أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى حقي - ضرورة تنظيم الأسرة في حياتنا المعاصرة ...؟














المزيد.....

ضرورة تنظيم الأسرة في حياتنا المعاصرة ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 10:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


جُلّ شبابنا أو كلهم إلا ماندر ، وبدافع من مغامرة عاطفية أو الرغبة في الاستقرار والضرورة الطبيعية لتشكيل أسرة ، أو تخلصاً من كبت جنسي مزمن في مجتمع مغلق وعصر الفضائيات الفضائحي ، يندفعون إلى الزواج الذي هو سنّة الحياة متخطين أعباءها المادية رغم صعوبتها ، والتي قد تثقل كاهل شبابنا وأسرهم التي تتحمل بالنتيجة الجزء الأكبر من المصاريف ، ومع ذلك فهي الخطوة الأولى والأسهل في مسار الحياة الزوجية التي تبدأ بالعسل الحلو وليس المر ....! والتي ستشكل أسرة لها مشاكلها ومستقبل أبنائها .. وقليل جداً من فكـّر أثناء فترة الخطوبة بإجراء عملية جرد حسابية لميزانية مستقبل العائلة القادمة ودخلها القائم على راتب الخاطب أو دخله الخاص ، واستثناء بإضافة راتب أو دخل المخطوبة في حال كونها عاملة أو لها دخلها الخاص ، مع أن الواقع المرّ المتولد من تفاقم المشكلة الاقتصادية
وعدم تناسب الدخل مع الإنفاق والذي يحتم عمل الزوجة لزيادة دخل الأسرة لمساعدة الزوج ودعم اقتصاد الأسرة حتى يتوازن ماتجنيه تلك الأسرة والإنفاق دون الوقوع في براثن الحاجة والعوز ، مع أن الواقع المر والفوضوي لمجتمعاتنا يحتم كون أكثر العاملين من شبان وشابات مرتبطين بالتزامات أدبية اتجاه أسرهم المتخبطين في مسلسل ولادات عشوائية ومد يد العون إليهم ولو بجزء يسير من واردهم الضئيل لمساعدة أوليائهم ولزمن غير محدود ، والذي يفاقم المشكلة أن الخلف لم يستفد من خطأ السلف في تكوين أسرة على عشوائية مغلفة بالجهل ، ومازال الخلف يعلق مستقبل أسرته القادمة على التوكل السلفي والقضاء والقدر ، وان الخالق الذي خلقهم كفيل بإعانتهم وذريتهم ، وان المولود يأتي ورزقه معه ، وان المجتمع يُعز بكثرة عدد أفراده ومن الذكور خاصة لنباهي بهم الأمم ...!؟
ولكن .. وفي مواجهة الظروف المعاصرة والواقع العملي لمشاكل الأسرة .. فإن حساب الحقل لن يطابق حساب البيدر ، وانه ( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان) وأن زمن ( الزلم ) قد ولى وجاء زمن العلم والعقول المفكرة المجتهدة في أمور الدنيا وان ضغطة زرٍ تعوض بل تفوق آلاف الرجال .. وعليه فإن زيادة عدد أفراد الأسرة غير المنسجم والمتكافيء مع دخلها سيورثها صعوبات مادية واجتماعية ومعنوية على صعيد الأسرة والمجتمع ولا حصر لها .. بل ان التزايد السكاني العشوائي سيكون وبالاً على الدول النامية ككل ولا يمكنها والحال عليه من مواكبة عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والصحية وتوازنها مع واقع التنمية السكانية العشوائية ..
أما على الصعيد المحلي ، فإن النمو السكاني غير العقلاني يكدس أسراً ممن دخلهم متدن وغير متوازن في أحياء عشوائية ومساكن ضيقة يضيق استيعابها على العدد المتزايد من أفراد الأسرة الذين يحشرون في غرفة واحدة واستثناءً في غرفتين ، وما ينجم عن ذلك من انحراف خلقي وأخلاقي ومشاكل صحية لانعدام النظافة والتهوية وشح الغذاء الذي يعيق نمو الفرد المتكامل جسدياً ، فالعقل السليم في الجسم السليم ..
ومما يزيد الطين بلّة .. أن الأمهات وأغلبهن غير عاملات ، وتغلب عليهن الأمية ، ونتيجة ضيق المكان والفوضى التي يحدثها الأطفال وفي حيز ضيق يضطررن إلى فتح الأبواب والدفع بأبنائهم إلى الزقاق الذي يشكل فرعاً من شارع متردٍِ بيئياً وصحياً وأخلاقياً والذي هو وليد الأحياء العشوائية المفتقرة إلى كل مقومات السكن الصحي الملائم حتى إلى صرف صحي ...! وبالكاد تصلها المياه الشحيحة والتيار الكهربائي وعلى فترات متقطعة ، وتغزوها القوارض والكلاب الشاردة وأسراب الذباب والبعوض بل ان تلك الأحياء أشبه بزرائب حيوانات العالم المتخلف ، كما يهيمن على تلك الأحياء ظاهرة الأمراض الملازمة لسوء التغذية والتلوث والإنحلال الخلقي والاستغلال الديني في أبشع صوره من قبل مدعين جهلة يقودون الشباب اليافع إلى تطرفٍ جاهلٍ تنأى عنه جميع الأديان ...؟
إن الأسر التي لم تحسب حساباتها في البدء ، وبنت أسرها على التوكل مثلها مثل فلاح ( العذي) الذي يعتمد في ري أرضه على مياه الأمطار في أراضي بورٍ وخارج خط الأمطار .. يبذر الأرض .. ثم يرفع عينيه إلى السماء مستجدياً الرحمة والعيش على الأمل .. فسنوات الخير متباعدة ونادرة ، ومابين الخير والخير تحدث مأسٍ وعوز مريرٍ قد يشتت تلك الأسر ويدفع بأبنائها إلى الهجرة والرحيل والتشرد ..
فالتوكل يجب أن يتصف بالعقلانية ( إعقل وتوكل) ومقرونة بالعمل ، لأن الأسرة إذا لم تنظم نسلها وفق دخلها فإن فإنها ستتعرض لمشاكل اجتماعية وصحية وأخلاقية ، والمشكلة ستتفاقم عندما سيتسرب الأولاد من مدارسهم لذات الأسباب السابقة .. وفي أحسن الأحوال يلجأ الآباء إلى رمي أطفالهم في ورش صناعية ليتعلموا مهنة ، وليتعلموا أيضاً طرقاً انحرافية لاأخلاقية ، بالإضافة إلى قاموس من الكلام البذيء وليد الشارع والبيئة المتخلفة ، ومن حسن الحظ أننا وحتى تاريخه لم نصل إلى مجتمعات مدن الصفيح التي تعج بها مدن العالم الثالث المكتظة بالسكان .. في نهاية الخمسينات عشت تجربة بيوت الصفيح تلك في ( الكرنتينا) ببيروت ..
فإن الفاصل بين اسرتين متجاورتين هو بسمك تنكة صفيح التى تقل عن نصف مليمتر ، وآلاف الأسر كانت تعيش متجاورة بهذا الشكل المريع حتى أنها تسمع أنفاس بعضها بعضاً وتشم روائحهم والمشكل الأكبر افتقار تلك المساكن إلى صرف صحي .... فتصور يارعاك الله ..! وهذا ماينتظر الشعوب إذا لم تتحكم بأعداد أسرها بالعقل والمنطق والواقع متخطين الروحانيات وقواميس الجهل ....
وأخيراً فالتخطيط المسبق لمستقبل الأسرة وتنظيمها في بدء تشكيلها ضرورة معاصرة وحتمية في ظل التوعية المبكرة عن طريق وسائل اإعلام والمنظمات الإنسانية والجمعيات والنقابات ، ودور الدول الهام في توزيع الثروة بشكل عادل وتناسب الدخل مع الإنفاق وضرورة دعم العلم والعقل بثقافة رائدة في زمن الغزو التكنلوجي السريع وزحف العولمة الذي لايرحم ..



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طَبَقِيَة الطبقة العاملة والواقع العملي لتغييرات مجدية
- تنامي الظاهرة الطظية في مصر بعد طظ المرشد العام....؟
- حقوق المرأة مابين الترابي والقرضاوي والتلويح بالبطاقة الحمرا ...
- اللص والسكير
- صراع الحضارات أم سقوط الهة أم توكل قدري
- جمالية العجيلي في أبطاله
- كسوف الشمس أم كسوف العقل والحريات
- الرواية عالم واسع والروائي يتناول ركناً حياً من واقع اجتماعي ...
- أيتها النساء عليكن النضال ضد النساء
- هذا لم يحدث في سوربة ..؟
- لن ينالوا من أفكارك النبيلة ..؟
- رسالة إلى الأخ السيد حسن آل مهدي
- لما كانت المرأة نصف المجتمع ، فمن يمثل هذا النصف سياسياً وتش ...
- التسونامي
- الحضارة والديموقراطية
- قيود الابداع والرمز ...؟
- الثقافة والمثقف بين الجانبين المادي والروحي


المزيد.....




- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى حقي - ضرورة تنظيم الأسرة في حياتنا المعاصرة ...؟