|
الربوت مواطن في المجتمع الأوربي
مارتن كورش تمرس
الحوار المتمدن-العدد: 6272 - 2019 / 6 / 26 - 12:49
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
حزين أنا جداً حيث أكتب مثل هذا الموضوع الذي أتمنى من الله خالق الكون أن أكون على خطئٍ، لأني لا أتمنى لأي بلد من بلدان المهجر، الذي يحتضنُ اللاجئين من مختلف الجنسيات، أن تكون نهاية مجتمعه تأول إلى الإنقراض. معاناة عشناها ونعيشها عرقاً كأبناء الأمة الأشورية، ومعتقداً بل دينًا كمسيحيين، الذين أصبحت نسبة تعدادنا في الوطن وخارجه مهددة بالنضوب عاماً بعد عام. تشير معظم التوقعات العقلية، إلى أن ما تسير عليه بعض الدول من حول العالم، من تقنين لبعض السلوكيات الشاذة، لا محالة أن تتسبب بإلحاق الضرر في نسب التنمية البشرية. تبدو واضحة للعيان الأضرار الناجمة عن نمط العلاقة الإجتماعية الذي بدا غريباً للعيان من خلال: أولاً: النهج الخاطئ الذي تبرمجه قرارات البرلمانات في معظم دول أوربا. ثانياً: إنعدام العلاقات الزوجية المباركة التي تتطلب الإنجاب، أخذ بدلاً عنها بعلاقات جنسية خارج عهد الزواج تسمى بـ(السامبو) أو ما يسمى في الشرق بـ(الإستكعاد)! ثالثاً: المثلية. أو المثليين، ظاهرة أخذت بها بعض دول العالم بضمنها الدول الأوربية، متمادية أكثر في رفضها العلاقة الطبيعية في الإقتران بين الذكر والأنثى. نشرت دراسة لهذه الظاهرة على موقع الويكيبيديا:، تشير (الزواج المثلي هو زواج يعقد بين شخصين من نفس الجنس... يشير مصطلح "المساواة في الزواج" إلى الوضع السياسي الذي يعترف به القانون.. تعد هولندا أول دولة إعترفت بزواج المثليين قانونياً في عام 2001). بل تعتبر هولندا الدولة الوحيدة في أورباالتي تُباع فيها المخدرات بأنواعها في المحلات بشكل علني. أن الزواج الذي يعقد بين ذكر وأنثى في الكنيسة، يعتبر علاقة زوجية مباركة منذ أن خلق الله الإنسانَ ووضعه في جنة عدن. أن المثلية، تعني علاقة غير طبيعية، لا شرعية ولا إنسانية، بل ممكن أن تفسر في الشخص المثلي على أنها حالة فسيلوجية مرضية تستجوب العلاج النفسي ربما العقلي قبل الجسدي، لكي لا تتوسع وتتحول إلى ظاهرة ينتفع منها تجَّار الجنس. هذا النمط الجديد في العلاقة الجنسية المسمى بـ(المثلية) قد حصل على موافقة، بحيت تم تشريع قانون يحمي ذوي الإتجاهات المثلية! كأن برلمان الدولة الأوربية الذي وافق على هذه الحالة الشاذة، لم يدرك النتائج الوخيمة المترتبة على التنمية البشرية للعرق الآري/ الجنس الأوربي. لا ترتقي هذه الظاهرة الشاذة أبداً إلى العلاقات التكاثرية حتى فيما بين الحيوانات، التي نعرف عنها أنها تتزاوج وفق طريقة طبيعية، حيوان ذكر مع حيوان أنثى. أما ما لحق بعض أصناف الحيوانات من حالة إنقراض، لم يكن بسبب عدم الإنجاب، ولا لحالة جنسية شاذة، بل بسبب الإصطياد البشري في موسم تزواجها وتكاثرها. نالت ظاهرة المثليين الكثير من التأييد من قبل صحافيين وسياسيين، فيها تم الإعتراف بعلاقة جنسية شاذة تمارس بين نسبة قليلة من الأفراد. لقد تعاطف إعلاميون آخرون مع هذه الظاهرة الشاذة، مطالبين بضرورة حماية حقوق المثليين!! متناسين أن ما يسعون إليه عاقبته وخيمة! كيف؟ وفق نمط السلوك ( المثلي أو السامبو/ الإستكعاد) ستؤول الحياة في أوربا إلى أن تضمحل نسبة الجنس البشري الأوربي أمام بقية الأجناس التي وفدت إلى دول أوربا كلاجئين، خاصة أن معظم اللاجئين يعملون على الإنجاب سنة بعد أخرى بحيث أصبحت العائلة اللاجئة تحتكم على سبعة أفراد (أقل نسبة) وعشرة (قابلة للزيادة)!!! بالمقابل لجأ الزوجان الأوربيان إلى غلق باب الإنجاب كلياً وإن فُتِح فأمام إنجاب طفل وحيد أو تبني طفل من خارج أوربا! هذه الممارسة أصبحت العامل الرئيسي في إنقراض العرق الآري/ الأوربي/ الأبيض/ الأشقر، إضافة إلى الخسارة لبركة الله الذي خلق الإنسان على شبهه ومثاله “ وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا،... سفر التكوين١: ٢٦ ” واضحة لا جدال عليها. نفرض لو هبَّ واحدٌ من اللاجئين الآشوريين المسيحيين الذي عانى في الوطن الأمرين، إسوة ببقية الأقليات، يُنهضه الشعور بالغيرة على العلاقة الزوجية المباركة حسب النظام الالهي، وطلب مناقشة ظاهرة المثليين المشينة مع عضو من أعضاء برلمان إحدى الدول الأوربية، الذي وافق على تقنين المثلية، حيث تراه يخرج مبتسماً وغير خجل من الناس ولا خائف من الله الخالق، ليعلن من خلال وسائل الإعلام: نحن حكومة تلبي إحتياجات المواطن حتى لو كانت منافية للدين المسيحي أو للأخلاق. نقدر كأعضاء برلمان على حل ظاهرة نضوب الولادات في مجتمعنا الأوربي، التي أصبح البعض قلقاً عليها! من السهل لدينا تقنين وتصريح إقتران الإنسان من الحيوان! مثلاً الذكر يقترن من كلبة أو قطة وبالعكس!! يكمل عضو البرلمان تصريحه واثقاً من حله: لا ننسى أن القطط والكلاب هي حيوانات أليفة وعائشة مع العديد من مواطنينا في بيوتهم، اذا ممكن حلُّ المعضلة بإقترانهما والعيش سوية في شقة واحدة كزوجين! وما على البرلمان سوى تقنين الظاهرة وتعميمها. ليس هذا الرأي أو الحل بغريب على رجال تبوأ الواحدُ منهم مسؤولية ضمن وظيفته الموكل بها أمام الشعب، لأن معظمهم يتنكر للدين المسيحي كمعتقد قدمه الرب يسوع المسيح "له كل المجد" لهم على الصليب. بل تضمنت معظم دساتير دول أوربا على أنها دول علمانية! أي ليست مسيحية. بهذا حللوا لأنفسهم تقنين كل ما هو مخالف للخالق وملائم للشاذين. وسمحوا للمواطن بممارسة كل الحريات! حتى المنافية للدين والمنطق والأخلاق. يعود ذلك اللاجئ الغيور ثانيةً، ويسأل عضو البرلمان: ممكن أن تفشل عملية تزويج الإنسان من الحيوان! ما هو حلُّكم؟ يجيب بكل صراحة: لا ننسى أن العلم قد طفر سنوات عديدة إلى الأمام. في حالة تعرض عرقنا إلى الإنقراض فليس لنا سوى اللجوء إلى العلم، من أجل حل ظاهرة الإنقراض! والعلم لا يبخل علينا بإختراعاته، لقد هيأ لنا وفق صناعة مُتقدمة، الربوت ليحل، محل المواطن في كل علاقة كأنه البديل الحقيقي له. ألم تسمع أو تشاهد دخول الربوت في مجال صناعة السيارات؟ اذا ما الذي يمنعنا من إدخاله إلى الحياة الإجتماعية من أوسع أبوابها؟! بهذا لن نجد صعوبة في أن نصنع إنسان الربوت! نعطيه إسماً، لقباً، هوية، جنسية، شهادة السياقة، جواز السفر، شقة سكنية، حقوق المواطن، كحق الإنتخاب بل الترشيح للبرلمان! له عنوان معروف، ثم له حق الزواج من الإنسان أو العيش كسامبو أو حتى مثلي (لوطي أو سحاقية) له/ لها حق تبني الأولاد، يعترف القانون بهم أولاداً شرعيين. ثم سيحصل على لون البشرة الخاص بالعرق الأوربي. بل ممكن أن نصدر منه نسخاً إلى مختلف دول العالم. يعود ذلك اللاجئ الغيور ليسأله: يبدو أنك لا تبال بنظرة الكتاب المقدس “ولا تُضَاجِعْ ذَكَرًا مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ. سفر اللاويين١٨: ٢٢”. يعود ذلك اللاجئ الغيور ليسأل عضو البرلمان: أن الحلول التي وضعتها كعضو برلمان، غير مقنعة، لقد وضعت آلة بدل الإنسان. دساتيرنا علمانية. أنكم بهذا كبرلمان تتنكرون لله. يطمئنه مصرحاً: ذكرت لك قبل قليل. أمام العلم تختفي المشاكل. بل ستجد عاجلاً أو آجلاً، ربوتاً من بين الروبوتات عضواً في البرلمان! بل ليس غريب أن تجد في المستقبل ربوتاً جالساً مكاني وهو يصرح ويجيب على كل أسئلة الصحافيين. يجيبه ذلك اللاجئ الغيور، قائلاً: نعم ليس غريب! لأن الربوت يشبهك في عدم الإنجاب. لكنه لا يشبهك في عدم مصداقيتك، لأنه لم يُولد في مجتمعٍ يتنكر لله، لكن ليس بغريب أن يتعلم من المجتمع الذي سيكون فيه، فيكون كما تريدون. إنه آلة مصنوعة بأيدي بشرية لا تؤمن بالخالق.
#مارتن_كورش_تمرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشاشة العائلية
-
أين أنت يا فتاة؟
-
Halloween الهالويين
-
Vitamin D
-
النظرة الشرقية
-
لطفاً. يا أخي تريث
-
أغنى 8 أشخاص
-
الدولة الأوربية هي الأقوى
-
صناعة السيارت وتناول المنشطات
-
بكت بغداد
-
طفلة توقف شرطيين!
-
الكنيسة ما بين الوطن والمهجر
-
لطفا. حذارِ من الشرقي!
-
أيها المخرجون.. غيروا أساليبكم!
-
ليس هكذا يا كابتن حكيم شاكر
-
الفيسبوك ونمط السلوك الجديد
-
يا رب أحفظ لنا...
-
المديرية العمة للثقافة والفنون السريانية
-
من أجل قانون أفضل لأحوالنا الشخصية
-
المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|