أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روزكارمحمد فاتح - عشقت الثورية















المزيد.....

عشقت الثورية


روزكارمحمد فاتح

الحوار المتمدن-العدد: 6272 - 2019 / 6 / 26 - 01:23
المحور: الادب والفن
    


(عشقت الثورية)
شاركنا معا اغلب المظاهرات الطلابية كان ازيز طلقات الاسلحة النارية والتي كان يطلقها ازلام النظام البائد علينا تمرفوق رؤوسنا وكنا نركض مهرولين خوفا من ان يمسكوا بنا ونحن نهرب من حي الى حي , وبعد خمسة عشر عاما من سقوط الدكتاتورتقابلنا انا وهي وجها لوجه في احدى شوارع احدى المدن الاوروبية وقد تعرفنا على بعض بصعوبة بالغة.
- من ئارزوو صديق؟
- بيستون حمزة؟ حقا ان عيناي لايصدق مايرى.
دعونا بعضنا البعض لشرب القهوة في احدى المقاهي التي كانت قريبة من موقع تقابلنا الفجائي واستذكرنا معا الماضي الثوري الذي كان الناس فيه يعيشون في خوف دائم واشبه مايكون بكابوس مرعب حيث كنا حتى ونحن في بيوتنا نخاف ان يطولنا ايادي رجال الامن السوداء.
سئلتني عن مصير اصدقاء الامس:-
- خسرو؟
- مات تحت التعذيب بعد خروجكم من العراق بسنتين ولكن دون ان يفشي باسماء اي من الاصدقاء.
- هندرين؟
- استشهد مع عدد من الرفاق اثناء كتابة احدى المنشورات على الجدران في احدى الليالي الحالكة الظلام.
رددت كلمات احدى شعارات الذي ضحى اصدقاءنا من اجله بانفسهم
- الخبز- الحرية - العدالة .
-البرابرة الهمج(قالتها غاضبة ساخطة ناقمة)
- سنوور
- انها بطلة بكل ما للكلمة من معنى لقد وهبت حياتها وحياة عائلتها للعمل الحزبي ومازالت وانت تعلمين ما اقصد فجميع اجتماعاتنا كانت تقام في بيتها.
اطلت النظر لعينيها فلاحظت ان وهج الثورة مازالت تشع من عينيها ولم يستطع لا الزمن ولا زوال النظام ان يزيلوا هذا الوهج, نموذج شخصيتها كانت قليلة ان لم تكن نادرة في مجتمعنا في ذلك الوقت فمقارعة ذاك النظام المستبد لم يكن سهلا بالنسبة للرجال فما بالك بالنساء ان اوجه عملها الحزبي السري لم يقتصرفي اخفائه على السلطة القمعية بل كانت عليها ان تخفيها عن اهلها ايضا.
ذهب فكري الى ماوراء جمال عينيها اي شخصيتها الشجاعة وتذكرت ذاك اليوم والذي كنا انا وهي جالسين معا في المكتبة العامة مدعين التحضير لامتحانات النصف النهائية وكان اعين رجال البعث تراقبنا من بعد لكي يمسكوا علينا مايثبت انتمائنا لحزب معارض حيث كان يعتبر ذلك خيانة عظمى ويعاقب عليه بالموت ,وكنا نتبادل اطراف الحديث عن طريق القصاصات الورقية لكي لاينتبه الينا هؤلاء الرجال, الا انني حولت مجرى الحديت لكي ياخذ منحى رومانسيا وبذلك نبعد عن انفسنا الشبهات, وبعد ان حولت التشاور لتحديد موعد الاجتماع الحزبي الى رموز رومانسية سئلتها:-
- عيناك جميلتان في المغرب (وانا احدد المغرب موعدا للاجتماع وكان الوقت صباحا وقد احرقت بجمال عينيها قلبي المشؤوم وكنت اعشقها بخوف ثنائي المصدر خوف من ان تحس بانني اعشقها بحق وخوف من ان يعلم رجال الامن بان مايدور بيننا هو العمل الحزبي بذاته .
- المغرب ظلام ويداي لاتلمسان حينها شيئا.
وكانت تقصد بان ذاك الوقت لايلائمها حيث ان اهلها سيمنعونها من الحضور.
وبدون ان ادري تحول الخوف الى التوهم بانها تبادلني الحب بالمثل لذا دعوتها
للنظر الى عيناي قائلا:-
- انظري لعيناي فهما معجبان بعيناك بحق.
لم اعلم كيف قلت هذا ولم اعلم بانني بكلامي هذا قد حولتها الى امراة جارحة تمزق حسي الميلي لها بكلماتها الفظيعة الشنيعة والتي كانت تختبئها وراء جدار صداقتنا لتنهار مع اول مصارحة مني لها وارادت ان تصفعني بكلمات الكره والاشمئزاز وكانت على مسافة قريبة جدا من ان تفضحنا بكلامها تلك وعلى حين غرة وكنمر طال مدة انتظار اكل فريسته انقض عليها وهي تكاد ان تكتب كلام الكره او ربما ان تشتمني حتى .
-هل تسمحين؟ (قالها الرجل الضخم ذوالوجه الاسمروهويسحب قصاصة الورق الاخيرة قبل ان تكتب والتي ارادت ان تشتمني بكلمات منمقة حينهامن خلاله)
- هيا تعالي معي للفرقة.
استوقفته وانا اقدم لرجل الامن ذاك جميع القصاصات التي كتبنا عليها:-
- انت فهمت الامر خطا هيا انظر نحن لسنا سوى عاشقين,انها زميلتي وكنت اود اصارحها بحبي لها لكي تقبل بي زوجا لها ولكنها ترفض .
- انت لاتتدخل ؟ قالها بعصبية وهو يمسك برسغها .
- ارجوك فقط انظر لهذه القصاصات.
واخيرا نظر لتلك القصاصات وكلانا دقات قلبيناوصل حتى المئة نتيجة الخوف كما يقول المثل.
ولم يلبث كثيرا حتى رفع راسه ونظر الي وابتسم وقال بلؤم:-
- اه يانذل تقدم واذهب لاهلها واطلب يدها انها تطلب منك ذلك الاتفهم؟(قالها لي وهو يؤشرللقصاصات التي كانت قدكتبت عليها)
-حسنا !!!حسنا ساذهب اليوم.
ترك يدها ثم خرج من المكتبة بسرعة البرق وكانه حيوان مفترس فشل في الانقضاض على فريسته ولذلك لاذا بالفرارمهزوما,اما نحن فقد تنفسنا الصعداء ببالغ الصعوبة وثم نظرت الي وكانه بنظراته تسئلني :-
- من اين لك بهذه الافكارالجهنمية فلولاها لكنا في عداد الموتى بدون شك.
اما عيناي الان بعد استذكار تلك الماضي يسئل عن جمال عيناها الثوريتان و لمن اعطت:-
- هل تزوجتي؟
- اتراني في عمرفتاة مقبلة على الزواج؟وانت؟
- انت كنت قدوة في الالتزام الحزبي لبقية عضوات وكادرات الحزب.
- تقصد من احببته او احبه؟(قالتها باسمة)
- نعم .
- نعم تزوجت ولكن ليس منه ,اي الذي كنت احبه لانه لم يكن يحبني بل يحب فتاة اخرى من الحزب لانها برايه كانت هي وليس انا افضل كادرات الحزب وانشطهن وليس انا.
- كلامك هذا يدل بانك احببت ياسر الكتوم ولكنه رفضك.
- بل صمد محمود.
- تودين ان تقولي بان صمد محمود هونفسه ياسر الكتوم سكرتير الحزب؟
- بلى !وهل تعلم من هي التي اعتبرها فعالة وناشطة لدرجة ملك قلبها وتزوج منها؟
سئلتها وانا مذهول لما اسمعه عن شخصيات الحزب وحلقاته الحزبية والاجتماعية:-
- من ؟
- بتول نعمة, ولايحتاج الى القول باننا في الحزب لانؤمن بالفروقات القومية ولكن ما لاشك فيه بانها لم تكن الانشط حقا.
سئلتها لكي ازيد حرقة قلبي وانا متيقن من الاجابة:-
- لو عاد الزمن الى الوراء وتغير تفكير صمد محمود او لنقل ياسر الكتوم السكرتير واعتبرك الانشط في العمل الحزبي وبالتالي طلب منك الزواج هل كنت ستقبلين به؟
اجابت وهي تنظر الي وكانها تسئلني (وانت لو كنت قبلت بك بعكس رفضي لك في السابق هل تقبل بي ) الا انها جاوبتني بكل برود وصلافة:-
- اتريد الحق؟ نعم.
حينها كنت محيرا لاافهم ماذا كان سر شخصية صمد محمود غير كونه سكرتيرا للحزب لكي تتعلق به الى هذه الدرجة.
- ولكن لم تقولي لي من تزوجتي ؟
- من العار ذكر اسمه فهو الذي اجج نار الخلافات الحزبية مما اودى باعلان مجموعة من خيرة الحزب للانشقاق عن الحزب ثم زوال الحزب بالتالي.
- من ؟ ثروت غريب؟
- ومن غيره وانا الذي اعتبرته مثالا للثورية والبطولة بعدما خذلني صمد محمود برفضه لي وعلى اثر ذلك تزوجت من ذاك الخائن , نعم انه خائن بحق.
- كلامك هذا يدل على انك قد انفصلت منه.
- نعم وكيف اعيش في سقف بيت واحد مع شخص اهدر كل ماعملنا من اجله انه قضى على كل ماحلمنا به من اجل مجتمع اشتراكي مساواتي حر.
- وانت من تزوجت؟ هل اعرفها ؟ هل هي من الوسط الحزبي؟
- تعرفينها ولكنها لم تكن من الوسط الحزبي الا انها كانت معنا في الجامعة.
- من هي ؟ ارجوك انا متلهفة لمعرفتها.
- انا متاكد انها ستدعوك الى بيتنا للغداء لو علمت بانني رايتك.
- ارجوك يابيستون! قل لي من هي؟ ارجوك.
- منى رشيد.
- منى رشيد؟ هي حقا لم تكن جميل ولم تكن ذكية في الدراسة ولكنها كانت كتومة.
اجبتها وانا ادافع عنها:-
- ربما ماذكرتيها من صفات جيدة غير موجودة فيها برايك ولكن انا اكتشفت كل ذلك فيها ولذلك لو رايتها الان سترين شخصا بعكس كل ماذكرتيه صفات كانت مدفونة في داخلها وكانت بحاجة لي لكي اساعدها لاخراجها وقد فعلت لذلك نحن انشئنا احس عائلة قوية وسعيدة متكونة من اربعة اطفال.

ان دفاعي المستميت عنها تلك ماهو الا تذكير بانها كانت في اختيارها
لحبيبها وزوجها كانت في غاية الخطا حيث بحثت عن قائد حزبي لها وليس حبيبا وزوج ولم تصل الى فارس احلامها بل خذلوها واحدا تلو الاخرى لذا اخذت نفسا عميقا كانها نفس الندامة لذلك سئلتني ووجهها تركبها ابتسامة مريرة:-
- على اية حال لايهم, ولكن لم تقل لي ما اسمائهم.
- رمزية وشموس وسوما وشاهين .
- اراك اخترت من كل قومية اسما لاطفالك مابين عربية وكردية وتركماني .
- انا مثلك لم استطع ان لاادخل التقاليد الحزبية في حياتي العائلية.
كما التقينا افترقنا ذاك المساء ولم اراها بعد ذلك ابدا حيث اعطتني عنوانا خاطئا لها كاشارة لرفض دعوة زوجتي لها للغداء ان دعتها وكانت تلك اخرلقاء بيننا
بعد كل تلك السنين ولكن تلك اللقاء علمتنا الكثير وخصوصا هي.



#روزكارمحمد_فاتح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبيبتي وانا حبان_٣_


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روزكارمحمد فاتح - عشقت الثورية