سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي
الحوار المتمدن-العدد: 6268 - 2019 / 6 / 22 - 01:58
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
أديس أبابا وجوبا، من العواصم الجارة الحبيبة والقريبة جدا من نبض الخرطوم، هذه العواصم تقود مبادرات مهمة لتفكيك حالة الأزمة الحالية سعيا لإيجاد حلول تنقل الخرطوم من عاصمة عسكرية تضج بالمدافع والدبابات لعاصمة مدنية تزدهر بحراك الحركات السياسية والثقافية، ومن الضروري الإستجابة لوساطة سلفاكير ميار ديت رئيس دولة جنوب السودان وأبي أحمد رئيس وزراء دولة أثيوبيا لأن الدولة السودانية لا تنفصل عن محيطها الافريقي وتجمع بينها وكلتا الدولتين مصالح سياسية وإقتصادية وأمنية وعلاقات ثقافية وإجتماعية ذات جزور تاريخية عميقة، فما يحدث اليوم في السودان يؤثر بشكل مباشر علي شعوب وحكومات تلك الدول، وهي الآن تقوم بواجبها تجاه السودان.
إن الوساطة الأثيوبية والجنوب سودانية وغيرها تعتبر فرص جديدة لإعادة فتح مسار التفاوض والبحث عن الحلول السياسية وصولا لحكومة إنتقالية مدنية تتشكل بمستوياتها الثلاثة "مجلس الوزراء والمجلس التشريعي ومجلس السيادة" كما ورد في إعلان الحرية والتغيير والإتفاقيات التي تم إبرامها بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري قبل فض الإعتصام بالقوة النارية، وفور الإنتهاء من المفاوضات إذا نجحت، يجب تخصيص الستة شهور الأولى لمعالجة مشكلات الحرب وتحقيق السلام الشامل والمصالحة الوطنية وتحرير المؤسسات والنظر في إعادة هيكلة القضاء والمؤسسة العسكرية بصفة خاصة وتهيئة المناخ للإنتقال إلي المؤتمر القومي الدستوري ووضع خطط لمعالجة الأزمة الإقتصادية والعلاقات الدولية والترتيب لسودان جديد يسع الجميع، ولا يمكن بلوغ كل هذه الأهداف وغيرها دون إيجاد منصة إنطلاق مدنية وديمقراطية كاملة الصلاحيات.
هناك مرونة وإستجابة حقيقية نلمسها في موقف قوى الحرية والتغيير تجاه المبادرات الدولية خاصة جنوب السودان وأثيوبيا، ولكن المجلس العسكري رغم أسفاره الخارجية إلا انه في كل مرة يثبت العداء للثورة بسلوكه المشين الممارس علي مستوى الشوارع السودانية، ولولا إعتداء المجلس العسكري علي المعتصمين لما توقف التفاوض، ولولا إعتقال ونفي المعارضيين السياسيين لما تأزم الوضع إلي هذا الحد، ورغم كل ما حدث تمثل وساطة دول الجوار فرص لتحقيق السلام والعدالة والديمقراطية وبناء دولة مواطنة بلا تمييز تحقق الوحدة والإستقرار.
#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟