أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبله عبدالرحمن - رواية العاشق!!














المزيد.....

رواية العاشق!!


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 6272 - 2019 / 6 / 26 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


يسيطر عليك شعور وانت تقرأ برواية العاشق للكاتبة الفرنسية مارغريت دوراس بأنك امضيت ساعات عند مجهولين في حضور مدعوين كانوا مجهولون وفي الحالة نفسها، وانك عشت لحظة من دون مستقبل ومن دون دافع انساني ولا غير انساني كما لو انك قد اجتزت حدودا ثالثة.
تقول الكاتبة مارغريت دوراس في استهلال روايتها العاشق: ( ذات يوم، في بهو مكان عام، وكنت قد تقدمت بالسن، اقبل نحوي رجل عرّفني بنفسه وقال لي: " اعرفك منذ زمن بعيد. يقول الجميع إنك كنت جميلة وانت شابة، وقد اتيت لأقول لك إنني اجدك الآن اجمل مما كنت في شبابك، وليس وجهك وانت امرأة شابة بأحب إليّ من وجهك الآن، هذا المكتسح". في هذه الرواية تصور لنا الكاتبة رصد لاثار الزمن على ملامح الانسان، وتقر بأن الشيخوخة لم تكن ترعبها بل على العكس كانت ترى فيها بأنها تجري في وجهها بنفس الاهتمام الذي كانت توليه لمجرى قراءة كتاب. تعود الكاتبة بفصول الرواية الى عاشقها الصيني حين كانت تقيم في فيتنام الصينية ابان كانت مستعمرة من الاحتلال الفرنسي. سردت لنا قصة حب غير متكافئة اذ كانت هي ما تزال طفلة في الخامسة عشرة من عمرها وهو بمنتصف العقد العشرين. كانت ترتدي حين شاهدته لأول مرة بسيارته الليموزين! ثوبا شفافا من فساتين امها وتضع احمر شفاه فاقع لا يناسب عمرها ولكنه كان يناسب فقرها وحاجتها! وحين سألها لماذا رافقته الى شقته قالت له انه الواجب! وحكت له عن معاناة والدتها في تدبير مصاريف البيت مع اخويها ومعها، وتابع حديثه اذن مالي وليس الحب ما جمع بيننا قالت له: حين رأيتك كنت في تلك السيارة، في المال، وبالتالي لا اعرف ما كان يمكنني ان افعل لو كان الامر خلاف ذلك. اذن هي قصة حب مستحيلة. تقول بأن ما كان يؤرقهما معا، انهما عرفا منذ الايام الاولى لقصتهما ان لا إمكانية لتصور مستقبل مشترك بالرغم من العواطف الجامحة التي جمعت بينهما.
رواية العاشق التي نالت عنها الكاتبة مارغريت دوراس جائزة غونكور، سرد جميل لفصول من حياة الكاتبة في مراحل الطفولة والشباب والكهولة والشيخوخة حيث تنقلت بين كل هذه المراحل بخفة وصدق. ووصفت بشفافية حالها حين رأت الشاب الذي احبته وهو برفقة فتاة اخرى مذعنا للتقاليد العائلية التي رفضت مثل هذا الزواج ولو ان امر الفراق كان ماثلا منذ اللقاء الاول بينهما.
يبحث الانسان بشكل دائم عن الحب والاهتمام وهذا امر فطري خلقه الله تعالى عليه، اذ ليس هناك ثمة مركز قط، لا درب ولا خط، ولا رأي يمكن ان يكون غالبا، لأن جميع الحقول مفتوحة لا جدران بينها، حتى لم نعد نعرف اين نضع انفنسا ولا اين وكيف نختبئ! لا يخفى على احد ان معظمنا يمتاز بوجه المتعة! من دون ان نعرف طريقها! اذ يمكن فجأة ان نرى انفسنا شخص اخر وكأننا نرى اخر لحظة من حياتنا.
معظم البنات يعتقدن انهن يعشن فصل في فصول روايتهن، يحتفظن من اجلها بالعديد من اثواب الانتظار، ويمر الوقت ولا يٌحدث الصمت الا ضجة الصفعة حين يكون قد فات الوقت ولا يصبح للاعتراف بالخطأ معنى!.
بطلة رواية العاشق لم توجد لتنغلق بل لتقاتل وتقتل، افكارها ليست ثابتة في الليل والنهار، لا يعنيها ان تصل الى شيء ما، بل يعنيها الخروج من حيث تكون! من سيطرة الام التي لا تريدها ان تكون كاتبة قصص ومسرحيات بل استاذة في الرياضيات. لم تخفي فرحها حين استطاعت الافلات من المستقبل الذي ارادته لها والدتها.
في نهاية الرواية او السرد تتلقى اتصالا من العاشق الصيني يخبرها فيه انه يتصل فقط ليسمع صوتها وانه سيبقى يحبها حتى الموت. تنحاز للحب رغم تعدد الزيجات ومرور الزمن. هل هناك احد ما لا يشاركها هذا الانحياز؟.
رواية العاشق من تأليف الكاتبة الفرنسية مارغريت دوراس وترجمة صالح الاشمر.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صاحب السعادة عادل امام!!
- انت قلت!!
- طلاء اظافر
- المرأة اللاجئة في عيدها
- حين يختلط الحابل بالنابل!!
- ملعب رياضة ام إبادة!!
- لطفا بنا ايها العام الجديد
- زوجة في الاربعين!!
- ثوب الاثارة والوصول الى العالمية!!
- الاسير سمير السرساوي يتنفس حرية
- الخاشقجي يطيح بمصداقية الاعلام
- عانس بأرادتي!!
- اوراق مهمة تحت اقدام المارة!!
- جامع الفراشات
- طلب زواج بالحافلة
- داعش في الدراما الرمضانية
- العمى!!
- نعومة الجلاد!!
- قطعة قماش!!
- انتهى وقت التحرش!!


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبله عبدالرحمن - رواية العاشق!!