلاثة أقاليم أيضاً! أما ســـــــــيــــنـــــاْء فهي ركن أساسي في هذا المشروع : والمقدر بشأنها ـ وفق المشروع ـ أن يؤخذ جزءاً منها ويربط إدارياً مع قطاع غزة ، لتشكل مع غزة والضفة الغربية الثلاثة أقاليم الفلسطينية المطلوبة ، وتربط تالياً مع كل من الثلاثة أقاليم الأردنية والثلاثة أقاليم العراقية بروابط أبدية!! ***** وعلينا أن ننبه مرة ثانية .. إلى : أن كل هذه التفاصيل قد كتبناها قبل عشر سنوات بالتمام والكمال ، وأتت جميع أحداث منطقتنا العربية و "ورشــــــة الــــبحــريــن" بالذات ، لتؤكد صدق ما ورد في تلك الكتابات وصدق ما تنبأت به ، وعلينا أن ننبه أيضاً إلى أن هذا المشروع "مشروع الأقاليم التسعة" قد طرح سراً ، منذ منتصف تسعينات القرن العشرين الماضي ، واتخذت اجراءات عملية لتنفيذ بعض بنوده.. منها: تقسم الأردن إلى أقاليم وتقطيع أوصال الضفة الغربية ، ومنها جعل "إسرائيل" دولة يهودية خالصة بقانون "القومية" ، ومنها ما يخص سيناء واستقطاع أجزاء منها كما ورد في الاتهامات والموجهة لــ (محمد مرسي) ، ومنها (التــطـــبـــيــــــــع) الجاري علناً على قدم وساق ، ومنها "ورشــــــة الــــبحــريــن" الحالية كصيغة تنفيذية لذلك المشروع....... الخ ، وغيرها هذا كثير مما ورد في ذلك المقال ، وقبل عشر سنوات من الآن بالتمام والكمال !! ***** في بداية شهر آذار/ مارس 2017 قامت الولايات المتحدة بعدوان واسع على الشقيقة سورية ، بذريعة استخدامها للـ "السلاح الكيمياوي" في خان شيخون . ومن جانبنا رأينا ـ حينها ـ في تلك الضربات الأمريكية لسورية خلطاً للأوراق ، ومقدمة لإدخالها عنوة في مشروع "الأقاليم التسعة" نفسه .. فكتبنا من جديد عدة مقالات متسلسلة بعنوان : [ما خلف الضربتين؟! ((وصفة بريجينسكي.. والأقاليم التسعة)).] ونشره لنا "الحوار المتمدن" في حينه مشكوراً . وقد شرحنا في تلك المقالات تفاصيل ذلك المشروع الخطير من وجوه عديدة ، وضمناها نصوص المقالات الثلاثة الأصلية اللاتي نشرناها عن المشروع نفسه عام 2009 في صحيفة "العربية" البغدادية!
وقد ابتدأنا تلك المقالات بــ [مقال تمهيدي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=555111 ] تضمن تلخيصاً وافياً عن مشروع الأقاليم التسعة ، واحتمالاته المستقبلية!
وهذا نص ذلك المقال التمهيدي*: ((الحوار المتمدن-العدد: 5491 - 2017 / 4 / 14 - 21:12 المحور: مواضيع وابحاث سياسية مقال تــمــهــيــدي: تبدو معطيات الأوضاع الحالية، أن العدوان الذي قامت به الولايات المتحدة على سورية الدولة ذات السيادة والعضو في الأمم المتحدة قبل عدة أيام سوف لن يكون الأخير، إنما ستتبعه عدوانات مشابهة كثيرة، وسيكون للأردن فيها جميعها دور كبير أعد لها وأعدت له منذ زمن طويل!. وربما ستفرض الأردن (منطقة عازلة) في جنوب سورية على الحدود المحاذية لها، شبيهة بــ (المنطقة العازلة) التي فرضتها تركيا في شمال سورية، لتقطيع أوصال سورية وضمها إلى مشروع أكبر يجري العمل به حالياً، وتم الاشتغال به والإعداد له منذ أواسط تسعينات القرن الماضي!!. ففي عام 1994 وعقب " اتفاقات أوسلو" بين الفلسطينيين والصهاينة عام 1993، عقدت الأردن هي الأخرى " إتفاقية وادي عربة " مع الكيان الصهيوني برعاية أمريكية، وضمن طبخة إقليمية ودولية تشرف عليها الولايات المتحدة نفسها، لتسوية القضية الفلسطينية تسوية نهائية.. ومن اهم أهداف تلك الطبخة: الصلح والتطبيع بين الأنظمة العربية والكيان الصهيوني!. إلغاء "حق العودة " وتوطين اللاجئين الفلسطينين ضمن إطار إقليمي واسع، بدلاً من "حق العودة " نفسه!. إنشاء إقليم كبير يطلق عليه اسم ((الأقاليم التسعة)) ويضم كل من: العراق والأردن والضفة الغربية، تضاف إليهم غزة وأجزاء من سيناء لاحقاً!. تصبح " إسرائيل " دولة يهودية خالصة، وللمستوطنين اليهود وحدهم!!
على أن يقسم كل من العراق والأردن إلى ثلاثة أقاليم، وتقسم الضفة العربية إلى ثلاث قطاعات تفصل بينها الكتل الاستيطانية الكبيرة.. فتتشكل من مجموع هذه الأقطار العربية المفتتة " تسع أقاليم " ، تشكل بمجموعها ما يعرف بــ " الأقاليم التسعة "!. وقد تم تقسم الأردن إلى ثلاث أقاليم فعلاً..وهي: [إقليم مؤته ، وإقليم اليرموك ، وإقليم رغدان].. على أن يقسم العراق هو الآخر إلى ثلاث أقاليم ايضاً.. وهي: [إقليم الجنوب ، وإقليم الوسط ، وإقليم الشمال] أو كردستان القائم الآن فعلياً!.
ومن ضمن الترتيبات الأخرى لهذا المشروع الخطير: أن تؤجر الأردن ((وادي عربة)) الأردني للكيان الصهيوني لمدة (99عاماً/ وقد أجرته فعلاً).. وكذلك تُشَقْ قناة تربط البحر الميت بالبحر الأحمر تسمى بــ " قناة البحرين" يستوطن جانبيها مليون مستوطن يهودي، على أن تتحمل الأردن مع الكيان الصهيوني تكاليفها مناصفة وبمساعدات دولية.. وقد بدأ العمل فعلاً في هذه القناة، ومنذ عدة سنوات!! وحسب التصميم الأساسي لهذا المشروع الخطسر، أن تربط هذه (الأقاليم التسعة) عند قيامها مع بعضها بــ (نظام كونفدرالي) وطرق حديثة (أوتوسترادات) وأنظمة اتصال وبنية تحتية متطورة، وكذلك إعادة الحياة لمشرع (سكك حديد الحجاز) العثماني القديم ثانية، وإيصاله إلى الخليج العربي ومنابع النفط الخليجية، على أن يمر فرع رئيسي منه بمدينة حيفا المحتلة!! على أن تقام في هذه " الأقاليم التسعة " مشاريع سياحية وخدمية وصناعية وزراعية عملاقة، كي تصبح مركز جذب شديد في عموم المنطقة، وتوفر لمواطني هذه الأقاليم التسعة العمل المستمر والرفاه المادي وبحبوحة من العيش الرغيد (خصوصأ لللاجئين الفلسطينين) لتنسيهم فلسطين وقضيتها والأمة العربية ووحدتها.. لكي تعيش هذه المنطقة بأمان ناعم وسلام دائم!!
ويمكن أن تقوم كل هذه المشاريع: السياسية والاقتصادية والصناعية والزراعية والخدمية.......إلخ جميعها في آن واحد أو متفرقة عن بعضها.. شرط أن تكون متساوقة مع بعضها ويؤدي بعضها الى بعض، عملياً وزمنياً وسايكولوجياً وسياسياً!. على أن يتم تمويل جميع فروع هذه العملية ومشاريعها العملاقة برمتها، ومن جميع جوانبها العملية والمالية والتنفيذية، من خلال التزاوج بين ألمال العربي ـ والخليجي خصوصاً ـ والخبرة والتكنلوجيا الصهيونية، والأيدي العاملة العربية الرخيصة!. وذلك بعد أن يتم الصلح بين (العرب والصهاينة) واقعياً.. ولا يهم إن كان هذا الصلح رسمياً ومعلناً، أو كان سرياً وغير معلن، المهم أنه قائم وفعال ويشتغل على جميع الجبهات بدون عوائق.. وهذا هو الذي نراه اليوم يطبع السياسة العربية بطابعه!!.
وقد أضيفت إلى هذا المشروع جوانب سياسية وإيديولوجية وسايكولوجية مكملة: • منها: القيام بــ " التطبيع " الفعلي مع العدو بدون ضجيج، وبشكل تدريجي وغير استفزازي، إلى أن يصل هذا التطبيع إلى حد، يقنع أغلبية العرب باعتبار الصهاينة " أولاد عم " حقيقين لهم.. وليسوا أعداءاً!! • ومنها: خلق (عدو بديل) للعرب يحل محل " إسرائيل " في وجدانهم وضمائرهم وسلوكهم.. وقد تم اختيار (إيران) لتكون (عدواً حقيقياً) للعرب، ولاعتبارات طائفية وعقد تاريخية واحتكاكات جوار جغرافية، معروفة بين الأمم المتجاورة في جميع أصقاع الأرض!! • ومنها: خلق أجواء عربية عاصفة تقلب أوضاعهم رأساً على عقب، وتجبرهم على تغير أولوياتهم وقناعاتهم وولائاتهم وإيديولوجياتهم وتوجهاتهم الفعلية.. وقد تم استغلال " الثورات العربية" أو " الربيع العربي " لهذا الغرض، بنجاح منقطع النظير!! وغير هذا الكثير والكثير جداً مما سنأتي على ذكره لاحقاً..وهذا الكثير هو ما نرى بعض معالمه الآن مسيطرة في الساحات العربية والسياسة العربية الرسمية ـ والخليجية منها خصوصاً ـ بكل وضوح وعهر سياسي وأخلاقي!.
لكن العائق الذي كان يحول دون تنفيذ (مشروع الأٌقاليم التسعة) هذا بكامل بنوده في ذلك الوقت هو العراق.. ولما تم احتلاله عام 2003 أصبحت الطريق سالكة لتنفيذ بنود ذلك المشروع بدون عوائق تذكر.. بل وأصبح العراق هو الصورة النموذجية لهذا المشروع بجميع بنوده وجوانبه المختلفة، وبعد أن تم تقسيمه واقعياً وفعلياً إلى أكثر من الثلاثة أقاليم الواردة في " مشروع الأقاليم التسعة " الأصلي!! وإذا كان العراق في الماضي هو الذي شكل عائقاً أمام تنفيذ ذلك المشروع بكل بنوده، فإن ســـــــــــوريـــة اليوم هي التي تشكل هذا العائق أمامه، بعد أن تمت إضافتها إلى هذا المشروع ككيان رابع وأقاليم جديدة، تضاف إلى تلك الأقاليم التسعة!. وما الحرب المعلنة على سورية منذ ست سنوات، ومعها الضربتين الأخيرتين ـ الكيمياوية والصاروخية ـ إلا لإزالتها من على الطريق ـ كعائق يعيق ـ تنفيذ مشروع " الأقاليم التسعة" .. فإدخلت فيه عنوة، وبالقوة الإرهابية والقوة الأمريكية سوية!. وكذلك لإزالتها نهائياً ـ وبغض النظر عن أراء البعض بالنظام ـ من على خارطة الدولة العربية المحورية التي زالت قائمة وتقاوم، وتحويلها هي الأخرى إلى دويلة مفتتة و (كانتونات) منفصلة ومتناحرة مع بعضها.. وحسب "وصفة بيريجي نيسكي" الأصلية! . *** في بداية عام 2009 تجمعت لدينا معلومات مهمة وموثوقة عن هذا المشروع، مشروع " الأقاليم التسعة " المزمع إقامته بين الأردن والكيان الصهيوني والضفة الغربية المحتلة.. فربطنا هذه المعلومات مع نظرة ونظرية (زبيغينو بريجينسكي) حول ما يسميه بــ "الشرق الأوسط " مع جملة الأحداث التي جرت في المنطقة حينها، فأنتجت لدينا صورة مخيفة لمشروع خطير ينفذ في الخفاء، وستكون وله نتائج كارثية على المنطقة العربية وشعوبها ومجتمعاتها ومستقبل أجيالها!! فكتبنا مقالاً مطولاً من ثلاثة أجزاء حول هذا الموضوع، وتحت عنوان ((وصفة بريجنسكي....والأقاليم التسعة)) نشرناه تباعاً في جريدة " الـــعــــــــربــــيـــة " البغدادية الغراء . وقد نشر القسم الأول من المقال بتاريخ: 2009-6-27 العدد:165..ونشر القسم الثاني منه بتاريخ: 2009-7-11 العدد: 167. أما القسم الثالث والأخير من المقال فقد نشر بتاريخ: .169 :العدد: 2009-8-1
واليوم، وبعد ثمان سنوات من نشر هذا المقال، نرى أن له روابط قوية جداً تربطه بما حدث ويحدث الآن، وجملة وقائع كثيرة تجري وجرت في وطننا العربي عموماً، وفي العراق وسورية خصوصاً!. وقد سلطت (الضربة الكيميائية) في سورية والضربة الصاروخية الأخيرة لسورية ضوءاً قوياً وكاشفاً، على جملة المعلومات التي وردت في ذلك المقال، وربطتها بها ربطاً محكما!. ولهذا سنعيد نشر هذا المقال المهم لنرى: ما الذي تحقق منه وما الذي لم يتحقق؟..وأين صدق هذا المقال وأين كذب أو أين توهم وتخيل؟..وأين نقف نحن الآن من تنفيذ باق بنود ذلك المشروع أي، "مشروع الأقاليم التسعة"؟؟
ونحن هنا سننشر هذا المقال التمهيدي والتعريفي بذلك الشروع أولاً، ثم يليه مقالين آخرين في تفنيد قضية " الضربة الكيمياوية " التي اتهمت بها سورية، و " الضربة الصاروخية " الأمريكية العقابية لسورية، وتفنيد جملة الوقائع المزورة التي استندت إليها الضربتان!!)) ................... (أنـــتــــــــهـــــى) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: (1) أمين هويدي: مجلة "المستقبل العربي" شباط / فبراير 1981 . *ولمن يريد الاطلاع على باقي هذه المقالات .. ففيما يلي روابطها : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=555491 : رابط المقال الثاني . http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=555966 : رابط المقال لثالث . http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=556561 : رابط المقال الرابع . http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=557427 : رابط المقال الخامس . http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=558288 : رابط المقال السادس والأخير .
#خلف_الناصر (هاشتاغ)
Khalaf_Anasser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لو كنت مسؤولاً عراقياً/4 والأخير..... * لجعلت العراق مركز ال
...
-
لو كنت مسؤولاً عراقياً/3؟..... لجعلت العراق مركز العالم؟!
-
لو كنت مسؤولاً عراقياً/2؟..... لجعلت العراق مركز العالم؟!
-
لو كنت مسؤولاً عراقياً/1؟..... لجعلت العراق مركز العالم/1؟!
-
هل قدم العرب شيئاً للحضارة الإنسانية؟!/6.... المدفع هل هو اب
...
-
هل قدم العرب شيئاً للحضارة الإنسانية؟!/5.... شهادات.. وشهادا
...
-
هل قدم العرب شيئاً للحضارة الإنسانية؟!/4 .............التاري
...
-
هل قدم العرب شيئاً للحضارة الإنسانية؟! /3.... شهادات/1
-
هل قدم العرب شيئاً للحضارة الإنسانية؟!..... مصادر الشر في ال
...
-
هل قدم العرب شيئاً للحضارة الإنسانية؟! ......... ((في البدأ
...
-
علينا أن نطمئن إسرائيل-!؟
-
بانتظار غودو (العراقي)..الذي لا يأتي أبداً!!.. 3)والأخير)
-
بانتظار غودو (العراقي)..الذي لا يأتي أبداً!!..(2)
-
بانتظار غودو (العراقي)..الذي لا يأتي أبداً!! ..(1)
-
((علماني.... جلكم ألله!؟))
-
الثورات ((عربية)) ....... و الربيع ((أمريكي))!!))
-
هل يعي البشير الدرس؟!
-
اليمن ذلك الكوكب المجهول!؟... القسم الرابع: يمن الأسرار و
...
-
اليمن ذلك الكوكب المجهول!؟... القسم الرابع: يمن الأسرار و
...
-
اليمن ذلك الكوكب المجهول!؟.... القسم الثالث: ..... اليهود وا
...
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|