أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احسان طالب - المرأة ضلع أعوج !!














المزيد.....


المرأة ضلع أعوج !!


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 12:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في حادثة غريبة من نوعها قام ثلاثة شبان بمساعدة والدهم بجر أختهم من شعرها إلى وسط الشارع وتناوبوا على طعنها عدة مرات في أحد أحياء مدينة حلب ( عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام ) وذلك بالقرب من مركز للشرطة الذي امتنع عناصره عن التدخل لمنع الجريمة بأمر من ضابط أكير رتبة
ولما نقلت المطعونة إلى متشفى خاص رفض إسعافها واستقبلها آخر عام حيث لقت حتفها جراء ثلاثة عشر طعنة في أنحاء مختلفة من جسدها.
الأب سلم نفسه لمخفر الشرطة فخورا بما فعل و متأكدا أنه لن يلقى جزاء فعلته وفقا للقوانين المتعاطفة مع جرائم الشرف و التي تمنح القاتل ظروف مخففة يتمكن في نهايتها القاتل من النجاة من العقاب .
لم يكن الشارع خاليا ولم تتم الجريمة تحت جنح الليل بل في وضح النهار ولم يتجرأ أحد للحول دون وقوع الجريمة وربما كان الجميع أو الغالبية يؤيدون ما قام به الأب مع أولاده الثلاثة .
إنها جريمة جماعية اشترك فيها أربعة رجال تابع تفاصيلها الكثيرون لم تحرك الشرطة ساكنا لوقفها وساهم مستشفى خاص في تأخير إسعاف الضحية حتى لقت حتفها . إنها حالة نموذجية لتواطؤ المجتمع المسلح بثقافة يظن أنها الدين الحنيف ويعتقد بأن الإجرام تقربا إلى الله و إلا لما سكت المجتمع وجبن عن السعي لمنع الجريمة و لما افتخر الأب وأبناؤه بما فعلوه أمام أعين الجميع .
إن المكانة الوضيعة للمرأ ة في مجتمعاتنا الذكورية المتسلحة بثقافة وتقاليد وضعت المرأة تحت الوصاية والرقابة و التصرف الكامل للذكر وجعلت من الشرف الجنسي قيمة تتعدى أهمية حياة الإنسان و تسمو على كل معاني الرحمة و العدالة ، سمحت وهيئت الظروف الملائمة لارتكاب جرائم الشرف علنا وأمام أعين السلطة و الناس .
و العجيب أن مسألة قتل النساء حفاظا على الشرف في حالة ارتفاع وازدياد مستمر في أكثرية الدول العربية والإسلامية ، حيث مازالت القوانين و العادات والثقافة السائدة لا ترى في قتل النساء دفاعا عن الشرف جريمة بل على العكس تعده عملا شجاعا وتضحية كبيرة تستأهل التعاطف و المباركة .
تبدأ المشكلة من تضخيم إثم الجنس المحرم وتثبيت الاعتقاد بأن الغيرة على النساء أمر إلهي وتشبه بسير الأنبياء و الأولياء و كلما زاد الاعتقاد بأن مفهوم الشرف أغلى من الروح هانت الحياة دونه وتضاءلت أمامه قيم التسامح والحرية و التراحم . وت ترسخ المشكلة بخضوع النساء و قناعتهن بصوابي ما يمارس عليهن من قيود وشروط وقوانين تجعلهن دون الرجال مكانة ومقامة .
تأكد وفقا للموروث السائد المدعوم بنصوص محفوظة تناقلها الأجيال وتعيها إلى يومنا هذا وتقبلها كما هي ، وجنوح ثقافة العامة نحو تعميق المعاني السلبية للنصوص وتحميلها ما لا تحتمل خضوع المرأة ودنو مكانها ، ومن تلك النصوص ما دل على أن المرأة خلقت من ضلع " استوصوا النساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع ، وأعوج ما في الضلع أعلاه ، فإذا جئت تقومه كسرته ، كسرها طلاقها "
حشدت كثير من التفاسير القرآنية الأدلة على أن المرأة خلقت من ضلع لدي تفسيرهم ( وخلق منها زوجها )
ولست هنا بصدد تأكيد أو رفض نسبة تلك المعاني لصحيح الدين إنما أكتفي بتأكيد شيوعها وانتشارها ورسوخ معانيها في المكون الثقافي الجمعي للمجتمعات العربية و الإسلامية مما يقتضي العمل على مراجعة جادة وواعية لما حواه المنقول النصي السلبي وما تركه من آثار مدمرة على المرأة والمجتمع .



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب ل د. رفعت السعيد:اليسار . الديمقراطية .. والتأ ...
- بنت سيؤل تعشق غبار دمشق
- الارهاب العشوائي ووحدة الخطاب
- صلاة لرجل شرقي
- بغداد لم ولن تموت
- النووي الإيراني – نجاد على خطا صدام
- قبل أن تغادرني
- إلى الذين يدافعون عن صدام
- الاغتيال السياسي و الإرهاب الطائفي
- هل تصلح العطار ما أفسد ......
- إعادة الاعتبار لإعلان دمشق
- السجون السورية تخرج المبدعين
- سيدة يغتصبها آلاف الحاقدين!!
- التشدد الديني و الإسلام السياسي – دراسة من أربعة أجزاء: الجز ...
- يطبق عليهن الحد!
- التشدد الديني و الإسلام السياسي - دراسة من أربعة أجزاء: الجز ...
- الكاتب السوري مظلوم تنتابه الهواجس
- التعديل الوزاري في سوريا يكرس المواجهة
- الإعلام العربي من عصر الجاهلية إلى جاهلية ما بعد الإسلام: ضر ...
- حماس بين استحقاقات الداخل و ورطة الخارج


المزيد.....




- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...
- كيف يمكن للمرأة العربية الاستثمار في الذات لتحقيق النجاح؟
- سجلي 800..رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائ ...
- لماذا عمر النساء أطول من عمر الرجال؟


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احسان طالب - المرأة ضلع أعوج !!