أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي ماضي - سياسة الحمق في ايران والعراق














المزيد.....


سياسة الحمق في ايران والعراق


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 10:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يروي صاحب مروج الذهب في تاريخ العرب أن واحدة مما يسمى بحربي الفجّار نشبت في العصر الجاهلي لأن أحدهم مدّ ساقه في سوق عكاظ المكتظة بالمّارة آنذاك ،مناديا من كان اعزّ مني فليقطعها، فقام إليه احدهم وقطع له ساقه،وهكذا وبكل بساطة أعدت العدد وتجمعت ألأحلاف ،وقرعت طبول الحرب ،ودفعت العرب آنذاك ما دفعت من دماء أبناءها،ثمن لساق ذلك الرجل المعتوه ، ومن المؤلم أنها سميت بحرب الفجار ليس لأنها انتهكت حرمة دم ألإنسان ،ولكن لأنها انتهكت حرمة اشهر كانت العرب قد خصصتها على إنها أشهر حَرَم. فليست المشكلة أن يموت ألإنسان ، فهو مخلوق ليموت،ولكن المشكلة أن تخرق العادات والأعراف.
منطق التحدي ألأهوج ،المنطلق من لاشيء سوى جعجعة اللسان ،كان السمة المميزة لعصر الطاغية صدام،فالرجل مد ساقه في ذروة زحام المجتمع الدولي مناديا ،ومستفزا من كان اعز مني فليقطعها ،وبكل بساطة قطعوا له ساقه ، وساق رئيسنا ألأحمق ليست موضع اهتمامي ،فسحقا له ولساقه ،ولكن ما يؤلمني أن يدفع العراقيون ثمن هذا الحمق .
أستطيع أن ابرر لماذا تصرف صدام على هذا النحو البدائي ، فللجينات دور هام على اعتباره خلف أحمق منحدر من ذلك السلف المعتوه! أضف إلى ذلك امراض الشخصية العربية المتمركزة في اللاشعور،و الخ مما تجود به جعبة علمي النفس والاجتماع.
ولكن ما لا افهمه حقا لماذا يتصرف الساسة الإيرانيين على نفس النحو ،فها هم وبكل بساطة يعيدون نفس السيناريو العراقي، نفس التصريحات الملتهبة ،المستندة إلى خواء ،نفس استعراضات القوة ،الفارغة ،العراق كان ثامن دولة تدخل نادي الفضاء ،والإيرانيون ثامن دولة تدخل النادي النووي، نجادي يريد أن يزيل إسرائيل من الخارطة ،كما أراد صدام أن يحرق نصف إسرائيل .
حتى طريقة استغفالهم من قبل الدوائر الغربية واحدة،يتغافل عنهم الغرب ،فيظنون أنهم نجحوا في استغفاله ،وبدلا من أن ينفقوا أموال العباد في مجالات البَنى التحتية ، ترضعها منهم الدوائر الغربية رضع الحمل لأمه .
وفقا لبروتوكولات معدة سابقا ،ففرنسا وروسيا والمانيا ،تبيع ضحاياها من الدول الغبية بما تحتاجه ،لتشبع أوهامها المريضة ،في الحصول على أسلحة الدمار الشامل مقابل أرقاما فلكية من أموال الفقراء طبعا، وما أن تصل قريبا من الخطوط الحمراء ،يأتي دور أمريكا وبريطانيا ، لتنفذ الجزء الثاني من الخطة، لتنقذ العالم من خطر أسلحة الدمار الشامل، وتحصد شركاتها استثمارات إعادة بناءٍ البَنى التحتية التي دمرتها الحرب .
أنا لا أبالي بساق نجادي وان مدها في وسط الجحيم ،ولكنني أتألم إلى ما سيئول إليه مصير الشعب الإيراني المسكين، الذي ما زال الكثير من فقراءه يسكنون بيوتاً من طين سقوفها من عمد الخشب البالي ،فموضوع توجيه ضربة أمريكية إلى إيران أصبح مفروغ منه،والسؤال الآن هل ستكون الضربة إلى إيران تحت غطاء الشرعية الدولية ،أم خارجها؟!
أنا لا أبالي بساق نجادي ،ولكن أبالي بمصير الناس الفقراء في جنوب العراق ،فيما لو أغرتهم الفتوى ، ودفعتهم المشاعر الدينية ليكونوا وقودا لمحارق لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، وما يشهده الجنوب العراقي اليوم من عدم الاستقرار ألأمني ما هو إلا أوّل الغيث.



#علي_ماضي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمس التغير لن يحجبها غربال
- بلدي بين ياسي وتفاءلي
- صراع الديكة
- العقلية البدائية
- لقطات
- دراما المشهد السياسي في العراق
- أحداث ألاعتداء على المراقد... تحت المجهر
- مسكوا الحمار
- حطوتنا الثالثة
- افرحني..ابكاني...اغضبني
- اكلت يوم اكل الثور ألأبيض
- كيف نقيم وننتخب؟
- ما نحتاجه ألآن
- الشروع في قلع الطبوع
- العالم ألآخر
- ثلاث وصايا سيدي المواطن
- هل تتعامل القوى اليسارية والعلمانية بموضوعية مع المسرح السيا ...
- لابداية من القمة
- لماذا نشوه التأريخ
- نقطة الحيود


المزيد.....




- -أسوأ معاملة إنسانية-.. قائد شرطة يتحدث عن رجل زُعم أنه كان ...
- مباشر: كييف تبدأ بتشكيل فريق لمراقبة هدنة محتملة وويتكوف ينق ...
- حماس توافق على الإفراج عن جندي إسرائيلي-أميركي وجثامين 4 من ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 29 بلدة في كورسك و4 بلدات في دونيت ...
- مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
- مصر.. الأمن يلقي القبض على مسن بتهمة التحرش بطفلة
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- -حماس- تعلن موافقتها على مقترح تسلمته من الوسطاء لاستئناف ال ...
- حاسوب أمريكي يحل مشكلة معقدة أسرع بمليون سنة من الحواسيب الع ...
- سوريا.. أهالي السويداء يرفعون علم الموحدين الدروز في ساحة تش ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي ماضي - سياسة الحمق في ايران والعراق